الملك سلمان للرياضيين: وطننا محسود.. وعليكم نبذ التعصب

حث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الشباب السعودي على أن يكون قدوة حسنة للنشء الذي يتابعه ويتأثر به، مشددًا على أهمية أن تعكس الرياضة أخلاق المسلم، وأن «يخضع التنافس الرياضي لأحكام قيمنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا التي تنبذ التعصب والتنافر بين أبناء الوطن الواحد».
جاء ذلك خلال استقباله في قصر السلام بجدة، أمس، الأمير عبد الله بن مساعد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية، ومسؤولي الرئاسة، ورؤساء الأندية الرياضية، وكبار المسؤولين والمهتمين بالرياضة والشباب في القطاعين العام والخاص.
وقال خادم الحرمين في كلمة خلال الاستقبال: «يسعدني في هذا اليوم الالتقاء بهذه النخبة الطيبة من المعنيين والمهتمين بالشأن الشبابي والرياضي».
وأضاف: «الشباب هم عماد الأمة وركيزتها الأساسية للنهضة والحضارة، ونحمد الله تعالى أن هيّأ لهذا الوطن شبابًا يتفانون في سبيل خدمة دينهم ووطنهم في شتى المجالات، بما في ذلك المجال الرياضي بمختلف ألعابه ونشاطاته».
ووجه كلمة لشباب المملكة قائلاً: «إن دولتكم - ولله الحمد والمنة - منذ أن أسسها الملك عبد العزيز - رحمه الله - تسير في طريق النمو والتطور في جميع المجالات على أسس دينية، وثوابت وطنية راسخة. ولا يخفى دعم الدولة للشباب والرياضة، وما تحقق من الارتقاء بهذا القطاع المهم وتطويره، ولن نتوانى - بإذن الله - عن الاستمرار في تقديم الدعم اللازم لتحقيق المستوى المأمول وما نتطلع إليه من التطور والإنجاز».
وتابع: «الشباب سفراء لبلدهم ومجتمعهم، وعليهم مسؤولية كبيرة، فالنشء يتابعهم ويتأثر بهم، وعليهم أن يكونوا قدوة حسنة لهم، ويجب أن تعكس الرياضة أخلاق المسلم، والتنافس يجب أن تحكمه قيمنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا التي تنبذ التعصب والتنافر بين أبناء الوطن الواحد وبما يعزز الولاء والانتماء للوطن، فوطنكم محسود على نعم كثيرة حباه الله بها، ومنها التماسك والتلاحم في وجه كل من أراد به السوء».
عقب ذلك تشرف الحضور بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. وألقى الأمير عبد الله بن مساعد من جهته كلمة رفع فيها أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين على الدعم والرعاية التي يحظى بها قطاعا الشباب والرياضة.
وأكد أنهم جميعًا يستشعرون حجم المسؤولية وعظم الأمانة التي يحملونها ويسعون لأدائها على الوجه الأمثل والصورة الأكمل في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين ودعمه - حفظه الله. وقال: «من هذا المنطلق، فإنه يتم العمل على إعداد خطة شاملة خاصة بالشباب نهدف من خلالها إلى استثمار أوقاتهم ببرامج فاعلة وأنشطة جاذبة تسهم في تحصين أفكارهم وتمسكهم بمبادئ الدين الحنيف التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال، وتعزيز قيم الانتماء والولاء لقيادتهم ووطنهم وتمكنهم من صرف أوقاتهم فيما يعود عليهم بالخير والنفع الكبير».
وعبّر باسم شباب ورياضيي وطننا الغالي عن عظيم الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين، لما يجدونه من دعم متواصل أسهم ويسهم في مزيد من صقل المواهب وتنمية القدرات وتحفيز المبدعين، وقال: «تحقيقًا لذلك سيدي، فإننا سنسعى من خلال خطة تنفيذية طموحة إلى توسيع قاعدة الممارسة الشعبية للرياضة والوصول إلى مجتمع ممارس للرياضة، وهو هدف استراتيجي سينعكس بشكل إيجابي على جوانب كثيرة لعل من أهمها صحة المجتمع وتحقيق الوقاية المبكرة من بعض الأمراض المزمنة والمهددة للمجتمع وزيادة عدد الممارسين للرياضة؛ مما يزيد فرص بروز الأبطال الأولمبيين».
وأضاف أن «شباب هذا الوطن يدركون واجبهم الحقيقي تجاه بلادهم وقادتهم ويضربون في كل مناسبة أمثلة للتضحية والولاء ويجسدون بكثير من الفخر والاعتزاز مسيرة التلاحم التي تزداد تماسكًا وقوة كلما اشتدت الظروف من حولها، فالحمد لله أن منحنا في هذا الوطن الغالي قيادة رشيدة عرفت بحبها لشعبها الذي يبادلها مشاعر المحبة والوفاء ونسأله تعالى أن يحفظ هذه البلاد تحت قيادتكم حفظكم الله وسمو ولي عهدكم الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهما الله، وأن يديم على وطننا الغالي نعم الأمن والأمان والرخاء والاستقرار إنه سميع مجيب».
حضر الاستقبال الأمير خالد بن سعد رئيس مجلس إدارة نادي الشباب، والأمير نواف بن محمد بن عبد الله رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى، والأمير عبد العزيز بن فهد رئيس الاتحاد السعودي للسباحة، والأمير فيصل بن تركي رئيس مجلس إدارة نادي النصر، والأمير عبد الله بن فهد رئيس الاتحاد السعودي للفروسية، والأمير عبد الحكيم بن مساعد الأمين العام للجنة الأولمبية العربية السعودية، والأمير خالد بن بندر من اللجنة الأولمبية السعودية، والأمير فهد بن جلوي مستشار الرئيس العام لرعاية الشباب للتعاون الدولي، وعدد من المسؤولين.
يذكر أن خادم الحرمين أمر مع الأيام الأولى من مبايعته ملكًا للبلاد بصرف مبلغ 10 ملايين ريال لكل نادٍ من أندية دوري الدرجة الممتازة، وصرف 5 ملايين ريال لكل نادٍ من أندية دوري الدرجة الأولى، وصرف مليوني ريال لكل نادٍ سعودي مسجل لدى الرئاسة العامة لرعاية الشباب.