البشير يفوز بدورة رئاسية جديدة بنسبة 94 % وحزبه يكتسح البرلمان

أدى الرئيس السوداني عمر البشير «رقصة النصر» أمام الآلاف من مؤيديه وأنصار حزبه، احتفالا بإعلان انتخابه رسميا رئيسا لدورة جديدة مدتها خمسة سنوات يكمل بها سنين حكمه للبلاد إلى 31 عاما.
وقال البشير مخاطبا احتفال نظمه حزبه أمس، إن فوزه أمانة عظيمة وعبء في عنقه وحزبه، وتعهد بالمضي في حمل راية الشهداء، واصفا الانتخابات بأنها «درس سوداني للآخرين خاصة الغربيين».
وشن البشير هجوما عنيفا على من أطلق عليهم المشككين - في إشارة لدول الترويكا والاتحاد الأوروبي التي شككت في نتائج الانتخابات ونزاهتها مسبقا - وقال: «الشعب الذي يمتلك حضارة سبعة آلاف سنة، لم يكن غريبا عليه أن يقدم درسا للذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على السودان»، وأردف: «تاريخنا وديننا وموروثاتنا، تؤكد أننا أفضل منهم مليون مرة».
وأضاف: «السودان قاد أعظم ثورة في تاريخه الحديث باستقلاله من الحكم البريطاني، وهزم المقولة التاريخية بأن بريطانيا لا تغيب عنها الشمس، لكنها غابت هنا في السودان، في زمن لم تكن فيه الوسائل حديثة مثل الآن، وعلَّم الآخرين عظمته».
وشكر الرئيس من انتخبوه ومن شاركوا في الانتخابات ومن قاطعوها، بيد أنه قال: «الشعب السوداني أثبت أنه شعب أصيل، وفوَّت الفرصة على المغرورين والمخدوعين، الذين قالوا إن لديهم مفاجأة سارة».
في إشارة إلى أن عمليات عسكرية ومعارك عنيفة تدور بين الجيش السوداني وحركات مسلحة في إقليم دارفور اليومين الماضيين: «شكرا لهديتكم التي بلغت أكثر من 200 سيارة مسلّحة، سنستخدمها للقضاء على الإرهاب والمتمردين».
وقاطعت قوى المعارضة المدنية والمسلحة الانتخابات التي جرت في البلاد، وتبنت حملة «ارحل»، التي دعت من خلالها المواطنين لمقاطعة الانتخابات، وتقول إن نسب المقترعين أقل بكثير من النسب التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، وتعتبر ضعف الإقبال على الاقتراع هزيمة لحزب الرئيس البشير، وتعهدت بتحويل ما سمته الرفض الشعبي لحكم الرئيس البشير إلى ثورة شعبية تسقطه، ووعدت بمفاجأته بعيد إعلان النتيجة. وأعلنت مفوضية الانتخابات السودانية فوز البشير الذي استولى على الحكم بانقلاب عسكري في يونيو (حزيران) 1989 في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المثيرة للجدل، التي قاطعتها معظم قوى المعارضة الرئيسية بنسبة 94.05 في المائة على منافسيه البالغ عددهم 15 في الانتخابات الرئاسية وأحرز نسبة 94.05 في المائة عن حزبه «المؤتمر الوطني». وقال رئيس مفوضية الانتخابات مختار الأصم في مؤتمر صحافي بالخرطوم أمس، إن البشير نال 5252478 صوتا من جملة الأصوات الصحيحة البالغة 5584863 صوتا، وبذلك يكون قد حصل على أكثر من نصف عدد الأصوات الصحيحة، ما يقطع بفوزه رئيسا منتخبا دون الحاجة لجولة انتخابية ثانية.
وحسب الأصم فإن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 46.6 في المائة، من عدد المسجلين البالغ 13.2 مليون، شارك في الانتخابات منهم 6.1 مليون أدلوا بأصواتهم في 6911 مركزا، و10942 لجنه انتخابية.
وحصل على المركز الثاني بعد البشير مرشح حزب الحقيقة الفيدرالي فضل السيد عيسى شعيب حصل على 79779 صوتا، تلته مرشحة حزب الاتحاد الاشتراكي السوداني فاطمة أحمد عبد المحمود. وفي الانتخابات البرلمانية، اكتسح حزب الرئيس البشير «المؤتمر الوطني» منافسيه وحصل على 323 مقعدا من مجموع 426 مقعدا في المجلس الوطني، فيما حصل مرشحون مستقلون على 25 مقعدا، وحصل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل على 19 مقعدا، وجاء الاتحادي الديمقراطي رابعا بـ15 مقعدا، وحزب الأمة الفيدرالي 7 مقاعد، والقيادة الجماعية 6 مقاعد، ونال كلٌّ من: الإصلاح والتنمية، والتحرير والعدالة القومي 5 مقاعد، والأمة الوطني 3 مقاعد، والأمة المتحد 4 مقاعد، والتحرير والعدالة، والرباط القومي مقعدين، ونال كلٌّ من الحقيقة الفيدرالي، وحركة القوى الشعبية والدستور، والشرق للعدالة والتنمية، واتحاد عام شمال وجنوب الفونج، والحركة الشعبية، مقعدا واحدا، كما اكتسح حزب الرئيس البشير دوائر المرأة ونال 107 مقاعد من أصل 128 مقعدا مخصصة للمرأة في المجلس الوطني.
ووصف الأصم الانتخابات التي جرت بأنها «ملكية سودانية مائة في المائة»، وتمت بأيدي وخبرات وأموال سودانية، وبالنزاهة والشفافية في عمل مفوضيته. وقطع بأن نسبة المشاركة في الانتخابات الصحيحة بلغت 46.4 في المائة، وليس 35 في المائة أو 38 في المائة كما ذكر، تعليقا على تصريحات أدلى بها رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الأفريقي أليسون أبوسانجو بشأن الإقبال حدد فيها نسب الإقبال، والأمين السياسي للحزب الحاكم مصطفى عثمان إسماعيل الذي أرجع ضعف الإقبال إلى عدم تنقيح السجل الانتخابي، وقال: «إن المفوضية لا تملك الحق في أن تشطب من السجل أو تعدل فيه، وهذه مسؤولية الأحزاب السياسية والأفراد الذين يحق لهم أن يطعنوا في من شاءوا أو أن يعدلوا البيانات».
وحسب الأصم فإن مرحلة الطعون في نتائج الانتخابات بدأت منذ أمس، وتستمر لمدة سبعة أيام منذ إعلان النتائج، لتنظرها المحاكم خلال أسبوعين لتعلن النتائج النهائية، في 19 مايو (أيار) المقبل.
وتشرف المفوضية على انتخابات مجلس الولايات، يتكون البرلمان السوداني من غرفتين، حيث المجلس الوطني ومجلس الولايات، ينتخب أعضاء البرلمان منهم، فيما تنتخب المجالس التشريعية من كل ولاية 3 أشخاص لمجلس الولايات، وتجرى في 12 مايو، ولتعلن النتائج النهائية في 19 من مايو قبل أداء الرئيس المنتخب للقسم.