إندونيسيا تأمر بتعويضات لعائلات ضحايا «السبت الأسود»... وتقيل قائد شرطة مالانغ

قال وزير، أمس الاثنين، إن إندونيسيا ستمنح 50 مليون روبية (3268 دولاراً) تعويضاً إلى عائلات الضحايا بعد مقتل 125 على الأقل في واقعة تدافع في ملعب مباراة لكرة القدم يوم السبت.
وينوي مكتب الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، منح هذا التعويض لعائلات الضحايا في غضون يوم واحد أو يومين.
من ناحيته، كشف المتحدث باسم الشرطة الوطنية الإندونيسية، عن إقالة قائد شرطة مالانغ، ووقف تسعة ضباط عن العمل، بعد واقعة التدافع المميتة باستاد لكرم القدم، مما أسفر عن مقتل 125 شخصاً.
وقال المتحدث ديدي براسيتيو، إنه تم إقالة فيرلي هداية رئيس شرطة مدينة مالانغ، ضمن التحقيق بشأن الحادث المأساوي الذي وقع السبت في «استاد كانجوروهان».
وأضاف أنه يتم التحقيق مع ما لا يقل عن 28 ضابطاً للاشتباه في قيامهم بانتهاكات أخلاقية متعلقة بالحادث. وأوضح في مؤتمر صحافي: «نحن نعمل سريعاً، ولكن بتعقل».
وشكّلت إندونيسيا، أمس الاثنين، فريقاً مستقلاً للتحقيق في حادث تدافع في ملعب لكرة القدم، أسفر عن مقتل 125 شخصاً يوم السبت، في واحدة من أسوأ الكوارث الرياضية في العالم.


استخدام الغاز أسهم في تزايد القتلى داخل الملعب (رويترز)

وقال وزير الأمن محمد محفوظ، إن فريق تقصي الحقائق المشترك والمستقل سيتكون من مسؤولين حكوميين ومسؤولين في اتحاد كرة القدم وخبراء وأكاديميين وصحافيين.
وتابع محفوظ، في أعقاب اجتماع لوزراء وكبار مسؤولي الأمن لبحث المأساة: «من المتوقع أن ينهي الفريق عمله في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع».
وأضاف أن الحكومة كلفت الشرطة الوطنية أيضاً بالتحقيق مع الأشخاص الذين تعتبرهم مسؤولين عن الحادث، «خلال الأيام القليلة المقبلة»، وتقييم الإجراءات الأمنية.
ودفعت الكارثة التي وقعت في «استاد كانجوروهان» بمدينة مالانغ ليلة السبت، الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، إلى إصدار أوامر بتعليق مسابقة الدوري الممتاز «ليغا 1»، انتظاراً لإجراء مراجعة.
ووفقاً للشرطة، توفي معظم الضحايا جراء نقص الأكسجين خلال عملية تدافع بعد اجتياح آلاف المشجعين أرض الملعب، بعد أن خسر فريق «أريما» المضيف 2 - 3 لصالح نادي «بيرسيبايا سورابايا»، منافسه في جاوا الشرقية. وقال مسؤولون إن أكثر من 300 شخص أصيبوا بجروح، بعضها خطيرة.
وقال ناهار، نائب وزارة تمكين المرأة وحماية الطفل، إن من بين الضحايا ما لا يقل عن 17 طفلاً. وأضاف لتلفزيون «كومباس»: «هذه الضحايا من الأطفال مرشحة للزيادة؛ حيث إننا ما زلنا نقوم بالتحقق من البيانات».
وقال شهود عيان للتلفزيون المحلي، إن الشرطة طاردت مشجعين اجتاحوا أرض الملعب، مما أجبرهم على العودة إلى المدرجات.
وأوضح الشهود أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المدرجات، مما تسبب في اندفاع المشجعين للخروج عبر أبواب الخروج.
وأثار استخدام الغاز المسيل للدموع تساؤلات حول ما إذا كان أفراد الأمن قد اتبعوا الإجراءات المناسبة للتعامل مع حشد داخل ملعب أم لا. ودعا نشطاء حقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق شامل.
وقال فيل روبرتسون، نائب مدير قسم آسيا في منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن قادة الشرطة وغيرهم من الضباط يجب أن يحاسبوا على قرارهم إطلاق «كميات كبيرة ومفرطة من الغاز المسيل للدموع، التي تسببت على ما يبدو في الاختناق، وتدافع الحشود باتجاه المخارج، حيث تم دهس العديد منهم حتى الموت».
يشار إلى أنه من المقرر أن تنظم إندونيسيا العام المقبل كأس العالم لكرة القدم تحت 20 سنة. كما تقدمت البلاد بطلب لاستضافة كأس آسيا 2023.
وتدافع المشجعون بذعر في أثناء محاولتهم الهروب من الاستاد الممتلئ بأكثر من سعته في مالانغ بجاوا الشرقية يوم السبت، بعدما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المشجعين إثر اقتحام جماهير الفريق صاحب الأرض الخاسر الملعب عقب مباراة محلية.
وأبلغ المسؤول الحكومي في وزارة تمكين المرأة وحماية الطفل، واسمه ناهار، «رويترز»، أن هناك 32 طفلاً على الأقل بين ضحايا الحادث، وتتراوح أعمارهم بين 3 و17 عاماً.
وقالت إنداه واهيوني، وهي الأخت الكبرى لأخين لقيا حتفهما في الحادث، واسمهما أحمد كاهيو، وعمره 15 عاماً، ومحمد فاريل، وعمره 14 عاماً: «أنا وعائلتي لم نتوقع أن الأمر سينتهي على هذا النحو».
وأضافت: «كانا يحبان كرة القدم، لكن لم يسبق لهما قَطّ الذهاب لمتابعة (أريما) في (استاد كانجوروهان)، وكانت هذه أول مرة».
وأكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أن لوائح السلامة تنص على ضرورة عدم استخدام الأسلحة النارية، أو «غاز للسيطرة على الجماهير» خلال المباريات.
وقال تشويرول أنام، مفوض اللجنة الوطنية الإندونيسية لحقوق الإنسان، في إفادة صحافية بالاستاد: «إذا لم يتم استخدام الغاز المسيل للدموع، لم تكن ستحدث هذه الفوضى».
وذهبت الشرطة ومسؤولون رياضيون إلى مالانغ للتحقيق في واحدة من أسوأ كوارث الاستادات في العالم. وأمر الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، رابطة الدوري الممتاز بإيقاف المباريات إلى حين اكتمال التحقيق.
واختارت صحيفة «كوران تيمبو» اليومية، اللون الأسود لصفحتها الرئيسية أمس الاثنين، وكتبت باللون الأحمر: «مأساتنا الكروية»، إلى جانب قائمة بأسماء الضحايا.
وقال محفوظ، الأحد، إن الاستاد امتلأ بأكبر من سعته؛ حيث طُرح 42 ألف تذكرة، فيما تبلغ سعة الملعب 38 ألف مشجع.
وبكى جيلانج ويديا برامانا، رئيس نادي «أريما»، وتقدم بالاعتذار يوم الاثنين، وقال إنه يتحمل المسؤولية كاملة. وأضاف في مؤتمر صحافي: «الأرواح أغلى من كرة القدم».