النظام السوري يشكك برواية «قسد» حول سجن الحسكة

شكك محافظ الحسكة التابع للنظام السوري في أسباب التصعيد الحاصل في سجن الصناعة، محملاً قوات التحالف و«قسد» المسؤولية عن الأمر، مرجحاً وجود سيناريوهات أميركية يجري التخطيط لها، «لتفريغ المناطق القريبة من القاعدة الأميركية، من السكان».
وفي تصريح لجريدة «الوطن» المحلية، قال اللواء غسان حليم خليل إن ألف أسرة نزحت في اليوم الأول من الاشتباكات من مناطق سيطرة «قسد» إلى مناطق النظام، وأكثر من ألفي أسرة نزحت في اليوم الثاني، وإن ألفي أسرة نزحت نحو الأقارب في أحياء خارج مناطق سيطرة النظام.
وحسب اللواء خليل، ازدادت أعداد النازحين منذ صباح الجمعة بشكل كبير، بعد إبلاغ «قسد» للأهالي وعبر مكبرات الصوت، بترك بيوتهم في أحياء النشوة وغويران والزهور، وكل المنطقة المحيطة بسجن الصناعة. ووصف ما يجري بـ«عملية تهجير ممنهجة»، لافتاً إلى أن «سجن الثانوية الصناعية، يضم نحو 5 آلاف سجين هم من أخطر مجرمي داعش، وهؤلاء من قياديي التنظيم وأغلبهم من الجنسية غير السورية». وأضاف خليل مشككاً برواية «قسد» حول أسباب اندلاع الاشتباكات، بأن «السجن عليه حراسة يفترض أنها معززة».
وتابع مقدماً رواية النظام لتفاصيل ما حدث يوم الخميس، لدى دخول انغماسيين المنطقة، «بسيارتين إحداهما تم تفجيرها عند مدخل (سادكوب)، القريب من موقع السجن، ما أدى لاشتعال عدة خزانات من الوقود وحصول عدد من التفجيرات. وفي الوقت نفسه، دخل انغماسي آخر على دراجة نارية إلى مدخل السجن حيث جرى تفجيره، الأمر الذي تسبب بوقوع قتلى ومصابين. وفرار الدواعش من السجن الذين انتشروا في المباني المحيطة بأحياء الزهور والنشوة وغويران، متخذين من المدنيين دروعاً بشرية، وعمدوا على ارتكاب جرائم قتل وسيطروا على هذه المواقع».
وأكد محافظ الحسكة أن أعداد الدواعش الذين فروا من السجن «غير معروفة حتى اللحظة». وتابع أن «قسد» استقدمت تعزيزات لتطويق المنطقة، وعمد الطيران الحربي والمروحي والمسير الأميركي، على التحليق المكثف وقصف مباني المدنيين وتدمير عدد من مباني ومؤسسات الدولة بذريعة وجود «داعش». وشكك خليل في «تساهل قسد» بضبط أمن سجن الصناعة «الذي يضم أخطر مجرمي داعش»، متسائلاً عن كيفية التواصل بين عناصر «داعش» داخل السجن والانغماسيين الذين نفذوا عملية التفجير، واقتحام السجن من الخارج، مؤكداً أن سير الأمور في المرحلة المقبلة، سيكشف حقيقة ما جرى، وأن «كل الاحتمالات مفتوحة»، على حد تعبيره.
وكشف خليل عن اتخاذ سلطات النظام في مناطق سيطرتها في الحسكة «إجراءات كافية» لمنع تسلل عناصر «داعش» إليها. وذلك عبر «التشديد في عمليات التفتيش على المعابر، وتعزيز الحراسات وسط المدينة، واتخاذ إجراءات خاصة خشية محاولة الإرهابيين التسلل بالزي النسائي». ورأى أنه من غير المعروف حتى الآن إلى أين ستذهب الأمور، لا سيما أن سجن الصناعة لا يزال خارج سيطرة «قسد»، وقال: «الأمور قابلة لكل شيء ونحن جاهزون».
وأعلنت وكالة أعماق الناطقة باسم «داعش»، أمس، أن 800 سجين هربوا من السجن، وتم توزيعهم على ثلاثة محاور بعد سيطرتهم على مخازن الأسلحة، وأن المحاور الثلاثة داخل السجن وفي محيطه وداخل أحياء مدينة الحسكة. كما كشفت الوكالة أن عدد الذين سقطوا في الاشتباكات من «قسد» خلال اليومين الماضيين، 200 عنصر، بينهم مدير السجن وعدد من قادة الحزب. وحسب أرقام «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أدت الاشتباكات إلى مقتل ما يزيد على 120 شخصاً حتى نهار أمس، بينهم مدنيون، منذ بدء الهجوم الذي شنه تنظيم «داعش»، ليل الخميس، على سجن الصناعة بهدف تحرير معتقليه لدى «قسد».