كونتي وصل إلى خط النهاية مع توتنهام... والبحث جارٍ عن بديل

يبدو أن مسؤولي نادي توتنهام الإنجليزي اتخذوا قرارهم بصدد إقالة المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي الذي فقد دعم لاعبيه بعد أن اتهمهم بالأنانية، عقب التعادل مع ساوثهامبتون 3 - 3 بالدوري الممتاز السبت.
وذكرت تقارير بريطانية أن إدارة توتنهام بدأت البحث عن بديل لكونتي يقود الفريق بعد العودة من فترة التوقف الدولي، وأنها لن تنتظر إلى أن ينتهي عقد المدرب الإيطالي في الصيف. ورغم أن توتنهام ما زال يحتل المركز الرابع في جدول الدوري وهو ما يؤهله للتأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل إذا حافظ عليه، فإن حالة الغضب التي أظهرها كونتي عقب المباراة الأخيرة وتفريط لاعبيه في التقدم بفارق هدفين في الدقائق الأخيرة، كانا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة له ولمسؤولي النادي.
وتردد أن رئيس مجلس الإدارة دانيال ليفي، تحدث مع كونتي بشأن فك الارتباط معه، بعدما فقد الأخير ثقة لاعبيه. وأصبح من الواضح بشكل متزايد خلال الأسابيع الأخيرة، أن كونتي لن يبقى في العمل إلى نهاية الموسم، وربما تتم الاستعانة برايان ماسون مدرباً مؤقتاً حتى ختام الدوري.
وخرج توتنهام مؤخراً من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، وكذلك من دوري أبطال أوروبا، ثم شاهد كونتي فريقه يتلقى هدفين خلال آخر 13 دقيقة من مباراته أمام ساوثهامبتون، وهو ما أثار غضبه، ليخرج موجهاً لهم خطاباً شديد اللهجة وصفهم خلاله بـ«الأنانيين»، ورفض اعتبار أن حالة الضبابية بشأن مستقبله تعد عذراً لإخفاق الفريق في إنهاء فترة الصيام عن التتويج بالألقاب، والمستمرة منذ عام 2008.

هودجسون عاد من اعتزال التدريب لأجل إنقاذ بالاس (رويترز)

