واشنطن تحذر من نفاد الوقت للتوصل إلى حل دبلوماسي مع روسيا

كرر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، تحذيراته من أن روسيا قد تشن هجوماً على أوكرانيا هذا الأسبوع قبل انتهاء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في الصين، مؤكداً أن واشنطن ما زالت تأمل في التوصل إلى حلول دبلوماسية.
وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن»، صباح أمس: «لا يمكننا التنبؤ باليوم المحدد للغزو، لكن الطريقة التي عزز بها الروس قواتهم تطرح احتمالاً واضحاً بعمل عسكري كبير في القريب العاجل». وأضاف: «يمكن أن يحدث غزو على شكل عمل عسكري كبير تبدؤه روسيا في أوكرانيا في أي يوم قبل نهاية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين»، التي تنتهي في 20 فبراير (شباط). وشدد: «نحن مستعدون لمواصلة العمل في الدبلوماسية، لكننا مستعدون أيضاً للرد بطريقة موحدة وحاسمة مع حلفائنا وشركائنا في حالة استمرار روسيا في التحرك للأمام، وسندافع عن أراضي الناتو وسنفرض تكلفة على روسيا».
وأشار مستشار الأمن القومي إلى أن روسيا استخدمت في الماضي حملة زائفة كذريعة لتبرير القيام بعمل عسكري. ورأى أن «وسائل الإعلام الروسية تروج الآن لذريعة محتملة، من خلال إثارة احتمال شن هجمات من قبل القوات الأوكرانية على الروس والقوات الموالية لروسيا في منطقة دونباس.
ونفى سوليفان أن الولايات المتحدة تهدف بتحذيراتها إثارة الذعر، ووجه أصابع الاتهام إلى روسيا، مشيراً إلى أنها الدولة الوحيدة التي تثير الذعر بحشد أكثر من 100 ألف جندي على حدود أوكرانيا. وقال: «نحاول إخبار الأوكرانيين بالاستعداد وكذلك التنسيق مع حلفائنا وشركائنا، حتى نتمكن من الدفاع عن أراضي الناتو وردع أي عدوان روسي إضافي إذا تحرك الروس تجاه أوكرانيا. ووجهة نظرنا أننا لن نمنح روسيا فرصة إحداث أي مفاجآت».
وأوضح سوليفان أنه إذا حدث غزو روسي في أوكرانيا، فسيبدأ بـ«وابل كبير من الصواريخ وهجمات بالقنابل، ويعقب ذلك هجوم للقوات البرية الروسية عبر الحدود الأوكرانية»، محذراً من إمكانية وقوع مدنيين أبرياء في مرمي النيران، وكرر نداءه للأميركيين بمغادرة أوكرانيا.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، أمس، إنه لا يستطيع تأكيد تقارير قالت إن روسيا تعتزم غزو أوكرانيا يوم الأربعاء. وقال كيربي خلال مقابلة مع «فوكس نيوز صنداي»: «لست في وضع يسمح لي بتأكيد هذه التقارير». وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن «عملاً عسكرياً كبيراً يمكن أن يحدث في أي يوم الآن».
الطريق الدبلوماسي
من جانبه، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء فيجي على أن «الطريق الدبلوماسي لا يزال مفتوحاً» لإنهاء «الأزمة» بين موسكو وكييف. وقال بلينكن للصحافيين في هاواي إنه أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمتهما الهاتفية بأن الوضع الحالي بين موسكو وكييف يمكن معالجته بالوسائل الدبلوماسية. وأضاف أن الرئيس بايدن أعرب عن مشاعر مماثلة للرئيس بوتين يوم السبت، عندما تحدث الزعيمان لمدة ساعة تقريبا وسط توترات متصاعدة.
وقال بلينكن للصحافيين: «إذا كانت روسيا تريد اتباع مسار دبلوماسي، فينبغي عليها أن تبدأ خطوات لتهدئة التصعيد». وتابع أن لافروف أبلغه بأن روسيا تعمل على ردها على الرد المكتوب للولايات المتحدة الشهر الماضي، الذي تناول مطالب موسكو الأمنية. وأضاف أنه إذا اختارت روسيا «طريق العدوان وغزو أوكرانيا، فإن رد الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا سيكون سريعاً، وسيكون موحداً، وسيكون قاسياً».
- استعدادات البنتاغون
من جانبه، قال المتحدث باسم البنتاغون لشبكة «فوكس نيوز» أمس إن الوقت «يتقلص» عندما يتعلق الأمر بإيجاد حل دبلوماسي للأزمة الروسية - الأوكرانية. وفي ردّه على ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية الأخيرة التي بذلها الحلفاء الأوروبيون يمكنها إيجاد حل للعدوان الروسي، قال كيربي: «عنصر الوقت هنا يبدو أنه يتقلص، وهذا يثير قلقنا جميعاً ولا توجد مؤشرات على سير الأمور في الاتجاه الصحيح أو وجود نية لدى بوتين لخفض التصعيد، ولا يوجد سبب يدعونا للتفاؤل». وأضاف: «لكننا قلنا، وما زلنا نعتقد أنه لا يزال هناك وقت ومساحة لمسار دبلوماسي للمضي قدما، وما زلنا نعتقد أن هناك طريقة لتهدئة التوترات وإيجاد طريقة سلمية للخروج من هذه (الأزمة) حتى يمكن تجنب الحرب في أوكرانيا».
وقد أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مساء السبت بإعادة تمركز 160 جندياً أميركياً من أوكرانيا إلى دول أوروبية أخرى بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي شويغو. وقد حثت دول متعددة، بما في ذلك السويد والدنمارك والولايات المتحدة مواطنيها في أوكرانيا على مغادرة البلاد. وقلصت العديد من الدول موظفي بعثاتهم في كييف وقاموا بإجلاء معظم الدبلوماسيين والموظفين ونصحوا بتجنب السفر إلى أوكرانيا. وقالت أستراليا أمس إنها ستخلي سفارتها في كييف، ودعا رئيس الوزراء سكوت موريسون الصين إلى عدم التزام الصمت حيال هذه الأزمة.
وكان الرئيس شي جينبينغ استضاف نظيره الروسي بوتين في يوم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية هذا الشهر. وأعلن الزعيمان شراكة «بلا حدود» ودعم كل منهما الآخر فيما يتعلق بأزمتي أوكرانيا وتايوان، مع التعهد بتعزيز التعاون في مواجهة الغرب.
- روسيا «لا تخشى العقوبات»
من جانبه، قال فيكتور تاتارينتسيف سفير روسيا لدى السويد لصحيفة «افتونبلاديت» السويدية إن روسيا «لا تأبه بخطر العقوبات الغربية إذا قامت بغزو أوكرانيا»، وأضاف: «نحن لا نهتم بكل عقوباتهم». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الدبلوماسي قوله: «لقد فرض علينا بالفعل الكثير من العقوبات، ومن هذا المنطلق كان لها تأثير إيجابي على اقتصادنا وزراعتنا، والعقوبات الجديدة ضد روسيا ليست بالسوء الذي يجعله الغرب يبدو كذلك».
وأضاف: «أصبحنا أكثر اكتفاءً ذاتياً وتمكنا من زيادة صادراتنا. ليس لدينا أجبان إيطالية أو سويسرية، لكننا تعلمنا صنع أجبان روسية جيدة باستخدام الوصفات الإيطالية والسويسرية». وأصر تاتارينتسيف على أن موسكو كانت تحاول تجنب الحرب. وقال: «هذه هي أخلص أمنية لقيادتنا السياسية، وآخر شيء يريده الناس في روسيا هو الحرب».