مصر تتسلح بسجلها التاريخي أمام كوت ديفوار... ومالي للتقدم على حساب غينيا الاستوائية

تدخل مصر مواجهة كوت ديفوار في الدور ثمن النهائي لكأس أمم أفريقيا المقامة في الكاميرون اليوم، متسلحة بسجلها المميز أمام «الفيلة» في البطولة القارية في لقاء هو الرابع عشر بينهما والأول منذ 14 عاماً، بينما تتطلع مالي لمواصلة تقدمها على حساب غينيا الاستوائية.
وكان المنتخب السنغالي قد اقتنص بطاقة ربع النهائي إثر فوزه بصعوبته على كاب فيردي المنقوص من لاعبين 2 - صفر أمس.
وتلقى منتخب كاب فيردي ضربة مبكرة بطرد لاعبه باتريك أندرادي في الدقيقة 21، ثم تعرض حارس مرماه جوزيه فوزينيا للطرد أيضاً في الدقيقة 57 ليستغل الفريق السنغالي الموقف ويحرز هدفين الأول عن طريق ساديو ماني بتسديدة متقنة إثر ركلة ركنية في الدقيقة 63، ثم البديل بامبا ديانغ في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع ومن انفراد تام بالمرمى.
لكن الأهم تحقق بالنسبة للسنغاليين، وهو بلوغ ربع النهائي حيث سيتواجهون مع الفائز من مباراة الأربعاء بين مالي وغينيا الاستوائية. ولم تكن فرحة التأهل كاملة، إذ اضطر ماني لترك أرضية الملعب بعدما سقط أرضاً ممسكاً برأسه إثر كرة مشتركة، في ضربة قد تكون مكلفة لفريق المدرب أليو سيسيه في حال لم يكن حاضراً للقاء ربع النهائي.
في مدينة دوالا يدرك «الفراعنة» جيداً أن المهمة لن تكون سهلة أبداً أمام كوت ديفوار وهجومها القوي، لا سيما أنهم لم يقدموا المستويات المرجوة رغم بلوغهم الأدوار الإقصائية.
وتعود المواجهة الأخيرة بين المنتخبين في البطولة القارية إلى نصف نهائي العام 2008 الذي حسمته مصر لصالحها بنتيجة كبيرة (4 - 1) في طريقها إلى لقبها السادس على حساب الكاميرون في غانا.
التقى المنتخبان 10 مرات في النهائيات القارية، كان الفوز من نصيب مصر في سبع مناسبات مقابل خسارة واحدة تعود لدور المجموعات في 1990 وتعادلين حسمتهما مصر لصالحها بركلات الترجيح، في دور الثمانية عام 1998 عندما حققت اللقب الرابع ونهائي العام 2006 عندما أحرزت الخامس.
ويبدو أن التفوق على كوت ديفوار يجلب الحظ دائماً لمنتخب مصر، فمن أصل ألقابها السبعة القياسية في البطولة، آخرها في 2010، حققت مصر أربعة منها (1986.1998.2006 و2008) بعدما تفوقت على كوت ديفوار في إحدى المراحل.
وبينما تضع الجماهير المصرية آمالا كبيرة على محمد صلاح، نجم فريق ليفربول وهداف الدوري الإنجليزي الممتاز حاليا (16 هدفا)، فإن منتخب كوت ديفوار يمتلك كتيبة مدججة بالنجوم المحترفين في مختلف المراكز وفي العديد من الأندية الأوروبية المرموقة.
ويأتي سيباستيان هلر، نجم أياكس أمستردام الهولندي، الذي يتصدر حاليا ترتيب هدافي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، في مقدمة الكتيبة الإيفوارية التي تضم أيضا فرنك كيسي، لاعب وسط ميلان الإيطالي، ونيكولاس بيبي ولويس زاها مهاجمي آرسنال وكريستال بالاس الإنجليزيين على الترتيب، وهو ما يعكس صعوبة المواجهة.
ويأمل الفريق الإيفواري بقيادة المدرب الفرنسي باتريس بوميل، وضع حد لتلك الهيمنة المصرية والخروج بفوز أول عليهم منذ 32 عاماً في البطولة القارية.
وكان المنتخب الواقع في غرب القارة تصدر مجموعته الخامسة بعد فوز افتتاحي على غينيا الاستوائية بهدف رائع من ماكس - ألان غراديل وتعادل مفاجئ مع سيراليون 2 - 2، قبل أن يقصي الجزائر حاملة اللقب التي كانت بحاجة إلى النقاط الثلاث في الجولة الأخيرة بفوزه عليها 3 - 1.
