الخالد: دياز مدرب كبير... و«الشغف» حبل إنقاذ الهلال في مونديال الأندية

ستكون مواجهة «الهلال» السعودي، ونظيره «الوداد» المغربي، غداً السبت، بملعب الرباط، في الدور الثاني من بطولة «كأس العالم للأندية»، صعبة ومفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل طموح الفريقين العربيين للذهاب بعيداً في هذه المسابقة.
ومن المؤكد أن الطرفين لم يرغبا في مواجهة من هذا النوع، إلا أن للقرعة أحكامها وأصبحت واقعاً يفرض التعامل معه، وما عليهما سوى الاستغلال الأمثل لضعف الخصم، والتوظيف الجيد للإمكانيات.

لاعبو الوداد المغربي خلال استعداداتهم لموقعة السبت (الموقع الرسمي لنادي الوداد)

يرى المدرب الوطني الدكتور عبد العزيز الخالد، من جهته، أنه على لاعبي «الهلال» التوهج وإيجاد الدافعية للتألق في هذه البطولة، مشيراً إلى أن الشغف عنصر مهم لتحقيق الإنجازات والألقاب.
وقال الخالد، لـ«الشرق الأوسط»: «وضع الفريق فنياً غير مقنع، هذا الموسم، وفضلاً عن فقدان الشغف، يعاني الفريق من تعرض أبرز لاعبيه لإصابات غيّبتهم عن خوض بعض المباريات، كما أنه موقوف عن تسجيل لاعبين جدد، لذا يجب على البعض أن يقتنعوا بأن المنحنى الفني لفريقهم في نزول؛ للأسباب التي تم ذكرها، فهو يحتاج إلى فترة لخلق التحدي والدافعية لدى اللاعبين من جديد، فمن يطالب الفريق، اليوم، بأن يكون في قمة مستواه، يطالب بالمستحيل».

دياز يوجه لاعبيه خلال التدريبات الأخيرة (الشرق الأوسط)

وعن رأيه حول الأرجنتيني دياز، مدرب «الهلال»، قال الخالد، لـ«الشرق الأوسط»: «دياز اسم كبير في عالم التدريب ويملك أسلوباً فنياً رائعاً، وهو يقوم بأدواره داخل الملعب بشكل صحيح، رأينا أن الفريق في عدد من المباريات التي فقَد فيها النقاط خلال الدوري كان الأفضل، وتتاح له عدة فرص سانحة للتسجيل لكنها لا تُستغل بالطريقة السليمة، هذا يعني أن المدرب يقوم بعمل جيد، لكن كما قلت، افتقاد اللاعبين للشغف أكبر مشكلة تواجه دياز، إضافة إلى تعرض أبرز لاعبيه لإصابات متفرقة، وغيابهم عن لعب بعض اللقاءات، إلى جانب ضغط المباريات التي خاضها لاعبوه واستمراريتها دون انقطاع، تسهم في العوامل التي ذكرتها، حتى فترة الراحة التي حصلت عليها الفِرق أثناء لعب كأس العالم لم يستفد منها الهلال بالشكل المراد؛ نظراً لانضمام 12 لاعباً من بين صفوفه للمشاركة مع المنتخب السعودي في كأس العالم قطر 2022».
وفيما يتعلق بفاعلية اللاعبين الأجانب الذين يمثلون «الهلال» حالياً وقدرتهم على صنع الفارق، قال: «للأسف، العناصر الأجنبية لم يستفد منها الهلال بشكل كامل، ما عدا الثلاثي: الكوري الجنوبي جانغ هيون سو، والبيروفي أندريه كاريلو، والكولومبي غوستافو كويلار، أما البقية فالمستوى الذي يقدمونه باستطاعة العنصر المحلي تقديمه، وبالأخص الأرجنتيني فييتو الذي لم يقدم شيئاً بارزاً منذ قدومه للهلال، وكذلك البرازيلي ماثيوس بيريرا الذي انتقل مؤخراً لنادي الوحدة الإماراتي لم يشكل أي إضافة فنية».
وواصل الخالد حديثه: «برأيي أن الأولوية تكمن في المشاركة الناجحة في كأس العالم للأندية كأول هدف للفريق، فهو لن يمثل نفسه فحسب، بل سيمثل السعودية وقارة آسيا، لذلك يجب أن يعمل لتحقيق مركز متقدم في البطولة».
في المقابل هناك رهان على دور جمهور «الوداد» المعروف بتأثيره ومساندته، وتحفيز لاعبي فريقه، حتى في أقوى المواجهات، كما حدث، خلال مسابقة الأبطال الأفريقية، وهذا ما يتوقعه فريق الهلال، وقد هيّأ لاعبيه لتفادي الضغط المتوقع.

سالم الدوسري أحد أبرز أسلحة الهلال الميدانية (الموقع الرسمي لنادي الهلال)

