منصة التتويج.. حلم يراود أندية الصفوة بالدوري الإنجليزي

يرفع الستار غدا عن بطولة الدوري الإنجليزي لكرة القدم في موسمه الجديد 2015 - 2016، في الوقت الذي يتصدر فيه فريق تشيلسي (حامل اللقب) الترشيحات للتتويج بالمسابقة للعام الثاني على التوالي. وحافظ تشيلسي على صدارة المسابقة منذ انطلاقها حتى النهاية خلال الموسم الماضي، ليتوج عن جدارة بالبطولة قبل انتهائها بثلاثة أسابيع.
ولكن يبدو أن الفريق اللندني سيواجه منافسة أقوى في الموسم الجديد بعدما عززت الأندية الأخرى، مثل مانشستر سيتي وآرسنال ومانشستر يونايتد وليفربول، صفوفها خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وهو الأمر الذي يدركه تماما البرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني لتشيلسي. وقال مورينهو: «كان من الصعب دائما الفوز بالمباريات في إنجلترا، ولكن الأمر بات الآن أكثر صعوبة، الفرق الأخرى ستكون أقوى». وأضاف مورينهو: «ما يفعله الآخرون سيجعل الدوري الإنجليزي مختلفا.. إنني أرحب بهذه العقلية، وهذه القوة الاقتصادية، وهذا الطموح». وتابع: «إذا كان الدوري الإنجليزي صعبا، فإنه أصبح أكثر صعوبة الآن». وأوضح مورينهو أنه سعيد باستعدادات فريقه للموسم الجديد رغم خسارة النادي اللندني 1 - صفر أمام فيورنتينا الإيطالي في آخر مبارياته الإعدادية الليلة الماضية. أحرز غونزالو رودريجيز هدف المباراة في الدقيقة 35، وسيبدأ تشيلسي دفاعه عن اللقب المحلي في مواجهة ضيفه سوانزي سيتي غدا بعد أن فاز مرتين في أربع مباريات ودية خاضها استعدادا للموسم الجديد، كما خسر أيضا مباراة الدرع الخيرية في مواجهة جاره اللندني آرسنال بطل كأس إنجلترا مطلع الأسبوع الحالي. ونقل موقع بطل إنجلترا عن المدرب البرتغالي قوله: «كرة القدم الحقيقية ستبدأ يوم السبت واليوم (أول من أمس) لم نتمكن من التعاطي مع المباراة بطريقة أخرى». وأضاف مورينهو قوله: «إنه موسم طويل يمتد لعشرة أشهر من المنافسات، وأنا سعيد بما وصلنا إليه». وغاب المهاجم دييغو كوستا عن المباراة أمام فيورنتينا لعدم اكتمال تعافيه من إصابة في الفخذ غاب بسببها أيضا عن مواجهة آرسنال. ورفض مورينهو التكهن بموعد عودة كوستا إلى التشكيلة قائلا: «لن أخاطر بسمعتي ثانية.. قلت لكم قبل ذلك إنه سيكون جاهزا للعب ولم يكن كذلك. لا أعرف». وقال مورينهو أيضا: «لن أخاطر بقول نعم أو لا. وخلال المؤتمر الصحافي يوم الجمعة أعتقد أنني سأقول أيضا إنني لا أعرف». وأجرى مورينهو بعض التغييرات في قائمة تشيلسي بعد التعاقد مع رادميل فالكاو مهاجم موناكو الفرنسي على سبيل الإعارة، وهو ما يشكل قوة دفع كبيرة للفريق قبل انطلاق الموسم الجديد، بالنظر إلى رغبة الهداف الكولومبي في محو الصورة الباهتة التي ظهر عليها خلال فترة إعارته لمانشستر يونايتد في الموسم الماضي. ورغم إخفاق تشيلسي في التتويج بلقب الدرع الخيرية بالخسارة صفر - 1 أمام آرسنال يوم الأحد الماضي، فإن غاري كاهيل لاعب الفريق يشدد على جاهزية الفريق الأزرق لخوض منافسات الموسم الجديد. وأوضح كاهيل: «نشعر بالثقة في أنفسنا، نحن نمتلك قائمة جيدة، سنكون أقوياء ولكنه دوري قوي وصعب، والجميع سيكون قويا أيضا».
