19 قتيلاً بضربات صاروخية قرب أوديسا

قالت السلطات الأوكرانية إن صواريخ روسية أصابت مبنى سكنياً ومنتجعاً بالقرب من ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 19 شخصاً، وذلك بعد ساعات من خروج القوات الروسية من جزيرة الأفعى القريبة، كما نقلت وكالة «رويترز».
ودُمّر قسم من بناية سكنية مؤلفة من تسعة طوابق بالكامل بصاروخ ضربه في الساعة الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي، كما تضررت الجدران والنوافذ في بناية مجاورة مؤلفة من 14 طابقاً بسبب صدمة الانفجار القريب. وساهم السكان في جهود الإنقاذ لإزالة الركام.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن 16 على الأقل قُتلوا في البناية السكنية في قرية سيرهيفكا، بينما قتل ثلاثة آخرون بينهم طفل في ضربات استهدفت منتجعاً قريباً.
- نفي استهداف المدنيين
ونفى الكرملين استهداف مدنيين، وقال المتحدث باسمه ديميتري بيسكوف للصحافيين: «أود أن أذكّركم بكلمات الرئيس وهي أن القوات المسلحة الروسية لا تتعامل مع أهداف مدنية».
ولقي آلاف المدنيين حتفهم منذ بداية حرب أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) . وتنفي موسكو استهداف المدنيين وتقول إنها تستهدف البنية التحتية العسكرية فقط فيما تسميها «عملية عسكرية خاصة».
وجاءت الضربات على أوديسا باستخدام صواريخ بعيدة المدى، بعد تصعيد روسيا بشكل كبير هذه الهجمات لأيام في عمق أوكرانيا، بعيداً عن الخطوط الأمامية، بما في ذلك شنها هجوماً قبل أيام أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 19 شخصاً في مركز تجاري مزدحم.
وقال جنرال أوكراني (الخميس)، إن روسيا ربما تحاول ضرب أهداف عسكرية، لكنها تقتل مدنيين بإطلاق صواريخ غير دقيقة وقديمة على مناطق مزدحمة بالسكان.
وعشية هجوم أوديسا، سحبت روسيا قواتها من جزيرة الأفعى، وهي منطقة مقفرة لكن لها أهمية استراتيجية كانت قد استولت عليها في اليوم الأول للحرب واستخدمتها للسيطرة على شمال غربي البحر الأسود، حيث حاصرت أوديسا وموانئ أخرى.
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطابه مساء الخميس عبر الفيديو، بما وصفه بأنه فوز استراتيجي. لكنه قال إن «ذلك لا يضمن الأمن بعد. إنه لا يضمن بعد أن العدو لن يعود. لكنّ هذا يحدّ بشكل كبير من أفعال المحتلين. خطوة بخطوة، سنبعدهم عن بحرنا وأرضنا وسمائنا».
- احتدام القتال شرقاً
في شرق أوكرانيا، حيث تصعّد روسيا هجومها البري الرئيسي، لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على مدينة ليسيتشانسك، على الرغم من أن مسؤولين قالوا إنها تتعرض لهجوم مدفعي شرس.
في كييف، وقف النواب الأوكرانيون وهو يصفقون لدى حمل عَلم الاتحاد الأوروبي في القاعة ليتم وضعه بجانب عَلم أوكرانيا خلف المنصة، في دلالة رمزية على حصول أوكرانيا رسمياً على وضع مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي والذي نالته الأسبوع الماضي. ووقف زيلينسكي ونواب البرلمان دقيقة حداداً على أرواح القتلى قرب أوديسا.
وتركّز روسيا حملتها البرية الرئيسية على الشرق، حيث تطالب كييف بالتنازل عن السيطرة الكاملة على إقليمين لانفصاليين موالين لموسكو. وتوشك موسكو على الاستيلاء على إقليم لوغانسك، بعد السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك الأسبوع الماضي في أعقاب إحدى أعنف المعارك في الحرب. وآخر معقل لأوكرانيا في لوغانسك هو مدينة ليسيتشانسك الواقعة على الجانب الآخر من نهر سيفيرسكي دونيتس، والتي توشك أن تسقط في حصار تحت هجوم مدفعي روسي بلا هوادة. وصرّح الحاكم الإقليمي سيرغي غايداي للتلفزيون الأوكراني بأن المدفعية الروسية قصفت المدينة من اتجاهات مختلفة، بينما اقترب الجيش الروسي من عدة جهات. وقال زيلينسكي: «تفوُّق المحتلين في القوة العسكرية لا يزال واضحاً إلى حد كبير... لقد جلبوا ببساطة كل احتياطياتهم لضربنا».
- مساعدات غربية
على الرغم من خسارة أراضٍ وتكبد خسائر في منطقة الدونباس الشرقية في الأسابيع الأخيرة، تأمل أوكرانيا في إلحاق أضرار تكفي لإرهاق الجيش الروسي المتقدم، وتحويل دفة الصراع في الأشهر المقبلة لصالحها بأسلحة متطورة تصل إليها من الغرب. وأعلنت الولايات المتحدة عن أسلحة ومساعدات عسكرية إضافية بقيمة 800 مليون دولار. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، متحدّثاً بعد قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد، إن واشنطن وحلفاءها يقفون صفاً واحداً في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف بايدن في مؤتمر صحافي: «لا أعرف كيف ستنتهي الحرب لكن لن تنتهي بانتصار روسيا على أوكرانيا... سنستمر في دعم أوكرانيا ما دام الأمر يتطلب ذلك».
- أحكام الإعدام
قال الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا، حيث حُكم على بريطانيين اثنين ومغربي بالإعدام، إن عقوبة الإعدام سيبدأ تطبيقها اعتباراً من عام 2025، وفقاً للقانون الجنائي المحدّث لـ«جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية». وأقرت السلطات الانفصالية عقوبة الإعدام في قوانينها منذ عام 2014، لكن لا يوجد تشريع يحدد كيفية تنفيذها حتى الآن. ولم تسجل منظمة العفو الدولية، التي تراقب استخدام عقوبة الإعدام في جميع أنحاء العالم، أي حالات إعدام رسمية في المنطقة.
وقضت محكمة في جمهورية دونيتسك الشعبية في يونيو (حزيران) على البريطانيين أيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون بالإعدام بتهمة «القيام بأنشطة مرتزقة» بعد أسرهم خلال القتال مع القوات الأوكرانية. ويقول محاموهم إنهم سيستأنفون الحكم، الذي صدر بعد محاكمة سريعة الإجراءات، من دون هيئة محلفين وفي ظل غياب آلية للوصول لوسائل إعلام مستقلة أو دولية.
كما ينص القانون الجنائي الجديد، الذي يسري اعتباراً من الجمعة، على أن عقوبة الإعدام يجب أن تُنفذ رمياً بالرصاص وأن لـ«رئيس الجمهورية» الانفصالية المدعومة من روسيا القول الفصل في إصدار عفو لأي شخص محكوم عليه بالإعدام.
وقالت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الخميس، إنها أصدرت أمراً لروسيا لضمان عدم تنفيذ عقوبة الإعدام بحق الثلاثة. إلا أن الكرملين قال إنه غير ملزم بأحكام المحكمة الأوروبية التي انسحبت منها روسيا منذ أن بداية حرب أوكرانيا.