«ممتصات صوت» صديقة للبيئة من الأعشاب البحرية

من الطائرات إلى الشقق السكنية، تم تصميم معظم المساحات الآن بمواد تساعد على تخفيف أصوات الطنين والصدى في الحياة اليومية، لكن معظم المواد التي يمكنها إلغاء الأصوات البشرية وحركة المرور والموسيقى مصنوعة من رغوة بلاستيكية لا يمكن إعادة تدويرها.
الآن، ابتكر باحثون غشاءً مشتقاً من الأعشاب البحرية قابلاً للتحلل الحيوي ويمتص الأصوات بشكل فعال، وقاموا بالإبلاغ عن نتائج عملهم نهاية يونيو (حزيران) الماضي بدورية «الكيمياء والهندسة المستدامة».
ويعد التحكم في طريقة تحرك الصوت في جميع أنحاء الغرفة وتحسينها أمراً أساسياً لإنشاء مساحات وظيفية. وتعدّ الألواح الصوتية الرغوية حلاً شائعاً، وهي تأتي في مجموعة متنوعة من المواد والسماكات المصممة خصيصاً لمتطلبات الصوت المحددة، ومع ذلك، فإن معظم هذه الرغوات مصنوعة من البولي يوريثين والبوليمرات الأخرى المشتقة من النفط الخام أو الغاز الصخري.
ولتجنب البتروكيماويات؛ اكتشف الباحثون بدائل امتصاص الصوت ذات المصادر المتجددة والقابلة للتحلل الحيوي، لكن العديد من الخيارات الحالية مصنوعة من ألياف نباتية لا تخفف الضوضاء بشكل فعال في النطاق الأكثر فائدة لترددات الصوت، أو سميكة جداً أو يصعب تصنيعها؛ لذلك أراد تشيندام شاندرابراكاش وزملاؤه من قسم الهندسة الميكانيكية بالمعهد الهندي للتكنولوجيا، تطوير مادة مشتقة من النباتات وقابلة للتحلل الحيوي يمكن تصنيعها بسهولة ويمكن أن تمتص مجموعة من الأصوات.
ابتكر الفريق أغشية رقيقة من مادة «أجار»، وهي مادة تشبه الهلام تأتي من الأعشاب البحرية، إلى جانب إضافات أخرى مشتقة من النباتات، نوّعت من سماكة ومسامية الأغشية،. وبعد تشغيل المواد من خلال مجموعة من الاختبارات، قام الباحثون بقياس مدى جودة الأغشية في إخماد الصوت عبر مجموعة من الترددات، من همهمة الجهير إلى الأنين الحاد.
وللقيام بذلك؛ أنشأ الفريق أنبوب صوت يتم فيه وضع مكبر صوت في أحد طرفيه، ويتم تثبيت غشاء الاختبار على الطرف الآخر، وتقيس الميكروفونات الموجودة في منتصف الأنبوب مقدار الصوت المنبعث من السماعة ومقدار الصوت المنعكس من الغشاء.
أظهرت هذه التجارب، أن الأغشية المسامية المصنوعة بأعلى تركيزات أجار تتمتع بأعلى جودة لامتصاص الصوت وتعمل بشكل مشابه للرغاوي الصوتية التقليدية. ويخطط الباحثون لاستكشاف طرق لتعديل أغشية أجار لمنحها خصائص أخرى مرغوبة، مثل مقاومة اللهب، وسوف يستكشفون مواد أفلام أخرى مشتقة بيولوجياً.