دراسة تحدد الفئة العمرية الأكثر تضرراً من «إغلاق كورونا»

كشفت دراسة جديدة أن الأطفال في سن الرابعة والخامسة هم الأكثر تضرراً من عمليات الإغلاق التي نتجت عن تفشي فيروس كورونا، حيث إن هذه الفئة العمرية عانت بشدة خلال عامها الأول في المدرسة.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد شملت الدراسة أكثر من 3 آلاف طفل بريطاني التحقوا بالمدرسة لأول مرة في سبتمبر (أيلول) 2020. قبل أن يتعطل عامهم الدراسي أكثر من مرة بسبب الإغلاق الثاني الذي تم فرضه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 والثالث الذي فرض في الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) ومارس 2021.
وتحدث الباحثون مع معلمي أولئك الأطفال، حيث قال بعضهم إن الاضطراب النفسي الناتج عن عمليات الإغلاق تسبب في معاناة الأطفال من «تدني احترام الذات والثقة بالنفس»، وأن عدداً كبيراً منهم شعر «بالإرهاق الشديد» من التعلم.

وسلط معلمون آخرون الضوء على المشكلات السلوكية المتزايدة التي لوحظت عندما عاد الأطفال إلى المدرسة بعد الإغلاق، حيث انتشر «العض والضرب» فيما بينهم، هذا بالإضافة إلى تراجع قدرتهم على التواصل الاجتماعي مع معلميهم وزملائهم.
وقالت روث كولمان، مديرة مدرسة هايفيلد في مدينة إبسويتش بجنوب شرقي إنجلترا: «عندما عاد الأطفال إلى المدرسة بعد تفشي الوباء، عانى الكثيرون من تراجع الجوانب الحيوية اللازمة لتطورهم في السنوات الأولى من عمرهم، مثل القدرة على التواصل والتعامل مع مجموعات أكبر من الأطفال».
وأضافت: «لقد رأينا المزيد من الأطفال الذين يعانون من قلق الانفصال عن والديهم أيضاً. كما كان بعض الأطفال متأخرين في تطور الكلام واللغة أكثر مما كنا نتوقع».

وكتب الباحثون في نتائج دراستهم: «بالنسبة للعديد من الأطفال، أصبحت تجربة الإغلاق أكثر صعوبة بسبب التباعد الاجتماعي، وعدم الوصول إلى المساحات الخضراء، ومشكلات الصحة العقلية للوالدين، والصعوبات المالية».
ولفت الفريق، التابع لمؤسسة Education Endowment، إلى ضرورة قيام الحكومات بوضع خطة تستهدف التصدي لهذه المشكلة، لافتين إلى التأثير الكبير للسنوات الأولى من عمر الطفل على نموه وتطوره المستقبلي.