وترى الإدارة أن كونتي أغرق النادي في أزمة بانتقاداته للاعبين، رغم أن كونتي برر لدانيال ليفي تصريحاته بأنها تنبع من غيرة على النادي، وأن المشكلة تتعلق بفقدان الحماس لدى المجموعة التي ترى أنها باتت لا تأمل في شيء مهم... وأنها مشكلة تتعلق باللاعبين وحدهم.
وأراد كونتي تفسير ما يقوم به بأنه محاولة «افعل أو تموت» لانتزاع الحماس من اللاعبين خلال آخر 10 مباريات حاسمة لأجل إنهاء الموسم بالمركز الرابع المهدد من قبل نيوكاسل الذي يبتعد عنه بنقطتين فقط، وللأخير مباراتان مؤجلتان.
وذكرت التقارير أن انفجار السبت، أحدث شرخاً في العلاقة بين كونتي ولاعبيه، وأن هناك شكوكاً جدية حول ما إذا كان عدد كافٍ من التشكيلة ما زال يدعمه للاستمرار في منصبه، أم لا، بل إن بعضهم سيرحب برحيله الفوري، إن لم يكن جميعهم.
ووفقاً للأحداث الساخنة في النادي اللندني الشمالي، لا يتوقع أن يكون كونتي موجوداً مع الفريق خلال مواجهة توتنهام المقبلة مع إيفرتون في الثالث من أبريل (نيسان). وتكمن مشكلة ليفي في أن معظم المديرين الفنيين أصحاب الخبرات مرتبطون مع فرق أخرى حالياً، لكن هناك من داخل توتنهام من يفضل إعادة الأرجنتيني موريسيو بوكيتينو لمنصبه مرة جديدة بعد فترة كانت الأفضل للنادي، أو التعاقد مع أي من الألماني توماس توخيل أو الإسباني لويس إنريكي. لكن ربما يلجأ توتنهام للاستعانة برايان ماسون، الذي يعمل في الجهاز الفني لكونتي مدرباً مؤقتاً، كما فعل بعد إقالة البرتغالي جوزيه مورينيو في أبريل 2021.
وتبدو فرص بوكيتينو غير المرتبط بأي نادٍ حالياً هي الأرجح للعودة لقيادة توتنهام، لكن هل سيوافق الآن أو ينتظر حتى بداية الموسم الجديد لوضع رؤيته بالنسبة للتشكيلة؟ وهناك شعور بأن هناك عملاً لم يكتمل بين الطرفين، بالإضافة إلى أن جمهور توتنهام يحب بوكيتينو وسوف يستقبله بحفاوة كبيرة في حال عودته. لكن بوكيتينو يدرك أنه عندما طالب بإعادة بناء الفريق خلال ولايته السابقة لم يتم دعمه بشكل جيد من قبل دانيال ليفي، لذلك سوف يطلب ضمانات لتدعيم التشكيلة في سوق الانتقالات المقبلة، إذا وافق على العودة.
وفي حال رفض ليفي عودة بوكيتينو، فلدى توتنهام الفرصة للتعاقد مع أحد المدربين أصحاب الخبرة والسجل الرائع: توماس توخيل أو لويس إنريكي.
وإذا تم التوافق على توخيل، فبذلك ستكون التجربة الرابعة لتوتنهام مع مدرب سبق له العمل في إنجلترا، وبخاصة الجار تشيلسي، حيث سبقت له الاستعانة بالبرتغالي أندريه فيلاش بواش، وجوزيه مورينيو وحالياً كونتي!
ويمتلك توخيل سجلاً تدريبياً حافلاً يعرفه الجميع، لكن الشيء نفسه قيل عن مورينيو وكونتي، وقد لا يرغب في قيادة فريق يحتاج إلى إعادة بناء، وبخاصة في هذا التوقيت.
أما إنريكي، الذي لا يرتبط أيضاً حالياً بأي عمل، فقد يكون منفتحاً للعمل في إنجلترا، لكنه سيريد أيضاً إعادة هيكلة وبناء الفريق. لم يتولَّ إنريكي أي مهمة تدريبية منذ رحيله عن القيادة الفنية لمنتخب إسبانيا عقب الخسارة من المغرب بدور الستة عشر لكأس العالم 2022 في قطر. ويفضل المدير الفني البالغ من العمر 52 عاماً، أن يلعب كرة قدم هجومية مثيرة تعتمد على الاستحواذ على الكرة، وهو الأمر الذي أظهره عندما قاد برشلونة للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، وكذلك خلال الفترة التي قضاها على رأس القيادة الفنية لمنتخب إسبانيا.
ومن بين جميع المديرين الفنيين البارزين الذي ربطتهم تقارير بقيادة توتنهام، ربما يكون لويس إنريكي هو الأكثر تفضيلاً من جانب مشجعي النادي الذين سئموا من الخطط الدفاعية التي اعتمدها الثلاثي الأخير بوكيتينو ومورينيو وكونتي، وحدت من قدرات المواهب الموجودة بالفريق.
هودجسون لخلافة فييرا
على جانب آخر، لجأ كريستال بالاس إلى المدير الفني المخضرم روي هودجسون، في محاولة لإخراج الفريق من دائرة التعثر، حيث لم يحقق أي فوز منذ بداية عام 2023. ووافق المدرب البالغ عمره 75 عاماً على تولي المسؤولية بشكل مؤقت حتى نهاية الموسم، ليخلف الفرنسي باتريك الذي أقيل الأسبوع الماضي، بعد سلسلة من النتائج المتواضعة. ويتقدم بالاس حالياً بثلاث نقاط فقط على منطقة الهبوط، وهو الفريق الوحيد في الدوري الذي لم يحقق أي فوز في 2023، حيث تعادل 5 مرات وخسر في 7 مباريات، ويعود انتصاره الأخير إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما تفوق على بورنموث 2 - صفر. ويحتل بالاس المركز 12 برصيد 27 نقطة قبل آخر 10 جولات، إلا أن المواجهات المقبلة الصعبة ستكون مصيرية في البقاء ضمن الكبار. وسبق لهودجسون أن تولى تدريب بالاس خلال 4 مواسم متتالية في الفترة 2017 - 2021، وكان دائماً بعيداً عن خطر الهبوط.
وقال هودجسون أمس: «لم أتردد في قبول عرض بالاس، إنه شرف بمطالبتي بالعودة إلى النادي الذي دائماً ما يعني لي الكثير... هدفنا الآن هو بدء الفوز بالمباريات وحصد النقاط الكافية للبقاء في الدوري الممتاز».
وأضاف: «يشتهر كريستال بالاس بروحه القتالية، وليس لدي أي شك في أن كل المشجعين سيقاتلون معنا».
وبدأ هودجسون مسيرته مدرباً في 1976 في السويد، وتولى تدريب كثير من الفرق؛ منها إنتر ميلان ومالمو وبلاكبيرن روفرز وليفربول ووست بروميتش ألبيون وفولهام ومنتخب سويسرا ومنتخب إنجلترا.
وتولى هودجسون تدريب إنجلترا في بطولة أوروبا 2012 وكأس العالم 2014، لكنه رحل بعد الخروج أمام آيسلندا في بطولة أوروبا 2016. ومن المنتظر أن تكون أول مباراة للمدرب هودجسون مع بالاس أمام ليستر سيتي في الأول من أبريل المقبل، عقب انتهاء فترة التوقف الدولية.
وأعلن بالاس أن بادي مكارثي اللاعب السابق ومدرب فريق تحت 21 عاماً، الذي تولى المسؤولية خلال الخسارة 4 - 1 أمام آرسنال الأحد الماضي، سيعمل مساعداً في جهاز هودجسون بجوار راي ليوينجتون، الذي عمل لسنوات كثيرة مع المدير الفني المخضرم.
وكان هودجسون قد تراجع عن اعتزال التدريب في موسم 2021 - 2022، وتولى تدريب واتفورد المتعثر، لكنه لم يفلح في إنقاذه من الهبوط.