اختبارات منزلية لاكتشاف مسببات الحساسية في الأطعمة

يعاني البعض من حساسية تجاه بروتينات موجودة في بعض الأطعمة، مثل اللوز والفول السوداني، وفي حين لا يوجد علاج للوقاية من الحساسية الغذائية، لا يزال المستهلكون، شديدو الحساسية، حريصين على تجنب تناول المواد المسببة للحساسية، وهو ما أدى إلى تطوير اختبارات للكشف عن مسببات الحساسية الغذائية، خشية أن يتناول الشخص طعاماً فيه بروتين يسبب له هذه المشكلة.
وتجرى هذه الاختبارات في مراكز متخصصة، لكن فريقاً بحثياً إسبانياً من جامعتي البوليتكنيك وفالنسيا، ومركز البحوث الطبية الحيوية في معهد كارلوس الثالث للصحة، أعلن حلاً عملياً، في دراسة تم نشرها في العدد الأخير من دورية «بايوسينسورز»، يتمثل في شرائط اختبار تحدد مستوى المواد المسببة للحساسية بشكل موثوق في الطعام بمساعدة الهاتف الذكي.
تحدث مشكلة الحساسية الغذائية بشكل رئيسي عند استهلاك الأطعمة التي تحتوي على مسببات الحساسية، لذلك من الضروري تحديدها قبل تناول الطعام.
ونجحت شرائط الاختبار، التي صممها الفريق البحثي الإسباني في هذه المهمة، كما يقول سيرجي موريس، الأستاذ في قسم الكيمياء في جامعة البوليتكنيك، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة نهاية ديسمبر «كانون الأول» الماضي.
وتم تطوير النموذج الأولي لشرائط الاختبار، واختبر مع مسببات الحساسية في اللوز والفول السوداني في وقت واحد، وتم التحقق من صحتها باستخدام الأطعمة التجارية اليومية مثل البسكويت وقطع الحلوى.
ويوضح موريس، أن «طرق التحليل الحالية تتكون من خطوات متعددة، وتتطلب معدات متطورة لطحن وإزالة الشحوم واستخراج وتنقية المواد المسببة للحساسية، لذلك يتم إجراء التحليل في مختبرات مؤهلة، لكن الهدف من اختبارنا قريب مما حدث مع جائحة (كوفيد - 19)، وهو الرغبة في (لا مركزية التحليل)، حيث نريد أن يتمكن أي شخص من تحليل طعامه قبل تناوله مباشرة».
وتعتمد طريقة الاختبار المطورة على استخدام طاحونة محمولة، تستخدم لطحن العينة وترشيحها في خطوة واحدة، ثم يضاف 5 ملّيلتر من محلول لاستخراج المادة المسببة للحساسية، وبمجرد تحضير العينة، يتم غمر شريط الاختبار في المحلول، وفي غضون 5 دقائق فقط، يتم الحصول على النتيجة التي يمكن قراءتها باستخدام الهاتف المحمول.
ويقول أماديو سينا، الباحث المشارك بالدراسة: «بتكلفة تقديرية تبلغ يورو واحد لكل شريط، يتمتع الاختبار المطور بإمكانيات تجارية كبيرة، فعلى سبيل المثال، يساعد في قطاع الأغذية على تحديد سريع لمسببات الحساسية في الطعام، وفي قطاع المستحضرات الصيدلانية يحدد فاعلية المستخلصات المسببة للحساسية».
ويشير سينا إلى أن مجموعة الشرائط التي تم تطويرها، تحتوي على مجموعة أجسام مضادة محددة لمجموعة واسعة من المواد المسببة للحساسية والمؤشرات الحيوية، إلا أنه يمكن مستقبلاً تكييفها بسهولة مع مسببات الحساسية الأخرى.
ويتوقع الفريق البحثي رواج منتجه حال تم إنتاجه تجارياً، لكونه يضمن الجودة وسلامة الغذاء من مسببات الحساسية، وهي مصدر قلق كبير في صناعة الأغذية. وقال الباحثون، في مقدمة دراستهم، إن 250 مليون شخص حول العالم يعانون من حساسية الطعام في أنحاء العالم جميعاً، وفيما يتعلق بالاستشفاء، فإن الإحصاءات أكثر صعوبة، حيث يحتاج ما يقرب من 200 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها إلى رعاية طبية كل عام؛ بسبب تفاعلات الحساسية تجاه الطعام، وتتسبب هذه المشكلة في دخول ألفي شخص منهم المستشفى، ووفاة 150 حالة.
وأوضحوا أن الحساسية المفرطة التي تنقلها الأغذية، زادت بنسبة 380 في المائة في السنوات الأخيرة، وبالتالي، ليس من المستغرب أن الولايات المتحدة شهدت أكبر توسع على الإطلاق في سوق اختبارات حساسية الطعام، حيث بلغ حجم السوق 2.4 مليار دولار أميركي عام 2020.