الأردن: بدء فعاليات تمرين «الأسد المتأهب» 2015 بمشاركة 18 دولة

بدأت في ميادين التدريب العسكري في الأردن، أمس، فعاليات تمرين «الأسد المتأهب 2015» بمشاركة عشرة آلاف عسكري من 18 دولة عربية وأجنبية من بينها المملكة العربية السعودية.
وما يميز فعاليات تمرين «الأسد المتأهب 2015»، عن التمارين السابقة إنه سيتم اختبار قوة رد الفعل السريع الأردنية تم إنشاؤها حديثا ضمن تشكيلات القوات المسلحة الأردنية والتدرب على رماية لراجمات الصواريخ بدقة متناهية، إضافة إلى مشاركة قاذفة أميركية مطورة من طراز «بي 52» تقلع من الولايات المتحدة في مهمة لإسقاط أسلحة تقليدية في أحد ميادين التدريب بالأردن.
وقال مدير التدريب المشترك في القوات المسلحة الأردنية العميد الركن فهد فالح الضامن في مؤتمر صحافي مشترك مع مدير التمرين والتدريب في القيادة المركزية الأميركية اللواء ريك ماتسون، إنه سيتم خلال التمرين الذي بدأت فعالياته أمس، وتنتهي في 19 مايو (أيار) الحالي، اختبار قوة رد الفعل السريع الأردنية التي تم إنشاؤها مؤخرا، ولا علاقة لها بأي قوة عربية على مستوى الجامعة العربية.
وأضاف العميد الركن الضامن أنه سيتم خلال التمرين كذلك اختبار أسلحة جديدة من خلال القصف الاستراتيجي وراجمات صواريخ في منتهى الدقة، كما ستشارك لأول مرة قاذفة أميركية من طراز «بي 52» في مهمة إسقاط أسلحة تقليدية على أهداف محددة بميادين القتال، حيث ستقلع الطائرة من الولايات المتحدة الأميركي إلى الأردن في رحلة تستغرق 35 ساعة ذهابا وإيابا.
وجدد الضامن التأكيد أن تمرين «الأسد المتأهب» لا علاقة له بالأحداث التي يشهدها الإقليم، ولن يكون هناك وجود لقوات قرب الحدود الشمالية مع سوريا، حيث يأتي هذا التمرين ضمن الخطط التدريبية للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي للتركيز على نوعية التدريب ورفع كفاءة الضباط وضباط الصف، وكافة وحدات المناورة والإسناد وزيادة التمارين المشتركة للتعامل مع كل التهديدات وعمليات مكافحة الإرهاب والاتصالات الاستراتيجية وإدارة الأزمات، لافتًا إلى وجود اهتمام متزايد لهذا العام في تمرين «الأسد المتأهب» لما يمثله الملتقى للقادة العسكريين على كل المستويات الاستراتيجية والعملاتية والتعبوية، ومن جانب آخر لما تمر به المنطقة والعالم من صعود تيارات متطرفة بعيدة عن القيم الإنسانية.
وقال إن القوات المسلحة الأردنية تهدف في استراتيجيتها إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع شركائنا من مختلف الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر شريكا استراتيجيا للأردن في كل المجالات، وتمرين «الأسد المتأهب» من هذه الشراكات التي تعزز التعاون والتنسيق بين الدول المشاركة.
وأضاف أن التمرين يهدف أيضا إلى تطوير قدرات المشاركين على التخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة وبيان العلاقة بين القوات العسكرية والوكالات والوزارات والمنظمات في ظل بيئة عمليات غير تقليدية.
وقال إن التمرين يهدف إلى مكافحة الإرهاب وعمليات أمن الحدود والإخلاء وإدارة الأزمات الإنسانية ومكافحة الإرهاب الإلكتروني وتنفيذ عمليات الإسناد اللوجيستي المشترك.
من جانبه، قال اللواء ريك ماتسون، إن تمرين «الأسد المتأهب» فرصة لتقوية العلاقات والقدرات، وإنه استجابة للتهديدات التقليدية وغير تقليدية.
وأضاف أن المهمات المنوي التدرب عليها هي أمن الحدود، والقيادة والسيطرة، ومكافحة القرصنة الإلكترونية، وإدارة ساحة المعركة، وسيضم هذا التمرين قوات برية وبحرية وجوية ضمن طيف واحد من العمليات العسكرية في خليج العقبة.
وقال إن القوات البرية الأميركية المشاركة هي خليط من القوات الخاصة وقوات مشاة البحرية التابعة للوحدة الاستكشافية 26، مشيرا إلى أنه سيتم استخدام قوات من الدروع والمدفعية والهندسة والمشاة الآلية لتعزيز المواءمة العملياتية بين الأنظمة المشابهة مدعومة من طائرات عمودية وقاذفات متطورة من أجل عمليات الإسناد الجوي، بالإضافة إلى أغراض النقل والتنقل، مشيرا إلى أن جميع التدريبات في التمرين ستكون بقيادة القوات المسلحة الأردنية، والتي ستعمل على تقوية الشراكة بين 18 دولة مشاركة وستزيد من قدرتنا على العمل سوية في حالات الطوارئ.
وكان مستشار الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن بحث مع اللواء ماتسون، الذي استقبله الزبن بمكتبه بالقيادة العامة، أمس، كل الترتيبات والتحضيرات، المتعلقة بتنفيذ التمرين.
ويستمر تمرين الأسد المتأهب 2015 حتى يوم 19 مايو الحالي. ويهدف التمرين إلى تعزيز التعاون والعمل المشترك بينها، وبناء قدراتها وتعزيز جاهزيتها وتمكينها من إدارة مختلف الأزمات والتعامل معها.
وتجري فعاليات التمرين في تسعة ميادين للتدريب التابعة للقوات المسلحة الأردنية وعدد من مدارس ومراكز تدريب صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية، إضافة إلى مشاركة واسعة من الوزارات والأجهزة الأمنية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية المعنية بإدارة الأزمات.
ويشارك في التمرين 10 آلاف جندي من 18 دولة عربية وأجنبية هي السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية ومصر والعراق ولبنان وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وباكستان وأميركا وكندا وبلجيكا وبولندا وأستراليا وقيادة حلف الناتو، بالإضافة إلى الأردن.