الأمن المغربي يكشف تفاصيل جديدة حول مقتل شرطي بدافع إرهابي

قال حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربي (مؤسسة أمنية مختصة في مكافحة الإرهاب)، إن المتهمين الثلاثة بمقتل شرطي في مدينة الدار البيضاء وإحراق جثته قاموا بذلك بدافع إرهابي. وأوضح المسؤول الأمني في مؤتمر صحافي، عقد اليوم بمقر المؤسسة الأمنية في مدينة سلا، أن المتهم الرئيسي في هذه الخلية يبلغ من العمر 31 سنة، وله سوابق قضائية في السرقة عن طريق العنف واستهلاك المخدرات، وسبق أن أدين عام 2013. أما المتهم الثاني فيبلغ من العمر 37 سنة، وقد قام رفقة المتهم الرئيسي بتنفيذ عملية قتل الشرطي، وحرق جثته والتمثيل بها. في حين يبلغ المتهم الثالث من العمر 50 سنة، وهو من قام بطمس معالم الجريمة والأدلة، وإضرام النار في سيارة الشرطي.
وأعلن الشرقاوي استرجاع السلطات الأمنية للسلاح الوظيفي للشرطي الضحية، والرصاصات الخمس التي كانت موجودة فيه. وقال إن الغرض من العملية هو استعمال السلاح في السطو على وكالة مصرفية للحصول على أموال. موضحا أن المتهمين أعلنوا ولاءهم لتنظيم «داعش» الإرهابي، ضمن مخطط جماعي للمس بالأمن والاستقرار في المغرب، وأنهم كانوا ينوون الالتحاق بتنظيم «داعش» في منطقة الساحل، لكنهم تراجعوا بسبب نقص التمويل، فقرروا تنفيذ عملية إرهابية تستهدف رجال الأمن ووكالات ومؤسسات مصرفية.
وأوضح الشرقاوي أن المتهمين اعتنقوا الفكر المتشدد حديثا، وتحولوا سريعا إلى اعتناق أفكار «داعش» قبل شهر ونصف شهر تقريبا على تنفيذ عمليتهم، وهو ما يرجح فرضية «التطرف السريع»، خاصة أن مستواهم الدراسي ضعيف. كما أوضح المتحدث ذاته أن فريق البحث تعامل مع كافة الفرضيات الممكنة خلال التحقيق بعد اكتشاف الجثة، ولم يكن ممكنا استبعاد أي فرضية، بما فيها فرضية الدافع الإرهابي نظرا لطريقة تنفيذ الجريمة، وقال إن دلالات تجريد الشرطي من سلاحه الوظيفي وأصفاده أظهرت أن الأمر «يتعلق بعمل إجرامي منظم قد يكون بدافع الإجرام قصد السرقة أو بخلفية متطرفة». كما جرى الاستماع لعشرات الشهود في البداية، لكن دون أن يكون هناك جديد في البحث. إضافة إلى التعامل العلمي والتقني مع عدد من الآثار في مسرح الجريمة، ومع عدد من المحتويات الرقمية حول مسارات المتهمين ومسار سيارة الضحية بعد إزهاق روحه.
وثمن الشرقاوي تعاون المواطنين خلال البحث والتحقيق، حيث كانوا يقدمون معطيات بشكل طوعي خدمة للعدالة، وأشار إلى تعاطف المواطنين مع عائلة الشرطي الضحية. وكانت مصالح الشرطة بمدينة الدار البيضاء قد أعلنت فتح تحقيق في 2 مارس (آذار) الجاري لكشف ملابسات اختفاء موظف شرطة في ظروف تحتمل شبهة إجرامية. وحسب بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، فقد اختفى موظف شرطة يعمل بفرقة المرور بمنطقة أمن «الرحمة» في الدار البيضاء، مباشرة بعد انتهاء دوامه مساء الأول من مارس الجاري، مخلفا وراءه كاميرا وظيفية محمولة ونظارتين تم العثور عليها وهي تحمل آثار دماء. ومكنت عمليات المسح والتمشيط، التي باشرتها مصالح الأمن الوطني بتنسيق مع عناصر الدرك الملكي، من العثور على جثة متفحمة داخل قناة للصرف الصحي بالقرب من قرية الخدارة بضواحي حد السوالم (جنوب الدار البيضاء)، والتي يشتبه في كونها لموظف الشرطة المختفي.