الأهلي بين مطرقة «الهبوط المر» وسندان الديون المتراكمة

يعيش فريق النادي الأهلي واحدة من أصعب المراحل في تاريخه، وذلك بعد تأكد هبوطه رسمياً إلى مصاف أندية دوري الدرجة الأولى عقب التعادل مع الشباب في الجولة الأخيرة من الدوري السعودي للمحترفين ومرافقة الفيصلي والحزم إلى دوري الدرجة الأولى.
وكان وداع الأهلي لموقعه بين الكبار هو المشهد الأكثر درامياً هذا الموسم، كونه إحدى الركائز الأساسية على صعيد المنافسة على البطولات أو حتى تحقيقها، إلا أن الأمر الأكثر تعقيداً يكمن في مصير الأهلي الذي بات مجهولاً في دوري الدرجة الأولى.
ويملك الأهلي ثقلاً فنياً وإرثاً كبيراً اكتسبه من سنوات حضوره الطويلة على منصة البطولات ومقارعة كبار أندية الدوري السعودي، إلا أن الوضع الحرج الذي يبدو عليه قد يزيد من معاناته وصعوباته في الموسم القادم، وقد يجد نفسه يعاني فنياً أمام فرق الدرجة الأولى.
هبوط الأندية الكبيرة كالأهلي قد يشهد عودته سريعاً وبدون معاناة في الموسم القادم، إلا أن المخاوف الكبيرة عن الفترة التي أعقبت الهبوط وكيف ستتعامل معها إدارة النادي وهل ستنجح بالمحافظة على توليفة الفريق فنياً وعدم تفكيكه من خلال منح العدد الأعلى من اللاعبين حرية الرحيل عن الفريق.
في حديثه الأول بعد هبوط النادي للمرة الأولى في تاريخه، يوضح ماجد النفيعي رئيس النادي الأهلي الذي لا يجد قبولاً كبيراً بين أوساط مدرجات ناديه أن المرحلة القادمة حرجة وصعبة وأن دوري الدرجة الأولى صعب.
النفيعي في حديثه لصالح برنامج «أكشن مع وليد» كشف عن صعوبات مالية خانقة كانت سبباً في تكبيل تحركات الإدارة بحسب حديثه، موضحاً أن الهاجس الذي يؤرق مجلس الإدارة هي التركة المالية الكبيرة التي وجدها مجلس الإدارة منذ تسلمه زمام القيادة.
رئيس النادي الأهلي أوضح في ذات الحديث أنه عمل خلال اليومين التي أعقبت الهبوط على الاتفاق مع عدد من اللاعبين على البقاء في صفوف الفريق، مؤكداً أن أكثر عبارة سمعها هي مخاوف اللاعبين من قدرة الإدارة بتوفير مرتبات اللاعبين وأن التأخر كان كبيراً في دوري المحترفين فكيف بالدرجة الأولى.

لاعبو الأهلي في مشهد حزين بعد هبوطهم إلى دوري الأولى (رابطة دوري المحترفين)

الأهلي الذي ودع المنافسة ومكانه بين الكبار في مشهد غير معتاد، سيكون أمام أزمة الفوارق الكبيرة بين الدعم المالي الذي سيحصل عليه في دوري الدرجة الأولى من استراتيجية دعم الأندية وبين الدعم الذي كان يجده إبان مشاركته في دوري المحترفين والذي يتجاوز حاجز الخمسين مليون ريال في كل موسم.
في مطلع يونيو (حزيران) الحالي أعلنت وزارة الرياضة ممثلة بلجنة الكفاءة المالية عن الالتزامات المالية واجبة السداد حتى يوم 31 مارس (آذار) لأندية الدوري السعودي للمحترفين حيث تصدر النادي الأهلي القائمة بديون بلغت 48 مليون ريال.
وبشأن ديون النادي الأهلي بحسب وزارة الرياضة، فإن مستحقات اللاعبين بلغت رقماً كبيراً وهو 18.647.128 ريالاً وهو البند الأعلى من بنود التزامات النادي واجبة السداد قبل 21 أغسطس (آب) المقبل.
فيما جاءت رواتب اللاعبين في البند الثاني أعلى الالتزامات المالية من بين رصيد الديون وذلك بـ12.991.666 ريالاً وهو رقم قابل للارتفاع في ظل استمرار الموسم والعقود حتى نهاية يونيو الحالي.
مرتبات اللاعبين ستظل هاجساً يؤرق إدارة النادي الغربي التي قد تضطر لمنح عدد منهم فرصة الرحيل عن الفريق من أجل تجنب الدخول في معترك استحقاقات مالية لا نهاية لها، وهو ما أوضحه رئيس النادي الأهلي في حديثه لذات القناة بأن هناك عدداً من اللاعبين سيرحلون على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم القادم.

ماجد النفيعي متهم بإيصال النادي إلى هذه المرحلة المعقدة من تاريخه (المركز الإعلامي بالنادي الأهلي)

وحلت المستحقات الخاصة بالأندية الرياضية الأخرى في المرتبة الثالثة من بين أكثر بنود ديون الأهلي التي كشفت عنها وزارة الرياضة وذلك بـ4.913.271 ريالاً، فيما جاءت رواتب موظفين النادي والمدربين كرابع البنود ارتفاعاً في ديون النادي الأهلي وذلك برقم 4.788.099 ريال.
ديون النادي الأهلي المرتفعة وانخفاض مستوى الدعم أمران سيظلان هاجساً كبيراً يؤرق الفريق في رحلة مشواره للعودة مجدداً للدوري السعودي للمحترفين، وهو أمر يربك حسابات العمل ويمنح ضبابية عن مستقبل النادي الجريح خصوصاً مع فوارق الدعم الذي سيجده النادي بعد هبوطه لدوري الدرجة الأولى إما من استحقاقات النقل التلفزيوني واستراتيجية دعم الأندية التي تعتبر الأكثر إيراداً أو حتى عقود الرعاية.
سيكون الأهلي أمام بوابة مفترق طرق في أهم مراحل النادي عبر تاريخه بعد الهبوط المرير الذي تعرض له الفريق في صورة غير مسبوقة لأي من الأندية الكبيرة والمنافسة على البطولات.
المحافظة على اللاعبين سيكون التحدي الأصعب الذي ستعيشه إدارة النادي من أجل القدرة على إعادة الفريق سريعاً لمكانه الطبيعي بين الكبار، وعدم الفشل والدخول في حسابات مؤلمة قد ترمى بالأهلي في دائرة المجهول.
وبحسب اتحاد كرة القدم السعودي الذي أعلن عن زيادة أندية الدوري السعودي للمحترفين في موسم 2022 – 2023 من 16 نادياً إلى 18 نادياً، فإن الصعود من دوري الدرجة الأولى في الموسم القادم سيكون من نصيب أربعة فرق مقابل هبوط فريقين من الدوري السعودي للمحترفين.