جيش الفتح يسيطر على «أريحا» آخر معاقل النظام السوري في إدلب

سيطر جيش الفتح بشكل كامل، أمس، على مدينة أريحا عقب اشتباكات مع قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني وضباط إيرانيين، ترافقت مع قصف عنيف ومتبادل بين الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومواقع المعارضة السورية، طاردا النظام بذلك من آخر نقطة له في محافظة إدلب شمال سوريا.
وتمكن مقاتلو جيش الفتح من الاستيلاء على عدة آليات لقوات النظام، ووردت معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وسط انسحاب عشرات الآليات لقوات النظام باتجاه منطقتي أورم الجوز ومحمبل على طريق أريحا – جسر الشغور. وكان مقاتلو «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية أطلقوا أمس (الخميس)، هجومًا على مدينة أريحا، آخر المدن الكبرى الخاضعة لسيطرة النظام في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، وتمكنوا من دخول بعض أطرافها، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية: «اقتحم مقاتلو جيش الفتح اليوم أطراف مدينة أريحا بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام»، مضيفًا أن الاقتحام جاء عقب «قصف عنيف استهدف منذ الصباح حواجز النظام في محيط المدينة».
ويحاول مقاتلو «النصرة» والكتائب الإسلامية منذ أيام اقتحام أريحا، إلا أنها المرة الأولى التي يتمكنون فيها من إحراز تقدم.
وأورد حساب جيش الفتح، وهو تحالف «النصرة» مع مجموعة فصائل إسلامية مقاتلة ينفذ الهجوم، على حسابه على موقع «تويتر» تغريدة جاء فيها: «بدأ زحف إلى معقل جديد من معاقل الكفر.. اللهم حرر أريحا».
وأفاد مراسل موقع «سراج برس» المعارض، أن «جيش الفتح بدأ بالحشد منذ فجر أمس، حيث استقدم أعدادًا كبيرة من المقاتلين، والآليات الثقيلة على أطراف المدينة، ونصب مدافعه المختلفة، بانتظار ساعة الصفر لاقتحام المدينة، بالتزامن مع رصد الطرق بين المدينة، ونقاط الحماية من الجهة الغربية الشمالية المتمثلة بقريتي كفر نجد ومعترم، فدمروا سيارتين عسكريتين تقلان عددًا من عناصر قوات الأسد».
وأضاف أنه في تمام الساعة الخامسة من عصر اليوم (الخميس)، بدأ التمهيد الفعلي من ثلاث جهات بغية اقتحام المدينة، من جهة جبل الأربعين الذي يسيطر الثوار على قسم كبير منه، ومن الجهة الشرقية على أطراف المدينة بعد تحرير قرية مصيبين، ومن الجهة الشمالية بعد تحرير معسكر المسطومة، حيث قصف جيش الفتح بالمدفعية الثقيلة والدبابات ومدافع الهاون، ومدافع جهنم على مواقع قوات النظام، وحققوا إصابات مباشرة نظرًا لقرب الثوار من تلك المواقع ورصدها بشكل مباشر.
وأفاد ناشطون أن مدفعية جيش الفتح حققت إصابة مباشرة دمرت من خلالها دبابة لقوات النظام بمن فيها في الجهة الغربية الشمالية للمدينة، كما قتل النقيب أحمد اليوسف، من مرتبات القوات الخاصة، ومجموعته المؤلفة من 19 عنصرًا جراء استهداف كتائب الثوار لبلدة معترم، كما دمر الثوار مدفع 23 خلال الاشتباكات مع قوات النظام في الجهة الشرقية للمدينة.
وتمكن جيش الفتح خلال الأسابيع الأخيرة من السيطرة على مناطق عدة في محافظة إدلب أبرزها مدينة إدلب، مركز المحافظة، وجسر الشغور ومعسكرا القرميد والمسطومة.
ويقول ناشطون والمرصد السوري إن حسم المعركة لن يكون سهلاً. وأشار عبد الرحمن إلى أن أعدادًا كبيرة من قوات النظام والمسلحين الموالين له، خصوصًا حزب الله اللبناني، يوجدون في المدينة، وهم مجهزون بالعتاد الثقيل والذخائر.
وقال الناشط إبراهيم الإدلبي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «أغلب قطع النظام العسكرية التي كانت موجودة في إدلب والمسطومة أصبحت في مدينة أريحا».
وأوضح أن «الهجوم بدأ على أريحا من ثلاثة محاور من الشرق والشمال والجنوب، ويبقى للنظام خط إمداد وانسحاب واحد من الجهة الغربية».
وتستند أريحا من الغرب إلى منطقة جبلية تملك امتدادًا مع محافظة حماه (وسط) الواقعة بمعظمها تحت سيطرة قوات النظام.
وإذا انسحب النظام من أريحا، فلن يبقى له، وفق عبد الرحمن، في محافظة إدلب، إلا مطار أبو الضهور العسكري، وبعض الحواجز بين أريحا وجسر الشغور، بالإضافة إلى بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين.