السفير الفرنسي لـ«الشرق الأوسط»: حريصون على تعزيز علاقاتنا مع السعودية

قال لـ«الشرق الأوسط»، براتران بزانسنو، السفير الفرنسي لدى السعودية، إن بلاده حريصة على تعزيز علاقاتها مع المملكة في شتى المجالات، اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا.
ولفت بزانسنو إلى أن باريس ستشهد في الأسبوع المقبل، مباحثات اقتصادية سعودية - فرنسية كبيرة، يشارك فيها وزارة الخارجية، مع قطاع أعمال سعودي، مشيرًا إلى أن المباحثات تشمل اجتماعًا مع وزير الزراعة.
وقال السفير الفرنسي عبر الهاتف من باريس: «سنشهد خلال هذه الأيام كثيرًا من الاجتماعات في فرنسا لبحث تعزيز النمو الاقتصادي في البلدين؛ حيث إن هذا الحدث يعقد مرتين في العام لتأكيد متانة العلاقات بين البلدين والدفع بها باستمرار».
وفي غضون ذلك، يبحث - حاليًا - في الرياض، ثلاثة وفود تجارية فرنسية كيفية تنمية وزيادة الصادرات والشراكات، تضمّ أكثر من 33 شركة فرنسية كبيرة، مع مجموعات سعودية رائدة، من أجل مناقشة شراكات ممكنة وفرص عمل مشتركة في قطاعات تنمو بسرعة، منها الكهرباء والاتصالات وقطاع الدواجن.
وتسنّى للوفود الثلاثة التي ترأسها القائم بالأعمال في سفارة فرنسا، إريك جيرو - تلم، أن تلتقي بكبار أصحاب القرار خلال هذه الزيارة التجارية التي نظّمها قسم بزنس - فرانس، هيئة التجارة الفرنسية في الرياض، بالتعاون مع شركة الكهرباء السعودية وشركة الفنار وشركة الاتصالات السعودية وشركة زين ووزارة الزراعة وصندوق التنمية الزراعية وشركاء عدة آخرين.
يشار إلى أن التبادلات التجارية بين فرنسا والسعودية، ارتفعت بشكل ملموس خلال الأعوام الأخيرة، بيد أنها ما زالت في مستوى أدنى بكثير من مستوى العلاقات السياسية المتميزة التي تربط الحكومتين.
وبلغت التبادلات التجارية الثنائية أكثر من 10 مليارات يورو عام 2014، منها 2.9 مليار يورو قيمة الواردات السعودية من فرنسا، بينما بلغت الصادرات السعودية إلى فرنسا أكثر من 7 مليارات يورو، في حين أن هناك أكثر من 70 شركة فرنسية ناشطة في السوق السعودية مع استثمارات مقدّرة بـ15 بليون دولار.
وكانت فرنسا ثاني أكبر مصدّر دواجن إلى السعودية عام 2013، مع أكثر من 150 ألف طن مباعة في الأسواق السعودية، حيث ارتفعت الصادرات الفرنسية من الدواجن بنحو 64 في المائة ما بين 2009 و2013، وأدّت هكذا إلى تبيان النوعية المتميزة لتربية الدواجن والمصدّرين الفرنسيين، بل أيضا التنمية المستمرّة للاستهلاك في السعودية.
وازدادت حصّة فرنسا في السوق بثلاث نقاط خلال الأعوام نفسها، وتمثّل اليوم نحو 20 في المائة من مجمل الواردات، في حين يشرع قطاع الدواجن في السعودية في الوقت الراهن، بعمليات توسعة هائلة، وفق الأهداف التي حدّدتها الحكومة السعودية من أجل التوصل إلى الاكتفاء الذاتي.
وتتفهّم الشركات الفرنسية بشكل جيّد، التطورات الجديدة، وأتت من أجل تعاون وثيق مع المربين المحليّين والمنتجين، ومن أجل مشاطرة مهاراتها ومساندتهم في بلوغ الأهداف الجديدة التي تنوي السلطات السعودية التوصل إليها.
وتقدّر صادرات معدّات الاتصالات بـ69 مليون يورو في نهاية 2014، مسجّلة ارتفاعًا بنسبة 5.3 في المائة مقارنة بعام 2013 أي 2.3 في المائة، بدلاً من 1.9 في المائة عام 2013، من مجمل الصادرات الفرنسية للسعودية.
وترجع زيادة حصّة صادرات تجهيزات الاتصالات الفرنسية للسعودية، إلى النمو القوي والمنتظم لهذا القطاع في المملكة، إذ يبلغ نحو 50 في المائة من سكّانها دون سنّ 24، وهناك أكثر من 14.3 مليون مستخدم لشبكة الإنترنت.
وبلغ معدّل انتشار الإنترنت نحو 53 في المائة، ومعدّل انتشار الهواتف الذكية 88 في المائة عام 2015، حيث إن مشغلي قطاع الاتصالات على غرار شركة الاتصالات السعودية وموبايلي وزين، يعتبرون كشركاء استراتيجيين للخدمات الفرنسة ولمزودي المعدّات.
كذلك، صدّرت فرنسا معدّات كهربائية بقيمة قدّرت بـ493 مليون دولار عام 2014، مقارنة بـ433 مليون دولار عام 2010، مما أبرز زيادة في التبادلات التجارية في هذا القطاع، وبلغت 14 في المائة خلال الأعوام الأربعة الماضية.
وقال إريك جيرو - تلم: «إن هذه الأرقام ما زالت أدنى بكثير من مجمل واردات السعودية من المعدّات الكهربائية التي ارتفعت بنسبة 72.6 في المائة خلال الفترة نفسها، أي أكثر من 17.7 مليار دولار في نهاية عام 2013».
وتعتبر شركة الكهرباء السعودية أن استهلاك الكهرباء قد يبلغ مائة غيغاواط بحلول عام 2040، علمًا بأن الموردين الفرنسيين يريدون الحصول على حصص إضافية في هذه السوق من خلال تطوير محطّات توليد كهربائية قادمة وشبكات نقل في المملكة.
وقال: «إن فرنسا منخرطة بنشاط في تنويع الاقتصاد في المملكة، وإيجاد فرص عمل للشباب السعوديين وتدريبهم، وذلك بدعم من الشركات الفرنسية والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تعمل محليًّا أو التي تنوي العمل مع المملكة في المستقبل القريب».
وأضاف: «إن شركة شنايدر إلكتريك، وهي المصنّع الأول للمعدّات الكهربائية التي تترأس الوفود الزائرة الثلاثة، إضافة إلى البنك السعودي الفرنسي ومكتب ناوس إنترناشيونال للموارد الإنسانية، مهّدت الطريق لشراكات جديدة، خلال السنوات الثلاث الماضية».
وتعكس زيارة الوفود الثلاثة إلى السعودية إنجازًا جديدًا في العلاقات الوثيقة والمثمرة القائمة بين فرنسا والمملكة، قبيل انعقاد منتدى فرص الأعمال السعودي - الفرنسي المزمع تنظيمه في الرياض في 12 و13 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بدعم وزارة التجارة والصناعة.