دراسة تحدد 4 عوامل تزيد احتمالات الإصابة بـ«كورونا طويل الأمد»

حددت دراسة جديدة 4 عوامل قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم للمعاناة من أعراض جسدية أو عصبية أو معرفية طويلة الأمد بعد أشهر من التعافي من فيروس «كورونا».
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقد تابع فريق الدراسة أكثر من 200 مريض لمدة بين شهرين و3 أشهر بعد تشخيصهم بـ«كورونا».
وقال الباحثون إن 37 في المائة من المرضى أبلغوا عن 3 أعراض أو أكثر من أعراض «كورونا» طويلة الأمد، فيما أبلغ 24 في المائة منهم عن عرض واحد أو عرضين، ولم يبلغ 39 في المائة عن أي أعراض.
وأشار الباحثون إلى أنه، من بين المرضى الذين أبلغوا عن 3 أعراض أو أكثر، كان لدى 95 في المائة واحد أو أكثر من 4 عوامل بيولوجية قالوا إنها تزيد احتمالات الإصابة بـ«كورونا طويل الأمد».
وقال الباحثون إن العامل الأول هو مستوى الحمض النووي الريبي لفيروس «كورونا» في الدم في وقت مبكر من الإصابة بالعدوى، وهو مؤشر على الحمل الفيروسي بالجسم.
أما العامل الثاني فهو وجود بعض الأجسام المضادة الذاتية؛ الأجسام المضادة التي تهاجم عن طريق الخطأ أنسجة وأعضاء الجسم السليمة، كما يحدث مع بعض الأمراض مثل الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي.
وبالنسبة للعامل الثالث، فهو عودة نشاط فيروس «إبشتاين - بار» بالجسم، وهو أحد أنواع فيروسات الهربس الشائعة التي تصيب معظم الناس، غالباً عندما يكونون صغاراً، ولكنها لا تُكتشف في كثير من الحالات وتكون في حالة سبات. إلا إن هذا الفيروس يجري تنشيطه من جديد لدى بعض الأشخاص عند إصابتهم بـ«كورونا»؛ الأمر الذي يجعلهم يعانون من أعراض طويلة الأمد تستمر معهم لأشهر عدة بعد التعافي.
أما العامل الأخير، فهو الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، رغم أن الباحثين وخبراء آخرين قالوا إنه في الدراسات التي شملت أعداداً أكبر من المرضى، قد يتضح أن مرض السكري هو واحد فقط من العديد من الحالات الطبية التي تزيد من خطر الإصابة بـ«كورونا طويل الأمد».
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور جيم هيث، رئيس «معهد بيولوجيا الأنظمة»، وهو منظمة غير ربحية للبحوث الطبية الحيوية في سياتل: «أعتقد أن هذه الدراسة تشدد على أهمية إجراء اختبارات دقيقة للكشف عن هذه العوامل في وقت مبكر من مسار المرض للمساهمة بشكل أفضل في علاج المرضى الأكثر عرضة للإصابة بـ(كورونا طويل الأمد)».
وأضاف هيث: «لقد أجرينا هذه الدراسة لأننا نعلم أن كثيراً من مرضى (كورونا طويل الأمد) حين يذهبون إلى الأطباء ويخبرونهم بأنهم يشعرون بتعب مستمر، يخبرهم أولئك الأطباء فقط بالحصول على مزيد من النوم. هذا الأمر ليس مفيداً لهم في كثير من الأحيان. لذلك أردنا في الواقع أن نتوصل للأسباب الدقيقة لمعاناة أولئك المرضى، والتصدي لها بأفضل صورة ممكنة».
من جهته، قال الدكتور ستيفن ديكس، أستاذ الطب بجامعة كاليفورنيا، والذي لم يشارك في الدراسة: «هذه الدراسة هي أول محاولة قوية حقيقية للتنبؤ ببعض الآليات البيولوجية التي تؤدي للإصابة بفيروس (كورونا طويل الأمد). إذا جرى التأكد من هذه العوامل، فإنه يمكننا بصفتنا أطباء، في الواقع، تصميم علاجات خصيصاً لأولئك الأشخاص».
إلا أن ديكس حذر هو وخبراء آخرون، جنباً إلى جنب مع مؤلفي الدراسة أنفسهم، بأن النتائج كانت أولية وتحتاج إلى مزيد من البحث للتحقق منها.
ونُشرت الدراسة في مجلة «Cell» العلمية أمس (الثلاثاء).