علامات استفهام حول أداء بلجيكا رغم الفوز على كندا

عندما خسرت بلجيكا أمام فرنسا في قبل نهائي كأس العالم لكرة القدم قبل أربع سنوات، اشتكت بشدة أن الفريق الأفضل قد خسر. يمكن الآن لكندا أن تملك الشعور ذاته بعد مباراتهما في المجموعة السادسة في استاد أحمد بن علي اليوم الأربعاء.
وحسم هدف ميشي باتشواي قبل الاستراحة فوز بلجيكا 1 - صفر، لكن المنتخب الأوروبي ظهر بشكل أقل من المنتظر مما يطلق عليه «الجيل الذهبي» للفريق في السنوات الأخيرة، ولم يستحوذ كثيراً على الكرة وكان بمثابة رد الفعل لمنافسه الأكثر نشاطاً.
وأهدر ألفونسو ديفيز ركلة جزاء مبكرة لكندا، التي سددت 21 كرة على المرمى خلال 90 دقيقة، بينما اقتصرت محاولات بلجيكا على أقل من نصف هذا العدد، لكن الكثير من تلك المحاولات لم تكن دقيقة.
وسيشعر روبرتو مارتينيز مدرب بلجيكا، الذي بدا غاضباً خارج الملعب، بالقلق من سهولة التعرض لهجمات، ومن العدل القول إنه لو كان منافسه أقوى لربما ألحق به هزيمة ثقيلة.
وافتقرت بلجيكا لدقة التمريرات السهلة وسمحت لكندا بالضغط عليها وإجبارها على ارتكاب الأخطاء، بينما افتقرت بوضوح للنزعة الهجومية والتماسك في بناء الهجمات.
ويمكن القول إن كيفن دي بروين صانع اللعب قدم أحد أضعف مبارياته مع بلجيكا في الفترة الأخيرة، وفقد الكرة كثيراً في منتصف ملعب كندا سواء بسبب التمريرات السيئة أو التسديد غير المتقن.
وشارك القائد إيدن هازارد في ساعة من اللعب، كما هو المعتاد في ظل افتقاره للياقة المباريات مع ريال مدريد هذا الموسم، لكنه لم يقدم سوى القليل باستثناء لمسة واحدة كادت تسفر عن هدف.
ومع غياب المهاجم المصاب روميلو لوكاكو، الذي يمثل تهديداً لأي دفاع بسبب قوته البدنية بشكل لا يستطيع كثيرون تحقيقه، ظهرت بلجيكا بلا أنياب هجومية. وفي الواقع لم يقتصر ذلك على هذه المباراة، بل ظهرت مؤشرات على هذا الأمر خلال الخسارة 2 - 1 ودياً أمام مصر يوم الجمعة الماضي.
وربما يكون من المنطقي في ظل ذلك أن يبدأ هدف بلجيكا بتمريرة طويلة من الخلف من المدافع توبي ألدرفيريلد، بينما افتقر الفريق للكفاءة لصناعة الفرص الخطيرة بشكل متكرر.
وستلعب بلجيكا مع المغرب يوم الأحد أمام منافس آخر قد تواجه صعوبة لاختراق دفاعه، وسيتعلق السؤال الآن بمدى قدرة مارتينيز المحبط على إجراء تغييرات في تشكيلة فريقه وأسلوبه الخططي.
وقد يرى مارتينيز أن ما حدث يعود إلى ابتعاد العديد من لاعبيه عن مستواهم العالي، وأنه على الأقل خرج بالنقاط الثلاث على عكس ما حدث مع الأرجنتين وألمانيا بخسارتيهما أمام السعودية واليابان على الترتيب في مفاجأتين مدويتين بالمسابقة في قطر.