مباحثات مغلقة بين سلطان عُمان والمستشار الألماني

عقد السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، مباحثات رسمية ثنائية مع المستشار الألماني أولاف شولتس بمقر المستشارية في العاصمة الألمانية برلين، اليوم (الخميس). ولم ترشح معلومات عمّا دار في اللقاء المغلق الذي اقتصر على الزعيمين.
والزيارة التي يقوم بها سلطان عمان لبرلين هي الأولى منذ تسلمه مقاليد الحكم في بلاده في يناير (كانون الثاني) 2020، وتستمر ثلاثة أيام.
وقالت وكالة الأنباء العمانية إن المستشار الألماني أقام مأدبة غداء للسلطان هيثم والوفد المرافق له، حيث تم خلال المأدبة تناول «العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين الصديقين وسُبُل الارتقاء بمستويات التعاون والشراكة القائمة بينهما إلى آفاق أوسع في مختلف المجالات خدمة للمصالح المشتركة».
كما جرى تبادل وجهات النظر حول الكثير من القضايا التي تحظى باهتمام الجانبين في ضوء المستجدات والتطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية.
ويزور السلطان هيثم بن طارق ألمانيا، حيث تتناول مباحثاته مع القادة الألمان قضايا أمن الطاقة في ذروة شح الإمدادات التي تعاني منها القارة الأوروبية نتيجة الحرب في أوكرانيا، كما تتناول مباحثاته أوضاع المنطقة، وأبرزها مصير العودة للاتفاق النووي مع إيران، حيث تمثل ألمانيا إحدى الدول الأوروبية المشاركة في محادثات للعودة للاتفاق النووي.
وفي مجال الطاقة، يؤمَّل أن تعزز الزيارة آفاق التعاون بين البلدين خصوصاً في مجال الطاقة النظيفة وإنتاج الهيدروجين والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث يرتبط البلدان بشراكات موقّعة في قطاعات الطاقة المتجددة الاتفاقية الموقّعة بين جهاز الاستثمار العُماني وشركة «يونيبر» الألمانية التي تعمل في مجال توليد الكهرباء والمتاجرة بالطاقة كما توجد شراكة بين ميناء صحار والمنطقة الحرة بصحار وشركة هيدروجين رايز الألمانية لدعم إنتاج مصنع جندال شديد الصلب الأخضر منخفض الكربون.
من جهة أخرى، التقى وزير الخارجية العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، مع نيلز أنين، وزير الدولة بوزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية الألمانية، وذلك في إطار زيارة السلطان ألمانيا.
وقالت وزارة الخارجية العمانية إن الاجتماع شهد عرض العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين سلطنة عمان وألمانيا في المجالات الاقتصادية والاستثمارية وفي مجال الطاقة المتجددة والخضراء بما يحقق المنافع المشتركة للبلدين، وتبادل وجهات النظر حول عدد من المواضيع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

التعاون في مجال الطاقة
وقّعت سلطنة عُمان وحكومة ألمانيا، اليوم، إعلان النيات المشتركة للتعاون في مجال الطاقة والذي سيسهم في تبادل المعرفة التقنية وأنظمتها المتكاملة وشبكاتها الذكية.
ويحقق توقيع هذا الإعلان رغبة البلدين في مواصلة تعزيز وتطوير التعاون بينهما في مجال الطاقة «على أساس المنفعة المتبادلة» وبوصفهما طرفين في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وتلبّي الاتفاقية رغبة البلدين في إيجاد إطار لتبادل المعرفة التقنية، والمشورة والمهارات والخبرات في مجال الطاقة، حيث توصل الجانبان إلى التفاهم في عدد من المواضيع، أهمها التشجيع على التعاون في مجالات تقنيات الطاقة المتجددة وأنظمتها المتكاملة وشبكاتها الذكية، وفي مجال كفاءة الطاقة مثل الصناعة والمباني والنقل، إلى جانب مجال الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأطر التنظيمية للطاقة، والبحوث وتخطيط السوق، وذلك بهدف خلق بيئة جاذبة للاستثمار في تقنيات تحول الطاقة، وأيضاً النماذج المبتكرة لتمويل مشاريع الطاقة المستدامة، كما يسعى الجانبان إلى الاتفاق على إضافة مجالات أخرى للتعاون.
كما أشار الاتفاق إلى التشجيع من كلا الجانبين على التعاون بين ممثلي الصناعة والأعمال والخبراء التقنيين والمسؤولين الحكوميين وغيرهم من أصحاب المصلحة في قطاع الطاقة بشأن القضايا المتعلقة بالطاقة ذات المنفعة المتبادلة وتبادل المعرفة بينهما، والتي تشمل تبادل المعارف والخبرات بشأن جميع المجالات المبينة في هذا الإعلان لتعزيز التحول في قطاعات الطاقة في البلدين، وتحقيق أهداف اتفاق باريس بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وتبادل زيارات الوفود، وعقد اجتماعات وورش عمل وغيرها من الاجتماعات، فضلاً عن دراسات وتحليلات مشتركة بشأن مواضيع تتعلق بهذا الإعلان، وكذلك إلى تيسير تنفيذ المشاريع المشتركة والاستثمارات وتعاون القطاع الخاص في المجالات المشار إليها، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء العمانية.