سكان خيرسون: وفيات نقص الأدوية أكبر من الناجمة عن الرصاص الروسي

تواجه مدينة خيرسون الأوكرانية، المدينة الكبيرة الوحيدة التي نجحت قوات موسكو في احتلالها بالكامل، أزمة إنسانية عميقة تتمثل في نقص إمدادات الأدوية، حيث أكد السكان أن عدد الوفيات الناجمة عن هذا النقص أكبر من عدد الوفيات التي تسبب فيها رصاص الجيش الروسي.
وتتعرض خيرسون لقصف مستمر وإطلاق نار على سكان المدينة الذين خرجوا للاحتجاج على الغزو الروسي.


وتحدثت صحيفة «الغارديان» البريطانية مع عدد من الصحافيين والمواطنين بالمدينة، والذين لم يتم الكشف عن أسمائهم بغرض حمايتهم، وقد ذكروا أهم ما شاهدوه بأعينهم في المدينة منذ سيطرة روسيا عليها.
وقال أحد الصحافيين إن «القوات الروسية ألقت القنابل الخفيفة والمسيلة للدموع على المحتجين في الشوارع وأغرقتهم بالرصاص. وقد أُصيب رجل عجوز في ساقيه وأخذ ينزف بغزارة أمام عيني، في حين تم اعتقال ثلاثة متظاهرين محيطين به».

وأشار صحافي آخر إلى أنه تم اعتقال الكثير من رؤساء قرى خيرسون الذين رفضوا التعاون مع الروس، لافتاً إلى أن مصيرهم بات مجهولاً.
من جهته، قال أحد سكان خيرسون: «نحن خائفون للغاية، لكننا لسنا مستعدين للاستسلام بهذه السهولة بعد».
وأشار السكان إلى أن الجنود الروس ينهبون المتاجر والصيدليات، مؤكدين أن هذا الأمر فاقم من الأزمة التي تسبب فيها حصار المدينة في الأساس والتي تتمثل في نقص الأدوية بصورة مقلقة.
وفي 13 مارس (آذار)، قال رئيس بلدية خيرسون في مقطع فيديو نُشر على موقع «فيسبوك» إن المدينة تنفد من الغاز والأدوية والطعام.
وقال عدد من مواطني المدينة لـ«الغارديان» إن عدد الوفيات التي تسبب بها نقص الأدوية أكبر بكثير من عدد الوفيات الناتجة عن الرصاص الروسي.
وأضاف أحدهم: «يولد الأطفال في خيرسون في ظروف سيئة للغاية حيث تفتقر المدينة إلى الحليب والطعام المخصص للرضع بسبب الحصار». وتابع «علاوة على ذلك، فقد تبرعت المدينة بأكملها لشراء عربة أطفال لطفل صغير مولود حديثاً. نحن نواجه أزمة خطيرة جداً».

وتعد خيرسون ذات أهمية استراتيجية لروسيا، حيث تقع على مصبّ نهر دنيبر، وتطل على بحر آزوف من الجنوب الشرقي، والبحر الأسود من الجنوب الغربي.
وتمتلك المدينة أكبر ميناء في أوكرانيا لبناء السفن في البحر الأسود، وهي مركز رئيسي للشحن.