واستعداداً للمشاركة بـ«مونديال الأندية»، فقد تعاقد نادي الوداد الرياضي على سبيل الإعارة، مع مُهاجم فريق «كوتريك» البلجيكي، الكاميروني «ديديه لا ميكيل»؛ في محاولة لإنهاء مشكلة الخط الأمامي، في غياب قلب هجوم حقيقي بعد انتقال الكونغولي غي مبينزا.
اللاعب لا ميكيل ظهر احتياطياً خلال 3 مباريات، إلا أنه ظهر بمردود ضعيف جداً، كما تبيَّن أنه يلعب بصفته جناحاً، وليس قلب هجوم.
كما تعاقدت إدارة «الوداد» مع مُدافعيْن يلعبان بأوروبا ويحملان معاً الجنسية المغربية.
فهناك يحيى الندراني، القادم من فريق «ألبورغ» الدنماركي، كما توصّل «الوداد» لاتفاق مع الظهير الأيسر سامي العنابي، الذي سبق أن لعب لنادي «إكسيلسيور فيرتون» البلجيكي.
وسارع «الوداد» إلى التعاقد مع مدافع أيسر؛ تحسباً للانتقال الذي كان محتملاً للاعبه الدولي يحيى عطية الله، للدوري الفرنسي، وبالضبط لنادي مونبولي، إلا أن الصفقة لم يُكتب لها النجاح.
ورغم أن مباراة الفريق ضد الهلال بالرباط، التي لا تبعد عن العاصمة الاقتصادية للمملكة سوى بـ100 كيلومتر، فإن الجمهور الودادي سيشكل الغالبية العظمى للحضور بالملعب، والأكيد أنه أعدّ العُدة لتقديم الدعم والتشجيع إلى آخِر ثانية.
وحتى وإن كان الملعب يتسع لـ60 ألف متفرج، فإن عدداً كبيراً من المشجعين اشتكوا من عدم توفر التذاكر بأعداد كافية، مع العلم بأن هناك حصة محددة من طرف «الاتحاد الدولي لكرة القدم»، مخصصة لكل فريق، أضفْ إلى ذلك أن هناك جزءاً يوضع رهن إشارة، ما يمكن أن يسمى الجمهور «المحايد».
وعلى المستوى الفني، أظهر فريق الوداد عجزاً واضحاً على مستوى التهديف، وجاء التعادل الأبيض، خلال آخِر مباراة بالدوري المحلي ضد «الفتح» الرباطي، ليؤكد ذلك.
صحيح أن خط الدفاع يتمتع بنوع من الحصانة؛ إذ لم يدخل مرماه سوى 9 أهداف، إلا أنه يعاني من بعض الضعف على مستوى الخط الأمامي؛ فهو لم يسجل سوى 18 هدفاً في 16 مقابلة.
غياب قلب هجوم حقيقي يشكل أزمة حقيقية داخل الفريق الأحمر، إلى درجة أن المدرب النفطي يضحّي بصانع ألعابه منير الحسوني، ويعتمده بصفته قلب هجوم، ويعد الحسوني حالياً هداف الفريق بـ6 أهداف.
من جهته قال المدرب محمد فاخر، لـ«الشرق الأوسط»، إن فريق الوداد يضم لاعبين مميزين، لكن بصفته فريقاً لا يُظهر انسجاماً على مستوى الأداء الجماعي والمطلوب الحفاظ على طريقة أداء هؤلاء اللاعبين وعدم تغييرها في كل مواجهة والاستغلال الأمثل لقوتهم في خط الوسط.
وأوضح المدرب السابق للمنتخب المغربي: «بالنسبة لفريق الهلال السعودي، لديه قوة لا يستهان بها، والدليل تفوقه على مستوى القارة الآسيوية، فهو يضم ترسانة من اللاعبين المتميزين؛ محليين وأجانب، لكن ينقصه الأداء الجماعي، وهو بذلك سهل التجاوز، إذا تمكّن المدرب المهدي النفطي، من الاستغلال الأمثل لهذا الضعف».
أما رشيد الطاوسي الذي سبق أن أشرف هو الآخر على تدريب المنتخب المغربي، فيرى أن «الوداد» أمامه فرصة لتأكيد النجاحات التي حققها وطنياً وقارياً، ونسيان التجربة الأولى بنسخة الإمارات التي لم تكن موفَّقة، مشيراً إلى أن الفريق المغربي الذي أنهى الموسم الماضي على نحو جيد، ما زال يعاني على المستوى الجماعي، مع العلم بأنه يضم لاعبين مميزين، انطلاقاً من حارس المرمى، مروراً بخطّي الدفاع والوسط، وصولاً إلى الخط الأمامي.
كما أكد أن «الوداد» يستفيد من عاملي الأرض والجمهور، وهذا يحسب له ألف حساب، وهو يواجه فريق الهلال السعودي أحد الأندية الكبيرة على الصعيد الآسيوي، والذي يشهد هو الآخر نوعاً من التراجع على مستوى الأداء، مع العلم بأنه يتمتع بإمكانيات مهمة، ولديه ترسانة من اللاعبين الدوليين، وهو يشكل عمود المنتخب السعودي، بالإضافة إلى ضمه 8 أجانب.
من جانبه أوضح حسن مومن «مدرب وطني» أن «الهلال» السعودي لديه مقومات الفريق القوي، وهو يلاقي فريق الوداد، فقد سبق له أن حقق انتصارات مهمة، إلا أنه ما زال يبحث عن إيقاعه المعروف، بعد أن شهد مجموعة من التغييرات بالدفاع ووسط الميدان.
وواصل: «الملاحَظ أن الوداد فاجأ الجميع بإحداث تغيير عناصري، دون أن ينجح في إيجاد التشكيلة الأساسية، كما أن الفريق لا يُظهر نوعاً من الاطمئنان، قبل خوضه مواجهة مصيرية بالنسبة له، والضغط سيكون أقوى على الفريق المحلي».
وتابع: «بالنسبة لطريقة اللعب، أرى أن الفريق المغربي لم يعد يعتمد على الجناحين، وهذا تغيير سلبي، في اعتقادي؛ لأنه يقلل من فعاليته، رغم أن الفريق حافظ على النواة الأساسية، ما منحه نوعاً من الاستقرار، يعتمد عليه طيلة مساره».