حزب الكتائب ينتخب سامي الجميل رئيسًا له في انتخابات وصفها حزبيون بـ«الديمقراطية»

دفع الحزبيون في حزب الكتائب اللبناني، الذي يعد واحدًا من أعرق الأحزاب اللبنانية، أمس، بالجيل الثالث من عائلة مؤسسه بيار الجميل إلى رئاسته، بانتخاب النائب في البرلمان اللبناني سامي الجميل، رئيسًا له، خلفًا لوالده الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، وذلك في انتخابات وصفها قياديو الحزب بـ«الديمقراطية».
ووصف سامي الجميل، أثناء الإدلاء بصوته، الانتخابات بـ«الديمقراطية»، قائلاً: «نفتخر بأن نكون الحزب الوحيد في الشرق الذي لديه حياة ديمقراطية»، معتبرًا أن المعترضين «ليسوا من الكتائب ولا يعبرون عن إرادة الكتائبيين، بل هم من الخوارج ورواسب المرحلة السورية، المرحلة التي كان فيها الحزب تحت الوصاية»، في إشارة إلى قياديين سابقين انتقدوا العملية الانتخابية، ملمحين إلى أنها وراثة لرئاسة الحزب. وقال: «هؤلاء لا يعبرون عن إرادة الكتائبيين. فالكتائبيون الموجودون اليوم وغير الموجودين، سنعمل لنجيء بهم في المرحلة المقبلة».
وكان ثلاثة رؤساء للحزب من خارج العائلة، تناوبوا على رئاسته خلال فترات ماضية، هم منير الحاج وجورج سعادة وكريم بقرداوني، وتعود الرئاسة في هذا الوقت إلى عائلة المؤسس بيار الجميل الجد الذي توفي في عام 1984.
وتنافس في الانتخابات سامي الجميل مع القيادي بيار عطا الله على موقع الرئاسة. وقال سامي: «لي الشرف كمناضل أن أتنافس مع مناضل وكاتب سياسي مثل بيار عطا الله، له تاريخه في النضال»، مشيرًا إلى وقوفه «على الحياد في هذه المعركة، أحترم كل الرفاق، وأتمنى التوفيق للجميع».
ورأى المرشح عطا الله بدوره أن «هذه عملية انتخابية نموذجية في بلاد ليس فيها انتخابات نيابية ولا انتخابات بلدية ولا تقيم اعتبارا لا للدستور ولا للقوانين». وقال: «فخر للكتائبيين وفخر لهذه المؤسسة العريقة أن تجري فيها انتخابات على هذا المستوى من الرقي والتنافس، وأن تحترم تفاصيل صغيرة جدا ودقيقة مطلوبة بإلحاح في الانتخابات النيابية. هذه مفخرة لحزب يأخذون عليه أنه شاخ وأصبح سبعينيا، في حين أنه بممارسته الديمقراطية اليوم، سواء في انتخاب رئيس للحزب ونواب للحزب والمكتب السياسي أو المحكمة الحزبية ومجلس الشرف وهيئة الرقابة، يقدم نموذجا حقيقيا لما يجب أن تكون عليه الحياة الحزبية والسياسية في لبنان».
وقال عطا الله: «إذا اختار الناخبون النائب سامي الجميل، فهذا يدل على تعلق اللبنانيين برموزهم وعائلاتهم، وهذه عائلة قدمت الكثير من التضحيات ومن الشهداء، والأساس أن عملية انتقال السلطة في حزب الكتائب تقوم عبر صندوق الاقتراع.. هذه مفخرة».
وكان رئيس الحزب السابق أمين الجميل، أعلن قبل أسابيع أنه لن يترشح لرئاسة «الكتائب»، وهو ما عده مراقبون «تنحيًا عن رئاسة الحزب لصالح ابنه»، الذي ارتفعت أسهمه في الحياة السياسية اللبنانية بشكل كبير بعد مقتل شقيقه الأكبر وزير الصناعة الأسبق بيار الجميل، إثر عملية اغتيال استهدفته في عام 2006. وفاز سامي في الانتخابات النيابية اللبنانية في عام 2009 عن أحد مقاعد الحزب في البرلمان.
وقال الرئيس السابق للحزب أمين الجميل أمس، إنه «منذ نشأة الحزب وهو يقوم بتوجيه رسالة خير ورسالة ديمقراطية وحرية لكل لبنان»، آملا أن «تكون هذه التجربة الديمقراطية هي رسالة كي نتعظ مما يحصل، وننتخب رئيسا للجمهورية في أسرع وقت، كي تكون هذه عبرة للنواب لانتخاب رئيس، لأن البلد لا يمكن أن يستقر من دون رأس».
ورأى الجميل أن «القاعدة الكتائبية هي وسام على صدر كل كتائبي خدم لبنان»، مضيفا: «أنا لم أترشح لرئاسة الحزب ولكن لن أترك الحزب وممارستي الكتائبية، أنا إلى جانب الرفاق وسأشارك كلما دعت الحاجة»، داعيا النواب إلى «الاتعاظ من هذه الممارسة الديمقراطية، وأن يفهموا أن ما يرتكبونه جريمة كبيرة بحق لبنان، وهو انتحار للجمهورية اللبنانية».
ويعد «الكتائب» من أعرق الأحزاب اللبنانية، وتأسس قبل نحو 70 عامًا، ولعب دورًا بارزًا في الحياة السياسية اللبنانية، كما أن ولدين للجميل الجد، هما بشير وأمين، توليا موقع الرئاسة في لبنان، إذ انتخب أمين الجميل رئيسًا للبنان بعد اغتيال شقيقه بشير في خريف عام 1982.