في المقابل، فقد وقف التخبط وعدم التجانس الذي عانى منه مانشستر سيتي طوال الموسم الماضي حائلا دون احتفاظ الفريق باللقب للموسم الثاني على التوالي، رغم تصدر مهاجمه الأرجنتيني سيرخيو أغويرو قائمة هدافي المسابقة بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه. وجاء التعاقد مع الجناح السريع رحيم ستيرلنغ نجم ليفربول بالإضافة إلى فابيان ديلف لاعب وسط أستون فيلا، ليعزز من قدرة الفريق في الحصول على اللقب للمرة الثالثة خلال المواسم الخمسة الأخيرة. وأكد التشيلي مانويل بيليغريني المدير الفني لمانشستر سيتي أنه «على ثقة تامة» بأن فريقه سيفوز بلقب الدوري الإنجليزي في الموسم الحالي كما لم يستبعد المدرب التشيلي إمكانية التعاقد مع مزيد من اللاعبين الجدد لتعزيز صفوف الفريق. واحتل سيتي المركز الثاني بين فرق دوري إنجلترا الممتاز متخلفا بثماني نقاط خلف تشيلسي البطل في الموسم الماضي، كما خسر وديا أخيرا أمام ريال مدريد الإسباني وشتوتغارت الألماني. ونقلت شبكة «سكاي سبورتس» التلفزيونية عن بيليغريني (61 عاما) قوله: «أنا على ثقة تامة بأننا سنقدم موسما ناجحا للغاية، ولا بد لنا من إعادة اللقب من جديد إلى هنا من أجل مشجعينا». وأضاف بيليغريني قوله: «نحن نثق في ذلك. وكما قلت للتو فإننا سنستعيد اللقب. استعدادنا للموسم الجديد مضى بصورة طيبة». وأردف بيليغريني: «إنها بطولة صعبة للغاية لا سيما في ظل وجود خمسة أو ستة أندية تتنافس على اللقب، لذلك فإن الفوز يبدو صعبا حقا، ولكنني متأكد أننا سنشاهد مانشستر سيتي وهو يقاتل مجددا من أجل الظفر بالبطولة». وبعد بيع شتيفان يوفتيتش إلى إنترناسيونالي الإيطالي واحتمال انتقال ايدن دي زيكو إلى روما فإن من المتوقع أن يبدأ سيتي الموسم الجديد بوجود مهاجمين اثنين صريحين فقط في صفوفه، هما ويلفريد بوني وسيرغيو أغويرو. وعن لاعبه الجديد قال بيليغريني: «رحيم سترلينغ يمكنه أيضا اللعب في الخط الأمامي. وأعتقد أننا سنتعاقد مع لاعبين آخرين لكن ليس في خط الهجوم». وسيبدأ سيتي الذي توج بالدوري الإنجليزي في 2014 مسيرته في الموسم الجديد خارج أرضه في مواجهة وست بروميتش البيون يوم الاثنين المقبل.
