كييف تعدّ لـ«هجوم مضاد» منتصف الشهر المقبل

بعد مرور 72 يوما على بدء الحرب الروسية - الأوكرانية، أبلغت أوكرانيا الولايات المتحدة أنها لن تكون قادرة على بدء هجومها الشامل المضاد قبل منتصف الشهر المقبل. وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوجني، في اتصال مع رئيس أركان القوات الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، إن القوات الأوكرانية تشن هجوما مضادا في مدينتي خاركيف وإيزيوم، فيما أعلن أحد مستشاري الرئيس الأوكراني أن الهجوم الكبير لن يكون ممكنا قبل منتصف يونيو (حزيران)، عندما تتلقى كييف المزيد من الأسلحة من حلفائها.
وقال المستشار السياسي أوليكسي إريستوفيتش إنه لا يتوقع أن يسفر الهجوم الروسي الحالي عن «نتائج مهمة» بحلول 9 مايو (أيار) الجاري، عندما تحتفل روسيا بعيد النصر على ألمانيا النازية. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن الضربات الروسية الأخيرة في غرب أوكرانيا كانت تستهدف مواقع البنية التحتية الحيوية. وقال: «إنهم يحاولون ضرب ما نعتبره أهدافا أساسية للبنية التحتية في اتجاه الغرب، الطاقة الكهربائية، ومراكز النقل، وهذا النوع من الأشياء». وأضاف كيربي: «نعتقد أن هذه محاولة لتعطيل قدرة الأوكرانيين على تجديد وتقوية أنفسهم. ما زلنا نقيم الضربات الأخيرة، وما الذي كانوا يستهدفونه. ليسوا جيدين في الضربات الدقيقة. إنهم لا يميزون ما يتم استهدافه».
وفي مؤشر على تزايد الثقة بقدرة أوكرانيا على عرقلة تقدّم القوات الروسية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن روسيا «خسرت بالفعل الحرب في أوكرانيا»، وذلك ردا على سؤال أحد المراسلين لتحديد شكل النصر لأوكرانيا. وقالت ساكي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فشل في تحقيق أهدافه من خلال اجتياح الدولة المجاورة. وأضافت: «لقد أراد أن تكون هذه لحظة لتقسيم الناتو، لتقسيم الغرب. من الواضح أن هذا ليس ما يحدث».
ويتهم الكرملين الغرب بمنع نهاية «سريعة» لما يسميه «الحملة العسكرية» في أوكرانيا، من خلال تزويد البلاد بالأسلحة والمعلومات الاستخبارية. وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على أن الغرب «غير قادر على إعاقة تحقيق» أهداف العملية العسكرية الروسية، متهما الولايات المتحدة وبريطانيا والناتو بتسليم أوكرانيا معلومات استخبارية بشكل دائم. وفيما لم يشر بشكل مباشر إلى قتل الجنرالات الروس، خصوصا أن موسكو لا تعترف حتى الآن بسقوط عدد كبير من جنرالاتها في الحرب، نفى البنتاغون تقديم معلومات استخبارية تتيح للقوات الأوكرانية استهداف كبار الضباط الروس على خطوط القتال. وقال المتحدث باسم البنتاغون كيربي إن «الولايات المتحدة توفر المعلومات الاستخبارية في ساحة المعركة لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن أنفسهم، وقد تحدثنا عن ذلك سابقا». لكنه أضاف أنه لا يتم تقديم معلومات استخبارية حول مواقع كبار القادة العسكريين الروس في ساحة المعركة أو المشاركة في قرارات الاستهداف التي يتخذها الجيش الأوكراني. وقال: «بصراحة تامة، لدى الأوكرانيين الكثير من المعلومات أكثر مما لدينا، ولديهم قدرات على جمع المعلومات الاستخبارية التي تهمهم». وتابع: «هم يجمعون المعلومات التي نقدمها مع شركائنا مع معلوماتهم، ويتخذون قراراتهم الخاصة، وأعتقد أنه من المهم ألّا ننسى أن هذه حرب بدأها الروس، ويمكنهم إنهاؤها غدا إذا أرادوا».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد زعمت في تقرير نشرته الأربعاء، نقلا عن مصادر استخبارية مطلعة في إدارة الرئيس جو بايدن، أن المعلومات التي تقدمها الولايات المتحدة للجيش الأوكراني، أتاحت استهداف وقتل عدد من الجنرالات الروس في ساحة المعركة. وأضافت أن عددا من الجنرالات الذين قتلتهم القوات الأوكرانية تمّ استهدافهم بمساعدة الاستخبارات الأميركية. وفي وقت لاحق، وصف مجلس الأمن القومي الأميركي هذه الادعاءات بأنها «غير مسؤولة»، نافيا حدوثها. وأبلغت المتحدثة باسم المجلس أدريان واتسون، وكالة الصحافة الفرنسية في رسالة إلكترونية، أن الولايات المتحدة «تقدم معلومات استخبارية عن ساحة المعركة لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن بلدهم»، «لكننا لا نقدم معلومات بقصد قتل جنرالات روس».