إدانة دولية لقصف الأحياء المدنية في الشمال السوري.. ومطالبة بـ«وقف البراميل المتفجرة»

صعدت القوات النظامية السورية أمس، وتيرة قصفها للأحياء المدنية الخارجة عن سيطرتها، بموازاة تراجعها أمام تنظيم «داعش» وقوات المعارضة السورية، وأفاد ناشطون أمس بتجدد القصف الجوي على مناطق في محافظة حلب في شمال سوريا، غداة يوم قتل فيه عشرات الأشخاص نتيجة غارات نفذتها طائرات تابعة للنظام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي وصف غارات السبت بـ«المجازر»، مشيرًا إلى «ارتكاب مجزرة جديدة في جبل الزاوية بإدلب ذهب ضحيتها العشرات». ووصل العدد إلى 150 مدنيا يومي السبت والاحد بحسب المرصد.
وأثار التصعيد إدانة دولية، وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند «هالني الاعتداء العنيف الأخير الذي قام به نظام الأسد»، مجددا موقف بلاده لجهة رفض أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في «مستقبل سوريا».
بدوره، قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في بيان، بأنه «من غير المقبول بتاتا أن تهاجم القوات الجوية السورية أراضيها بشكل عشوائي، وتقتل مواطنيها»، مشددا على وجوب «وقف البراميل المتفجرة».
وفي غضون ذلك، قتل 25 شخصا بينهم عدد كبير من الأطفال وأصيب آخرون بجروح أمس، في حريق وقع في أحد مستوصفات مدينة القامشلي في شمال شرقي سوريا، بحسب ما أفاد التلفزيون السوري. وأورد التلفزيون السوري في شريط إخباري عاجل الخبر الآتي «ارتقاء 25 مواطنا وإصابة نحو 30 معظمهم أطفال في انفجار خزان وقود بمستوصف ميسلون في القامشلي».
وتزامن الانفجار مع موعد بدء حملة تلقيح الأطفال، وأكدت عدة مصادر في مدينة القامشلي أن أكثر من خمسين طفلا أصيبوا بحروق، فيما قتل ما لا يقل عن خمسة وعشرين طفلا وامرأة كانوا داخل المركز. وأظهرت صور التقطها ناشطون للحريق جثثا متفحمة لنساء وأطفال وعاملين في المركز الذي احترق بالكامل.
وأكدت عدة مصادر أن سبب اندلاع الحريق انفجار خزان وقود داخل المركز وأن مجهولين قاموا بإغلاق الباب الرئيسي للمركز قبل التفجير بعشر دقائق، الأمر الذي ضاعف أعداد القتلى والمحروقين، وبينهم غالبية الكوادر الطبية. ولم يعرف سبب تفجر الخزان وعما إذا كان مفتعلا.
وحسب ما نشره الكاتب محمد عبدي على صفحته الشخصية، أن أحد الأطباء المناوبين أكد له وجود برميلٌ مازوت عند الباب الرئيسي للمركز، لكنه «لم يؤكد بشكل قطعي إن كانت مادة المازوت المدخرة في البرميل هي سبب الحريق».
من ناحية أخرى، أفاد المرصد السوري أمس، بتجدد الغارات على أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب، وعلى مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش» في ريف حلب حيث قتل ثلاثة مواطنين. وقال: إن «19 مدنيا على الأقل بينهم رجل وابنه ومواطنة قضوا جراء قصف للطيران الحربي على قرية بليون في جبل الزاوية» بريف إدلب في شمال غربي سوريا، مشيرا إلى أن «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة». كما «قتلت مواطنة جراء إصابتها في قصف جوي على مناطق في قرية جوزف في جبل الزاوية».
وفي إدلب نفسها، ارتفع إلى 8 على الأقل، عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في جبل الأربعين ومحيطه، بينما نفذ الطيران الحربي 4 غارات على مناطق في جبل الزاوية، ومناطق في بلدة قميناس وسراقب وسرمين وأريحا التي سيطر عليها مقاتلو جيش الفتح. وتزامنت تلك الغارات مع قصف جوي عنيف وصل إلى 20 غارة، مستهدفًا مناطق في بلدات وقرى البشيرية والكستن وكفرميد وبفطامون والمعلقة وحلوز وحيلا وبشلامون وشرديبه وعين السودة، بسهل الروج وريف جسر الشغور، والجبل الوسطاني.
وجاءت هذه الغارات الدموية غداة قصف جوي بالبراميل المتفجرة استهدف مناطق في محافظة حلب وأوقع 71 قتيلا بين المدنيين. وتجددت الغارات أمس في حلب، حيث نفذ الطيران التابع للجيش السوري الأحد غارات جديدة على مدينة الباب، وأفاد المرصد بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 24 آخرين بجروح. كما تعرضت مناطق في الأحياء الشرقية لمدينة حلب والخاضعة لسيطرة المعارضة، لقصف جوي، بينما أصيب ثلاثة أطفال بجراح جراء سقوط برميل متفجر ألقاه الطيران المروحي على منزلهم في حي باب النيرب بحلب القديمة.
وفي المقابل، ارتفع إلى 7 على الأقل عدد القتلى الذين قضوا جراء سقوط قذائف على مناطق سيطرة قوات النظام في حي الأعظمية بمدينة حلب أمس، بحسب ما أفاد ناشطون. وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مقتل 8 أشخاص، وإصابة عدد آخر بجروح «جراء اعتداء إرهابي بقذائف صاروخية أطلقها إرهابيون على حي الأعظمية».
وفيما اندلعت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر تنظيم داعش من طرف آخر في حي الحويقة الغربي بمدينة دير الزور، قال ناشطون إن الطيران الحربي نفذ 6 غارات على أماكن في مطار تدمر العسكري وأماكن أخرى في مدينة تدمر ومنطقة العامرية بريف حمص الشرقي.
وفي ريف دمشق، تعرضت منطقة المرج بالغوطة الشرقية، لقصف جوي، فيما نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في أطراف مدينة دوما بالغوطة الشرقية، بموازاة اندلاع معارك في محيط بلدة بالا بالغوطة الشرقية.