من جانبه، أجرى مانشستر يونايتد مجموعة من الصفقات خلال الصيف الحالي في ظل استعداد مدربه الهولندي لويس فان غال لخوض موسمه الثاني في إنجلترا. وأبرم يونايتد خمس صفقات خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، من بينها التعاقد مع نجم وسط الملعب الألماني الدولي باستيان شفاينشتايغر، فيما رحل المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي والبرتغالي ناني، بينما ما زالت الشكوك تحوم حول استمرار حارس المرمى ديفيد دي خيا مع الفريق في ظل رغبة ريال مدريد الإسباني في الحصول على خدماته. وحصل مانشستر يونايتد على المركز الرابع في ترتيب البطولة الموسم الماضي، بعدما أنهى الموسم الذي سبقه في المركز السابع، ويعتقد واين روني قائد الفريق أن الموسم الجديد سيشهد مزيدا من التحسن في نتائج يونايتد. وقال روني: «لقد تعاقدنا مع لاعبين جدد يتمتعون بالكفاءة، ونشعر أن بإمكانهم إضافة الكثير للفريق». وأشار روني إلى «أنه أمر رائع، أشعر بأننا أصبحنا نمتلك التشكيل المناسب ونتطلع لموسم ناجح هذا العام». ورغم احتفاظ آرسنال بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي للعام الثاني على التوالي في الموسم الماضي، فإن بدايته الضعيفة في الدوري والتي تسببت في تأخره بفارق 11 نقطة عن تشيلسي بعد أول ثماني مراحل في البطولة، قلصت كثيرا من حظوظه للمنافسة على اللقب. وتعاقد آرسنال مع التشيكي بيتر تشيك حارس مرمى تشيلسي، ويطمح محبو الفريق إلى أن يمنح الفوز على تشيلسي في الدرع الخيرية قوة دفع للفريق قبل خوض غمار مباريات الدوري. ولمح الفرنسي أرسين فينغر المدير الفني لآرسنال إلى أن «الثقة غير المفرطة تبدو أمرا إيجابيا، وتسمح لنا بالتركيز جيدا في المباريات المقبلة. إنها تظهر قدرة اللاعبين على فعل الصواب. وبغض النظر عن ذلك فإن مباريات الدوري ستبدأ الآن». وأضاف فينغر: «نحن بحاجة للحفاظ على المستوى الجيد الذي وصلنا إليه حاليا من أجل تلافي البداية السيئة التي عانينا منها في الموسم الماضي».
وتشعر جماهير ليفربول بقدر كبير من التفاؤل حيال قدرة الفريق على المنافسة بقوة على اللقب الغائب منذ أكثر من 25 عاما، وتجنب الأخطاء السابقة التي تسببت في حصول الفريق الأحمر على المركز السادس في ترتيب المسابقة الموسم الماضي، وذلك بعد التعاقد مع سبعة لاعبين هذا الصيف. وأكد غوردان هندرسون، الذي تولى قيادة الفريق خلفا للنجم السابق ستيفن جيرارد: «سنصبح أكثر قوة باللاعبين الجدد الذين انضموا إلينا أخيرا. إننا فريق شاب ولكننا نتمتع بالمهارة». وأضاف: «أعتقد أن التعاقدات الجديدة ستصنع الفارق حتما».
وتشهد البطولة مشاركة واتفورد مجددا بعد غياب دام تسع سنوات، وكذلك نوريتش سيتي، الذي قضى موسما واحدا في الدرجة الثانية (الدرجة الأولى في إنجلترا). ولكن يبدو أن فريق بورنموث، الذي يشارك في الدوري الممتاز للمرة الأولى في تاريخه عقب تتويجه بلقب الدرجة الأولى في الموسم الماضي، سوف يجذب القدر الأكبر من الاهتمام. وحقق الفريق إنجازا رائعا، فبعد أن كان يواجه شبح الإفلاس حينما كان يلعب في الدرجة الرابعة منذ ستة أعوام، بات الآن يلعب مع صفوة الأندية الإنجليزية. ويعلم إيدي هاو مدرب الفريق ما ينتظر فريقه في المسابقة حيث قال: «لنكن صادقين مع أنفسنا، نحن لن نستطيع منافسة الأندية الكبرى (في سوق الانتقالات) ولكن عندما تدفع بأحد عشر لاعبا في الملعب، فإن الأمر يبتعد تماما عن لغة المال، ولكنه يتمثل في سعي اللاعبين لتحقيق الفوز». وتابع هاو: «نأمل أن نكون قادرين على المنافسة وأن يظهر اللاعبون كفاءتهم».