كيف طورت مجموعة فينواي الرياضية نادي ليفربول؟

مهما كانت نتيجة بحث مجموعة فينواي الرياضية عن استثمارات جديدة في ليفربول، فإن عرض البيع الذي يقدمه غولدمان ساكس ومورغان ستانلي نيابة عنها سيبدو أكثر جاذبية بكثير مما كان عليه عندما استحوذ جون دبليو هنري وشركاؤه على النادي قبل 12 عاما. ومن المؤكد أنه يمكنهم بيع ليفربول، سواء بشكل جزئي أو كلي، في حالة أفضل بكثير مما كان عليه النادي عندما استحوذوا عليه.
والآن، هناك مدرج شاهق آخر قيد الإنشاء في ملعب آنفيلد، وهو ما سيؤدي إلى زيادة سعة الملعب إلى أكثر من 61 ألف متفرج عند اكتماله مع بداية الموسم المقبل. وتبلغ تكلفة المدرج الجديد نحو 80 مليون جنيه إسترليني، أي أكثر بـ20 مليون جنيه إسترليني مما كان متوقعا قبل تفشي فيروس «كورونا»، وهو ثالث تطوير رئيسي يُشرف عليه الملاك الأميركيون لنادي ليفربول. ويجب الإشارة إلى أن أغلى ثلاثة مشروعات رأسمالية في تاريخ النادي - آنفيلد رود، والمدرج الرئيسي بتكلفة 114 مليون جنيه إسترليني، ومركز أكسا للتدريبات بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني في كيركبي - قد حدثت كلها تحت إشراف مجموعة فينواي الرياضية. وقد أدى ذلك إلى حل المشكلات المتعلقة بالملعب وإعادة التطوير والتي كان يعاني منها ليفربول ومنطقة آنفيلد الأكبر قبل استحواذ الملاك الأميركيين على النادي بوقت طويل.
ومن المؤكد أنه لولا النجاح الكبير الذي حققه المدير الفني الألماني يورغن كلوب على أرض الملعب، لم يكن بإمكان مجموعة فينواي الرياضية توسعة ملعب آنفيلد لتلبية الطلب المتزايد، أو البحث عن مستثمرين محتملين في نادٍ تقدر قيمته بنحو خمسة مليارات يورو (4.3 مليار جنيه إسترليني). وعندما رأى مايك غوردون، رئيس مجموعة فينواي الرياضية، نحو 750 ألف متفرج ينتظرون فريق ليفربول المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا في عام 2019 للاحتفال بهذا الإنجاز، قرر أن تكون خطط التوسعة أكثر طموحا.
وكانت الإدارة الذكية والمهارة لغوردون وراء العديد من القرارات الرئيسية التي أعادت ليفربول إلى الطريق الصحيح بعد فترتين مدمرتين في ظل ملكية توم هيكس وجورج غيليت، وهما الاسمان اللذان سيجعلان أي مشجع لليفربول يرتجف خوفا وقلقا عند الحديث عن تغيير ملكية ليفربول. وكان التعاقد مع كلوب، وبيع فيليب كوتينيو، والإصرار على التعاقد مع المدافع الهولندي العملاق فان دايك، ومشروعات البنية التحتية، وزيادة الجاذبية التجارية لليفربول، كلها أمور حدثت تحت إشراف وتوجيه غوردون، الذي يشارك بشكل كبير في العمليات اليومية داخل النادي، رغم أنه يقيم في بوسطن.
لقد طوّر رئيس مجموعة فينواي الرياضية علاقة شخصية وعملية وثيقة مع كلوب، وهي العلاقة التي لا ينبغي إغفالها عند الحديث عن البحث عن مالك جديد. وكانت هذه العلاقة القوية أحد العوامل المؤثرة للغاية في إقناع المدير الفني الألماني بتمديد تعاقده ثلاث مرات، كان آخرها قبل ثمانية أشهر فقط، لكن من المؤكد أن المفاوضات مع كلوب لم تكن لتسير بنفس هذه السرعة، أو ربما لم تكن ستنجح من الأساس، لو كان يعلم آنذاك بأن النادي سيباع.
ويقدم ليفربول مستويات متذبذبة خلال الموسم الحالي، ومن الواضح للجميع أن الفريق كان بحاجة إلى تدعيم قوي في خط الوسط خلال الصيف الماضي، وهو الأمر الذي جعل كلوب يعترف بأنه كان يتمنى أن تتخذ مجموعة فينواي الرياضية قدراً أكبر من المخاطرة في سوق انتقالات اللاعبين، وهو الأمر الذي شجع آخرين على توجيه انتقادات للنموذج الرياضي للنادي. لكن هذا النموذج كان دائما يستند إلى التنفيذ الصارم لقواعد اللعب المالي النظيف.
وبينما تكافح مجموعة فينواي الرياضية للمنافسة مع ملاك الأندية الذين ينتمون إلى بلدان غنية ، فقد بدأت تكثف البحث عن استثمارات جديدة. ولم تكن الإدارة المستقرة والناجحة لليفربول تخلو من الأخطاء. لقد كان ملاك ليفربول ضمن المحركين الأساسيين لمشروع دوري السوبر الأوروبي الذي فشل قبل أن يبدأ. ومع ذلك، فقد أدى ذلك إلى إنشاء مجلس إدارة المشجعين - تمثيل المشجعين على مستوى مجلس الإدارة والمستوى التنفيذي داخل النادي. وبالتالي، يتضمن النظام الأساسي للنادي الآن التزاما بالحفاظ على هذا التمثيل في حالة تغيير الملكية.
كما كان هناك أيضا ما يسمى بـ«مشروع الصورة الكبيرة»، والذي كان عبارة عن محاولة لتسريح حوالي 200 موظف بالنادي في بداية تفشي الوباء، قبل أن يتم إلغاء هذا المشروع وسط انتقادات شديدة بعد 48 ساعة. كما أدى ارتفاع أسعار تذاكر المباريات إلى انسحاب الجماهير بشكل جماعي في عام 2016، وهو الأمر الذي أدى أيضا إلى تراجع النادي عن رفع أسعار التذاكر، كما فشلت محاولات تسجيل كلمة «ليفربول» كعلامة تجارية.
ومع ذلك، فإن الصورة الأكبر التي يتطلع الأميركيون الآن لبيعها للمستثمرين المحتملين، تشمل ملعب آنفيلد الحديث والمتطور، وفريق كرة قدم وصل إلى مراحل خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا على مدار ستة مواسم متتالية، وأحد أشهر المديرين الفنيين في اللعبة. بالنسبة لبعض النقاد، قد لا يكون ذلك كافيا أبدا، لكن الشيء المؤكد هو أنه أفضل بكثير عما كان عليه الأمر تحت قيادة روي هودجسون وبول كونشيسكي!