هالاند سيمنح سيتي ميزة إضافية لبث الرعب في نفوس المنافسين

أحرز مانشستر سيتي 99 هدفاً في طريقه للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. لقد سجل مانشستر سيتي أهدافاً أكثر من أي فريق آخر في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا، وتمكن 16 لاعباً بالفريق من هز شباك المنافسين خلال هذا الموسم. هناك بعض المراكز التي تحتاج إلى تدعيم في صفوف مانشستر سيتي، لا سيما مركز الظهير الأيسر ومركز محور الارتكاز؛ لكن أول صفقة أبرمها بطل الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الصيف كانت التعاقد مع المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند مقابل 51.5 مليون جنيه إسترليني. وبالتالي، نجح أفضل فريق في إنجلترا في ضم اللاعب الهداف الذي كان يسعى للتعاقد معه منذ 12 شهراً.
لم يشارك هالاند في التشكيلة الأساسية لبوروسيا دورتموند في الدوري الألماني الممتاز هذا الموسم سوى 21 مرة، بسبب ابتعاده لفترات طويلة عن الملاعب بداعي الإصابة؛ لكنه أنهى الموسم بـ22 هدفاً و7 تمريرات حاسمة، وهو ما يعني أنه سجل هدفاً كل 87 دقيقة كان فيها داخل أرض الملعب. والأهم من ذلك أن هالاند سيقضي على نقطة ضعف واضحة للغاية كان مانشستر سيتي يعاني منها خلال المواسم السابقة.
صحيح أن مانشستر سيتي يسجل كثيراً من الأهداف؛ لكن الفريق كان بحاجة إلى مهاجم من الطراز العالمي لقيادة خط الهجوم، بعد رحيل النجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، وهو ما كان واضحاً من خلال سعي النادي للتعاقد مع هاري كين الصيف الماضي. لقد تعاقد مانشستر سيتي مع جوليان ألفاريز في يناير (كانون الثاني) الماضي؛ لكنه سمح له بالبقاء مع ريفر بليت لمواصلة تطوره، وقد يعتمد مانشستر سيتي على اللاعب الأرجنتيني الدولي في مركز الجناح، وليس في مركز المهاجم الصريح.
في الحقيقة، لم يكن لدى مانشستر سيتي اللاعب الذي يتحمل عبء إحراز الأهداف في اللحظات الحاسمة هذا الموسم. صحيح أن الفريق قد فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز؛ لكن وجود مهاجم صريح قادر على استغلال أنصاف الفرص كان من شأنه أن يمنح الفريق فرصة أفضل بكثير في دوري أبطال أوروبا، وكان من المحتمل أن يجعل الفريق يحسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بأريحية، بدلاً من الانتظار حتى الجولة الأخيرة والفوز باللقب بفارق نقطة وحيدة عن ليفربول.
وفي المقابل، دعم ليفربول خط هجومه من خلال كسر الرقم القياسي لأغلى صفقة في تاريخه، بالتعاقد مع المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز من بنفيكا، مقابل 100 مليون يورو –كما سيكون لويس دياز متاحاً منذ بداية فترة الاستعداد للموسم الجديد– لذلك كان مانشستر سيتي مضطراً لتدعيم خط هجومه هو أيضاً خلال فترة الانتقالات الحالية.

هالاند يستعرض قميص فريقه الجديد سيتي (غيتي)