أما مصر، فبلغت الأدوار الاقصائية بعد حلولها وصيفة في المجموعة الرابعة خلف نيجيريا التي خرجت من ثمن النهائي الأحد على يد تونس، بانتصارين صعبين 1 - صفر على غينيا بيساو بهدف محمد صلاح وعلى السودان بهدف محمد عبد المنعم، بعد سقوطها افتتاحيا بالنتيجة ذاتها أمام «النسور الممتازة».
ولم تظهر مصر قوتها الهجومية بقيادة صلاح مكتفية بهدفين في دور المجموعات، فيما اهتزت شباكها مرة.
وسيصطدم منتخب مصر بقيادة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش برغبة جامحة لكوت ديفوار المتوجة مرتين، عامي 1992 و2015، بالفوز باللقب الثالث لتعوض إخفاق التأهل للمرحلة النهائية من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر نهاية العام الحالي.
ورأى الدولي العاجي السابق يايا توريه الذي توج مع منتخب بلاده باللقب القاري في 2015 في حديث مع قناة محلية أن «المباراة ضد مصر ستكون صعبة للغاية. وعلى كوت ديفوار مواصلة العمل. أنا سعيد جداً بما حققوه حتى الآن».
وبعد دراما فيروس «كورونا» التي لاحقت العديد من المنتخبات، أعلن المنتخب المصري أمس أن فحوصات بعثته جاءت جميعها سلبية، وشارك كل اللاعبين في التمارين الجماعية باستثناء مدافعه محمود حمدي «الونش» الذي تدرب منفرداً بعد أن أصيب ضد غينيا الاستوائية في المباراة الثانية وحل مكانه عبد المنعم في الثالثة مسجلا هدف الفوز.
كما عاد الظهير الأيسر أحمد فتوح للتدريبات الجماعية، بعد تعافيه من إصابة عضلية تعرض لها في الخسارة الافتتاحية أمام نيجيريا أجبرته على الغياب عن المباراتين التاليتين.
وعلق كولو، شقيق يايا توريه، الذي شاركه التتويج منذ سبعة أعوام ولعبا سوياً مع مانشستر سيتي الإنجليزي على المباراة قائلا: «من أجل الفوز، عليك أن تقاتل وأن تكون جيداً من الناحية التكتيكية... لطالما تميز المنتخب المصري بوجود لاعبين مميزين ومدرب جيد. لقد تطوروا وباتوا يتمتعون بحالة ذهنية جميلة وهذا ما يميزهم أكثر».
وأضاف «صلاح هو أخطر لاعب في المنتخب المصري طبعاً. لكن هناك أيضاً محمود حسن تريزيغيه، هو لاعب خطير وعلى كوت ديفوار أن تكون حذرة منه. المباراة ستكون صعبة للغاية».
وفي مدينة ليمبي، تلتقي مالي، وصيفة 1972، مع غينيا الاستوائية التي تبقى أفضل نتيجة لها المركز الرابع عام 2015.
وكانت مالي تأهلت في صدارة المجموعة السادسة بفوزين على تونس وموريتانيا وتعادل مع غامبيا، فيما حلت غينيا الاستوائية وصيفة في الخامسة بعد خسارة افتتاحية أمام كوت ديفوار قبل فوز صادم على الجزائر وآخر على سيراليون.
وما زال المنتخب المالي يبحث عن لقبه القاري الأول في تاريخه، علما بأنه حصد المركز الثالث في نسخة عام 2013 بجنوب أفريقيا، والمركز الثاني في نسخة المسابقة التي جرت بالكاميرون أيضا قبل 50 عاما.
فى المقابل يطمح منتخب غينيا الاستوائية للظهور في ربع النهائي للمرة الثالثة في تاريخه، بعد مشاركتيه السابقتين عامي 2012 و2015.
ورغم خوض مالي البطولة دون نجمه المخضرم موسى ماريجا، مهاجم فريق الهلال السعودي، الذي قرر اعتزال اللعب الدولي بعد النسخة الماضية التي جرت بمصر عام 2019 لكن المنتخب قدم مسيرة لا بأس بها خلال مرحلة المجموعات على حساب منافسين أقوياء.
وستكون هذه هي المباراة الأولى التي تجمع بين المنتخبين بكأس أفريقيا، غير أنهما سبق أن التقيا في مباراتين بالتصفيات عام 2017، حيث فاز منتخب مالي 1 - صفر في المباراتين.