ليندركينغ يطالب الحوثيين بوقف تعريض الهدنة للخطر

أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ أن الهدنة التي ينتهي مفعولها في 2 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل تمثل «أفضل فرصة للسلام»، مضيفاً أن جميع من التقاهم في رحلته الأخيرة يؤيدون «هدنة موسعة»، ومطالباً جماعة الحوثي المدعومة من إيران بوقف الإجراءات التي «تعرض الهدنة للخطر».
بعد أكثر من سبع سنوات من الحرب والأزمة الإنسانية، مددت الهدنة بين الحوثيين، الذين يسيطرون على معظم شمال اليمن، والحكومة المعترف بها دولياً من شهرين إلى ستة أشهر وصمدت حتى الآن إلى حد كبير.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في بيان مساء الخميس بتوقيت واشنطن أن ليندركينغ عاد إلى واشنطن بعد رحلة شملت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، مضيفة أن المبعوث الأميركي «وجد في لقاءاته اتفاقاً بالإجماع على أن الهدنة اليمنية لا تزال تمثل أفضل فرصة للسلام منذ سنوات»، موضحاً أنها «جلبت فترة من الهدوء والأمل غير المسبوق لليمنيين الذين واجهوا سنوات من الحرب والمعاناة». وأضاف أن جميع محاوريه في هذه الدول «عبروا عن دعمهم للتوافق على هدنة موسعة تشمل رواتب موظفي الخدمة المدنية وتحسين حرية الحركة من خلال فتح الطرق ونقل الوقود بسرعة عبر الموانئ وتوسيع الرحلات التجارية من مطار صنعاء».
ورحب ليندركينغ بـ«الجهود التي تبذلها حكومة الجمهورية اليمنية لضمان وصول فوائد الهدنة إلى جميع اليمنيين، بما في ذلك من خلال الإجراءات الاستثنائية الأخيرة لتجنب أزمة وقود بعد أمر حوثي أدى إلى ازدحام السفن». وقال: «حان الوقت الآن لكي يوقف الحوثيون الإجراءات التي تعرض الهدنة للخطر، وأن يتعاونوا مع الأمم المتحدة، ويدعموا اتفاقية هدنة موسعة ستجلب فوائد جديدة لملايين اليمنيين، بما في ذلك إيصال الأموال إلى عشرات الآلاف من المعلمين والممرضات، وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية الذين عملوا لفترة طويلة من دون أجر». ورأى أنه من أجل وضع اليمن على طريق السلام والتعافي «يجب أن تكون كل الأطراف على استعداد لتقديم تنازلات وإعطاء الأولوية لمستقبل أكثر إشراقاً لليمن». وأكد أن الولايات المتحدة «لا تزال ملتزمة تعزيز الجهود لتأمين اتفاق سلام دائم وشامل لجميع اليمنيين، بما في ذلك دعواتهم للعدالة والمساءلة».
وواصل ليندركينغ خلال جولته هذه حشد الدعم لجهود الأمم المتحدة لزيادة الوعي في شأن التهديد الذي تشكله ناقلة تخزين النفط المنكوبة «صافر» الراسية في البحر الأحمر قبالة الساحل اليمني، وأهمية توفير التمويل المطلوب لمواجهة هذه القنبلة البيئية الموقوتة.
وهو كان قال أيضاً إن هناك إجماعاً داخلياً ودولياً قوياً للغاية لصالح استمرار الهدنة في اليمن، حيث تدعم كل دول المنطقة حلاً سلمياً وليس العودة للحرب. وحذر الحوثيين من أنهم «إذا اختاروا الحل العسكري، فسيجري عزلهم تماماً». وأضاف: «ما نعرفه بعد التحدث إلى اليمنيين داخل اليمن وحول العالم، لا توجد رغبة في العودة إلى الحرب. لا توجد قدرة لأي شخص أن يرغب في رؤية هذا يحدث». واعتبر أن تمديد الهدنة فرصة للحوثيين لإظهار حسن النية والاستجابة لرغبة الشعب اليمني في السلام.