وكان ليفربول هو الفريق الوحيد الذي خلق فرصاً للتسجيل أكثر من مانشستر سيتي (97 لليفربول مقابل 87 لمانشستر سيتي) في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، لذلك لم يكن مانشستر سيتي يواجه أي مشكلة في خلق الفرص؛ لكنه لم يكن قادراً على تحويل كثير من تلك الفرص إلى أهداف. لقد حوَّل ليفربول 55.3 في المائة من فرصه المحققة إلى أهداف -أفضل معدل في الدوري- بينما سجل مانشستر سيتي 46.7 في المائة من فرصه المحققة إلى أهداف، وهو خامس أفضل معدل في المسابقة. من المؤكد أن هالاند لن يهدر الفرص بهذه الطريقة؛ حيث تشير الأرقام والإحصائيات إلى أنه سجل 78.3 في المائة من الفرص المحققة التي أتيحت له في الدوري الألماني الممتاز هذا الموسم، وهو أفضل معدل لأي لاعب أتيحت له 10 فرص أو أكثر أمام المرمى.
ويتراجع معدل تحويل الفرص إلى أهداف بالنسبة لهالاند إذا ما استبعدنا ركلات الجزاء -سجل ركلات الجزاء الست التي سددها هذا الموسم– لكن هدوءه الشديد في تسديد ركلات الجزاء يعد نقطة قوة إضافية أيضاً؛ خصوصاً أن مانشستر سيتي لم يسجل سوى 12 ركلة جزاء من أصل 18 ركلة جزاء احتسبت له منذ بداية الموسم الماضي. وبالتالي، سيخفف هالاند من متاعب الفريق كثيراً عندما يقف على الكرة لتسديد ركلات الجزاء أيضاً.
وسينطبق الأمر نفسه أيضاً على الفرص التي تتاح للفريق داخل منطقة الجزاء. لقد سجل مانشستر سيتي 81 هدفاً من داخل منطقة الجزاء في الدوري هذا الموسم -أكثر من إجمالي عدد الأهداف التي سجلها كل فريق من فرق المسابقة، باستثناء ليفربول– لكن الفريق كان يهدر كثيراً من الفرص أيضاً. واحتاج مانشستر سيتي إلى 16.6 لمسة داخل منطقة الجزاء لكل هدف، وهو سابع أفضل معدل في الدوري الإنجليزي الممتاز، في حين احتاج ليفربول إلى 15.7 لمسة داخل المنطقة لكل هدف. أما هالاند فقد احتاج إلى 7 لمسات فقط داخل المنطقة لكل هدف في «بوندسليغا».
كان هالاند يلعب لفريق مختلف بأسلوب مختلف في دوري مختلف؛ لكن من الواضح للجميع أن يلعب بشراسة كبيرة للغاية، كما ستتاح له فرص أكثر بكثير أمام المرمى عندما يلعب بقميص مانشستر سيتي. وتشير الأرقام إلى أن بوروسيا دورتموند كان له 13.3 تسديدة على المرمى، و9.8 تمريرة رئيسية في المتوسط في كل مباراة هذا الموسم؛ لكن هذه الأرقام تتضاءل أمام تسديدات مانشستر سيتي التي تصل إلى 18.8 تسديدة، والتمريرات الرئيسية التي تصل إلى 14.2 تمريرة في المتوسط في كل مباراة.
لقد عزز هالاند الفرص التهديفية التي أتيحت له بشكل كبير، وبالتالي فإن المزيج بين قدرته الخارقة على إنهاء الهجمات من أنصاف الفرص، وبين إبداع زملائه، سيكون مخيفاً لبقية المنافسين.
كل الدلائل والإشارات تؤكد أن الأمر سيكون مرعباً لخصوم ومنافسي مانشستر سيتي؛ لكن يجب أن نضع في الاعتبار أن الانتقال من الدوري الألماني إلى الدوري الإنجليزي الممتاز ليس سهلاً على الإطلاق؛ خصوصاً بالنسبة للمهاجمين، والدليل على ذلك أن سيباستيان هالر وتيمو فيرنر وكاي هافرتز، قد عانوا كثيراً بعد تلك الخطوة. ومع ذلك، فقد أثيرت الأسئلة نفسها وعلامات الاستفهام عند انتقال هالاند من سالزبرغ إلى بوروسيا دورتموند، في يناير 2020؛ لكن المهاجم النرويجي الشاب سرعان ما بدد تلك المخاوف والشكوك من خلال تسجيله 3 أهداف في غضون 23 دقيقة فقط، في أول ظهور له بقميص بوروسيا دورتموند ضد أوغسبورغ.
قد يكون هناك اختلاف كبير من حيث القوة بين الدوري الألماني والدوري الإنجليزي الممتاز؛ لكن هالاند لديه المهارات والقدرات البدنية التي تؤهله للتألق في فريق يخلق كثيراً من الفرص.
وقال هالاند عند الإعلان عن انتقاله إلى مانشستر سيتي: «لا يمكنك سوى أن تعجب بالطريقة التي يلعبون بها. إنه أمر مثير للغاية، والفريق يصنع كثيراً من الفرص، وهو أمر مثالي للاعب مثلي».
وبالنسبة لجماهير مانشستر سيتي، من الصعب ألا تكون متحمساً بشأن ظهور اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً بقميص الفريق الموسم المقبل. وبعد أن كان مانشستر سيتي لا يملك مهاجماً صريحاً، أصبح لديه الآن آلة لا تتوقف عن إحراز الأهداف، وضرب دفاعات المنافسين الذين بات لديهم سبب حقيقي للشعور بالذعر والقلق من «السيتيزنز» الآن!