العاهل المغربي يطلق مشروعاً كبيراً لتصنيع اللقاحات المضادة لـ«كورونا»

بينما ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء أول من أمس، حفل إطلاق أشغال إنجاز مصنع لتصنيع اللقاح المضاد لـ«كوفيد – 19» ولقاحات أخرى، وهو «مشروع هيكلي» سيسهم في تأمين السيادة اللقاحية للمملكة ولمجموع القارة الأفريقية، أعلنت الحكومة المغربية إعادة فتح المجال الجوي في وجه الرحلات الجوية من وإلى المملكة المغربية ابتداءً من يوم 7 فبراير (شباط) المقبل.
وجاء في بيان للحكومة، إنه استناداً للمقتضيات القانونية المتعلقة بتدبير حالة الطوارئ الصحية، وتبعاً لتوصيات اللجنة العلمية والتقنية، وأخذاً بعين الاعتبار تطورات الوضعية الوبائية «قررت الحكومة، ابتداءً من 7 فبراير 2022، إعادة فتح المجال الجوي في وجه الرحلات الجوية من وإلى المملكة المغربية».
وأوضح البيان أنه لمواكبة عملية تطبيق هذا القرار، «تقوم لجنة تقنية حالياً بدراسة الإجراءات والتدابير اللازم اتخاذها على مستوى المراكز الحدودية والشروط اللازم توفيرها من طرف المسافرين»، مشيراً إلى أنه سيجري الإعلان عن هذه التدابير لاحقاً.
من جهته، أفاد بيان للديوان الملكي بأن تصنيع اللقاح المضاد لـ«كوفيد – 19»، في وحدة صناعية في منطقة بنسليمان (جنوب الرباط) يأتي في إطار تنفيذ رؤية العاهل المغربي الرامية إلى جعل المملكة «قطباً بيوتكنولوجيا لا محيد عنه على صعيد أفريقيا والعالم»، قادراً على تأمين الاحتياجات الصحية للقارة على المديين القصير والطويل.
‎ويهم مشروع الوحدة الصناعية «إحداث مصنع لتصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد ولقاحات أخرى»، يحتوي على ثلاثة خطوط صناعية تبلغ قدرتها المشتركة للإنتاج 116 مليون وحدة في أفق سنة 2024، وستخصص هذه الخطوط «لإنتاج محاقن معبأة مسبقاً»، وقارورات للسوائل وأخرى مجففة بالتجميد. ويبلغ الاستثمار المرتقب نحو 200 مليون يورو، فيما يرتقب إطلاق إنتاج عبوات تجريبية في 30 يوليو (تموز) 2022.
‎وسيمكن هذا المشروع، الذي «يعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص»، من ضمان الاكتفاء الذاتي للمملكة من اللقاحات وجعل المغرب منصة رائدة للبيوتكنولوجيا على مستوى القارة الأفريقية والعالم في مجال صناعة «التعبئة والتغليف».
وقال بيان الديوان الملكي إن هذه الوحدة الصناعية التي تحمل اسم «سينسيو فارماتيك»، والتي ستعد أكبر منصة من حيث القدرة على تعبئة وتغليف اللقاحات بأفريقيا، ستكون من بين المنصات الخمس الأولى من نوعها بالعالم.
‎ويروم هذا المشروع، على المدى المتوسط (2022 - 2025)، نقل التعبئة المعقمة وتصنيع المواد النشطة لأكثر من 20 لقاحاً ومنتوجاً للعلاجات الحيوية، من ضمنها 3 لقاحات مضادة لـ«كوفيد – 19» في أقل من 3 سنوات بالمغرب، لتغطية أكثر من 70 في المائة من احتياجات المملكة وأكثر من 60 في المائة من احتياجات القارة الأفريقية. كما يطمح المشروع، على المدى الطويل (2023 - 2030)، إلى إحداث «قطب أفريقي للابتكار البيوصيدلاني واللقاحي بالمغرب معترف به عالمياً»، وذلك في إطار شراكة بين الفاعلين الدوليين الأساسيين في مجالات البحث وتطوير التكنولوجيات المتطورة في اللقاحات والمنتوجات البيو - علاجية.
وحسب البيان ذاته، فقد تمكنت المملكة «بفضل تسخير خطوط التعبئة المعقمة المتوفرة محلياً بالمغرب»، وكذا نقل التعبئة في قارورات داخل الغرف البيضاء بلقاح «سينوفارم» المضاد لـ«كوفيد – 19» نحو المغرب، من إنتاج أكثر من 3 ملايين جرعة محلياً في الشهر.
على صعيد ذي صلة بموضوع إعادة فتح الحدود الجوية، أعلنت شركة الخطوط الملكية المغربية أمس، استئناف رحلاتها الجوية الدولية المنتظمة ابتداءً من 7 فبراير المقبل. وأفادت، في بيان لها، أنها ستعمل «على استئناف رحلاتها المنتظمة التي ستضم جميع وجهات شبكتها الدولية». حيث سيشمل برنامجها رحلات مباشرة ستربط المغرب بأكثر من خمسين وجهة بكل من أوروبا وأفريقيا وأميركا والشرق الأوسط وآسيا.
وأفادت بأنه حرصا منها على مواكبة زبائنها خلال استئناف الرحلات الدولية، ستعزز الخطوط الملكية المغربية برنامج رحلاتها عبر الرفع التدريجي من تردد الرحلات وعدد الوجهات. وأعلنت الشركة أنها أطلقت عملية تسويق الرحلات مباشرة على بوابتها الإلكترونية ومراكز النداء التابعة لها ووكالاتها التجارية، إضافة إلى شبكة وكالات الأسفار.
وستستمر الشركة الوطنية في برمجة وتأمين الرحلات الجوية الاستثنائية، خلال الفترة الممتدة من 28 يناير (كانون الثاني) إلى 6 فبراير، نحو الوجهات التالية: باريس وبروكسل وميلانو ومدريد وبرشلونة. على أن تطلق برنامج رحلاتها المنتظمة الذي يشمل مجمل شبكتها الدولية انطلاقاً من الاثنين 7 فبراير.