سان جيرمان لوقف نزيف النقاط على حساب مونبلييه... ولنس لمواصلة المطاردة

يسعى باريس سان جيرمان، متصدر الدوري الفرنسي لكرة القدم، لنفض غبار إخفاقاته والعودة إلى سكة الانتصارات، بعد مباراتين لم يذُقْ خلالهما طعم الفوز، عندما يحلّ ضيفاً على مونبلييه ضمن منافسات المرحلة 21 التي تقام جميع مبارياتها اليوم.
وعبر حسابه الرسمي على «تويتر»، كتب المدافع الإسباني سيرجيو راموس، أحد رموز الإخفاق الدفاعي بملعب «بارك دي برنس» في مباراته الأخيرة، في رسالة مباشرة إلى الجماهير الباريسية: «على الرغم من أن النتائج ليست دائماً كما نتمنى، نتابع العمل يوماً بعد يوم لنتطور. شكراً على دعمكم لنا».
وتعكس كلمات مدافع ريال مدريد الإسباني السابق ابن الـ36 عاماً، صورة سان جيرمان في بدايته المتعثرة تماماً للعام الحالي، حيث فاز في مباراة يتيمة من الأربع التي خاضها في الدوري، مقابل هزيمتين وتعادل.
وسقط نادي العاصمة المنقوص بعد طرد الإيطالي ماركو فيراتي، في فخ التعادل القاتل أمام رينس 1 - 1 بالمرحلة الماضية، ليفشل في تعزيز تقدمه بالصدارة بفارق 5 نقاط عن مطارده المباشر لنس المتعادل بدوره مع تروا 1 - 1.
ترك الأداء الجماعي لباريس أكثر من علامة استفهام وكثيراً من القلق لدى جماهيره، على الرغم من أن المهمة لم تكن سهلة أمام فريق لم يخسر في الدوري منذ المرحلة الثامنة.
وتوجب على الثلاثي؛ الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والفرنسي كيليان مبابي، نفض غبار الخسارة أمام رين صفر - 1 وقبلها أمام لنس 1 - 3 في مطلع العام الحالي (المرحلة 17)، إلا أنّ سان جيرمان خاض أمسية صعبة أمام فريق طموح قاتل حتى النهاية وسجل هدف التعادل في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني عبر مهاجمه الإنجليزي فولارين بالوغون.
واكتفى سان جيرمان بعد هذه المباراة بالتعادل، ليصبح الفارق 3 نقاط فقط عن لنس الثاني (48 مقابل 45).
وبدا نادي العاصمة هشاً من الناحية الدفاعية، ومتهالكاً في خط الوسط وغير دقيق، على الرغم من هدف السبق لنيمار، هجومياً قدّم أداءً لا يليق بمرشح للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، وذلك قبل نحو أسبوعين من مباراة الذهاب في ثمن نهائي المسابقة الأم أمام بايرن ميونيخ الألماني في 14 فبراير (شباط). ودخل سان جيرمان إلى استراحة بين الشوطين، وهو لم يسدد سوى مرة واحدة على مرمى منافسه، في أقل حصاد له بشوط أول في «ليغ1» منذ 6 أبريل (نيسان) 2018 بسانت إتيان.
وقال كريستوف غالتييه مدرب سان جيرمان: «المضمون لا يرضيني، هي مباراة فقدنا خلالها كثيراً من الأشياء. لا يمكننا استقبال هدف كهذا... بلمستين، نستقبل الهدف... ليست لديّ كلمات لوصف هذه المباراة».
وأضاف المدرب البالغ 56 عاماً: «نشعر بخيبة أمل. يجب أن تكون لدينا عقلية مختلفة قليلاً. علينا أن نقوم بكثير من العمل، وأن نكون معاً ونعاني قليلاً... علينا أن نتعلم كيف نعاني. إذا لم نفعل ذلك فستكون الأمور صعبة».
وبدا غالتييه مدرب ليل ونيس السابق محبطاً بسبب أداء لاعبيه، وتابع: «سوف نواصل العمل، ولكن سنواصل الحديث أيضاً. هناك أداء البعض، وأنا مسؤول عن هذا الأداء الضعيف، لكن هناك أيضاً الأداء الفردي. في الوقت الحالي، هناك كثير من اللاعبين ليسوا في مستواهم. هل نتركهم؟ منذ كأس العالم، لا يمكننا أن نشعر بالرضا».
المؤكد أنه في حال لم يرغب سان جيرمان بتجربة فشل مدوٍ آخر على المستوى الأوروبي، فسيتعين على المجموعة بأكملها إظهار وجه مختلف، خصوصاً خلال التحديات المقبلة أمام مونبلييه وتولوز وموناكو في الدوري، ورحلة محفوفة بالمخاطر إلى مرسيليا في ثمن نهائي مسابقة الكأس، قبل الموقعة المنتظرة أمام العملاق البافاري.
وسيفقد سان جيرمان في مباراة اليوم، جهود مهاجمه نيمار الذي يعاني من إجهاد عضلي. من ناحيته، يأمل لنس في أن يتابع ضغوطاته على حامل اللقب، عندما يستقبل نيس العاشر (28 نقطة) اليوم أيضاً، وفي أسبوع حاسم يحلّ في ختامه ضيفاً على مرسيليا في المرحلة 22.
وتكمن قوة لنس بفوزه بجميع مبارياته العشر على أرضه هذا الموسم، كما حقق سلسلة من 12 مباراة لم يذُقْ خلالها طعم الخسارة بعد تعادله أمام تروا في المرحلة الماضية.
ولم يخسر رجال المدرب فرنك ايز (48 عاماً) سوى مرة واحدة، مقابل 13 فوزاً و6 تعادلات، في حين تعود هزيمتهم اليتيمة أمام ليل صفر - 1 إلى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي (المرحلة العاشرة).
ويتسلح لنس بأفضل خط دفاع في الدوري أمام سان جيرمان (14 مقابل 15)، حيث لم تهتز شباكه سوى 7 مرات على أرضه من إجمالي 14 هدفاً.
في المقابل، وبعدما أقال مدربه لوسيان فافر على خلفية خسارة مفاجئة بالكأس في يناير (كانون الثاني)، يمر نيس مع مدربه المؤقت ديدييه ديغار، بفترة رائعة حاصداً بإشرافه 7 نقاط من أصل 9 ممكنة.
وبعدما سحق مونبلييه 6 - 1 في بدايات ديغار، تعادل سلباً مع رينس قبل أن يفوز على ليل 1 - صفر في المرحلة الماضية.
ويحلّ مرسيليا الثالث (43 نقطة) ضيفاً على نانت، على أمل أن يحصد النقاط الثلاث للبقاء ضمن دائرة المنافسة بعد تعادله مع موناكو 1 - 1 في المرحلة الماضية. ولم يذُقْ النادي المتوسطي طعم الخسارة في مبارياته التسع الأخيرة في مختلف المسابقات، حيث حقق قبل تعادله أمام نادي الإمارة، 8 انتصارات توالياً، منها 6 في الدوري.
وتعود الخسارة الأخيرة لمرسيليا إلى المرحلة 12 في عقر داره أمام لنس صفر - 1.