إقالة أنشيلوتي تدخل ريال مدريد في مرحلة ضبابية

دخل ريال مدريد مرحلة ضبابية بعد إقالة الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدربه المحبوب من الجمهور واللاعبين على حد سواء، من منصبه مساء أول من أمس.
وقد رسمت علامة استفهام كبيرة حول مشروع النادي على المدى البعيد والهدف من وراء خطوة رئيس النادي فلورنتينو بيريز الذي يتعين عليه الآن إيجاد مدرب جديد قادر على بناء مشروع طويل الأمد.
فعلى مدى 12 عاما من رئاسته (الفترة الأولى من 2000 إلى 2006 والثانية من 2009 حتى الآن)، أقال بيريز تسعة مدربين، مما يؤكد عدم الاستقرار في الجهاز الفني في ناد تسلط عليه الأضواء بشكل كبير.
وكان النقاد عدوا أن بيريز وجد في المدرب أنشيلوتي ضالته عندما تعاقد معه في يونيو (حزيران) عام 2013، خصوصا بعد أن نجح الأخير في قيادة الفريق الملكي إلى لقبه العاشر في دوري أبطال أوروبا بعد انتظار استمر 12 عاما، كما نجح في إعادة اللحمة بين اللاعبين في غرفة الملابس بعد رحيل المدرب السابق البرتغالي جوزيه مورينهو.
ونجح ريال مدريد بإشراف أنشيلوتي في تحقيق 22 فوزا متتاليا بين أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين (رقم قياسي في إسبانيا) مقدما عروضا هجومية رائعة، وبدأ أنصار النادي يتوسمون بناء فريق يترك بصمته في السجلات كما فعل غريمه التقليدي برشلونة في عهد جوسيب غوارديولا بين عامي 2008 و2012.
لكن النادي لم يحصد إلا الخيبة بعدها بستة أشهر؛ حيث خرج خالي الوفاض بحلوله ثانيا وراء برشلونة في الدوري المحلي، وخسر في ثمن نهائي كأس إسبانيا، وفي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد يوفنتوس ليفقد لقبه القاري.
وكان بيريز جدد الثقة بأنشيلوتي في مارس (آذار) الماضي بعد تراجع نتائج الفريق مطلع العام الحالي إثر إصابات كثيرة لحقت به. ويقول الكاتب الرياضي في صحيفة «ماركا» الإسبانية أوسكار كامبيو: «لا يمكن الحديث عن أي مشروع في ريال مدريد، لأنه لا وجود لأي مشروع، وخير دليل على ذلك إقالة تسعة مدربين في 12 سنة».
وأضاف: «ليس هناك أسلوب لعب محدد في ريال مدريد، ولهذا السبب يتوافد على رأس الجهاز الفني للفريق مدربون من مدارس مختلفة أو حتى من مدارس متضاربة». فبعد جوزيه مورينهو (2010 - 2013) وأسلوبه المتحفظ، لم ينجح أنشيلوتي في إبعاد المقصلة بعد إنهاء فريقه الموسم خالي الوفاض، ويبدو أن أبرز المرشحين لخلافته هو الإسباني رافاييل بينيتيز مدرب نابولي الإيطالي حاليا الذي يعرف عنه أسلوبه الدفاعي.
وكان بيريز قال في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه إقالة أنشيلوتي إنه من «المفضل أن يتكلم المدرب المقبل اللغة الإسبانية»، مشيرا إلى أن هوية مدرب ريال مدريد ستعرف الأسبوع المقبل.
ولا شك في أن بينيتيز، 55 عاما، يملك رصيدا تدريبيا كبيرا (دوري الأبطال مع ليفربول عام 2005)، كما أنه يعرف النادي الملكي جيدا لأنه درب الفريق الرديف بين عامي 1993 و1995، لكن بسبب أنصار الفريق الذين لا يرضون بغير الألقاب والعروض الاستعراضية، يتعين على خليفة أنشيلوتي أن يقدم أسلوبا مثيرا، وهو أمر نادر ما حصل بقيادة بينيتيز. وأكد وكيل أعمال أنشيلوتي أمس أن النادي الملكي توصل بالفعل لاتفاق مع بينيتيز. وقال إرنستو برونسيتي وكيل أنشيلوتي لشبكة «راي» إنه سمع أن بينيتيز المولود في مدريد والذي عمل مدربا لفريق الريال الرديف سيتم تعيينه، وإنه أمر مؤكد بنسبة 99 في المائة.
وأشار برونسيتي إلى أن أنشيلوتي، 55 عاما، الذي ارتبط اسمه بالعودة إلى فريقه السابق ميلان يريد أن يرتاح لسنة وليس في نيته تدريب الفريق الإيطالي.
وجاء قرار بيريز مفاجئا بإقالة أنشيلوتي الذي كان يلقى دعم الجماهير، خصوصا اللاعبين والنجوم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والبرازيلي مارسيلو، وسيرخيو راموس، والكرواتي لوكا مودريتش، والألماني توني كروس والكولومبي خاميس رودريغيز.
وأضاف برونسيتي: «أظهر الفريق قلقه من الأخبار، وبعض اللاعبين بكوا لدى سماعهم نبأ رحيله». وقال الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو: «شكرا على كل شيء أيها القائد. أنت عظيم بحق». وأضاف زميله الألماني توني كروس: «شكرا لك أيها القائد. كان من الرائع العمل معك. أتمنى لك كل الخير في المستقبل».
كما شكر لاعب الوسط رودريغيز المدرب قائلا: «تعلمت منك الكثير في وقت قصير جدا».
بالإضافة إلى رحيل أنشيلوتي، هناك أكثر من علامة استفهام حول مصير بعض اللاعبين في الفريق وأبرزهم القائد الرمز إيكر كاسياس حارس المرمى الذي يتردد أنه سيستبدل به مواطنه حارس مانشستر يونايتد الإنجليزي ديفيد دي خيا، كما أن الشك يحوم حول استمرارية الويلزي غاريث بيل الذي أطلق أنصار النادي في وجهه صافرات الاستهجان وهاجموا سياراته أكثر من مرة.
أما البرتغالي كريستيانو رونالدو فخسر كثيرا برحيل أنشيلوتي الذي كان يعتبر الأب الروحي له، ويبدو أن بيريز لم يستمع إلى نصيحة النجم البرتغالي بالمحافظة على المدرب في منصبه الموسم المقبل قبل يوم واحد من إقالته.