أرخص ومن دون براءة اختراع... لقاح جديد ينعش الآمال لمحاربة «كوفيد 19»

في ظل تفشي المتحور «أوميكرون» في عدد من بلدان العالم، يعمل علماء من ولاية تكساس الأميركية على تطوير لقاح جديد من شأنه أن يجعل الإنتاج والتوزيع أرخص وأكثر سهولة في البلدان الأكثر تضرراً من الوباء.
ويقود فريق العلماء بيتر هوتيز، وهو أستاذ طب الأطفال وعلم الفيروسات الجزيئي في «كلية بايلور للطب»، وماريا بوتازي من «مركز مستشفى تكساس للأطفال لتطوير اللقاحات» في «كلية بايلور للطب»، وقد طوروا نماذج أولية للقاح لمرضي «سارس» و«ميرس» عام 2011.
ويعمل العلماء على لقاح جديد، يسمى «كوربيفاكس»، وعدّوه «لقاح كوفيد-19 للعالم»، وأنه بمنزلة خطوة فارقة نحو تحقيق العدالة العالمية في توزيع اللقاحات، حسبما أفادت به صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وحصل لقاح «كوربيفاكس» على موافقة «هيئة الرقابة الهندية على الأدوية» لإنتاجه من قبل شركة «بيولوجيكال إي» الهندية، وقد طلبت الحكومة المركزية في الهند 300 مليون جرعة من هذا اللقاح، كما تعتزم شركة «بيولوجيكال إي» إنتاج 100 مليون جرعة أو أكثر شهرياً، بدءاً من شهر فبراير (شباط) المقبل.
وتقول بوتازي: «يمكن لأي شخص قادر على صنع لقاحات التهاب الكبد (ب) أو لديه القدرة على إنتاج بروتين ميكروبي مثل البكتيريا أو الخميرة، أن يكرر ما نقوم به لتصنيع هذا اللقاح».
رغم أن أكثر من 60 لقاحاً آخر قيد التطوير باستخدام التكنولوجيا نفسها، فإن بوتازي تعبر عن أن لقاحهم فريد من نوعه؛ لأنهم لا يعتزمون تسجيل براءة اختراعه، مما يسمح باستخدامه لأي شخص لديه القدرة على إعادة إنتاجه.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن «حروب براءات الاختراع» قد اشتعلت مؤخراً؛ إذ إن هناك نزاعاً بين «موديرنا» و«المعاهد الوطنية للصحة» في الولايات المتحدة حول من يجب أن يحصل على الفضل في الاكتشافات المحددة التي أدت إلى لقاح «كوفيد19» الذي سُلّم إلى أكثر من 73 مليون أميركي، وإذا تبين أن شركة «موديرنا» قد انتهكت براءة اختراع الحكومة الفيدرالية في البلاد، فقد تضطر إلى دفع أكثر من مليار دولار.
ويسعى القائمون على لقاح «كوربيفاكس» أن يكون متاحاً للجميع، فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، قامت البلدان منخفضة الدخل، والتي لديها عدد قليل من مراكز أبحاث وإنتاج اللقاحات، بتلقيح واحد فقط من كل 9 أشخاص. وقامت الولايات المتحدة بتلقيح 67 في المائة من السكان بشكل كامل وقدمت جرعة ثالثة من اللقاح لأكثر من الثلث.
ولم يجرِ إصدار بيانات التجارب السريرية لـ«كوربيفاكس» بعد بسبب قيود الموارد، لكن الأطباء في «مستشفى الأطفال في تكساس» ذكروا أن اللقاح كان فعالاً بنسبة تزيد على 90 في المائة ضد سلالة «كوفيد19» الأصلية، وأكثر من 80 في المائة ضد متغير «دلتا»، كما يجري حالياً اختبار فاعلية اللقاح ضد متغير «أوميكرون».
يتميز «كوربيفاكس» بأنه مناسب جداً للاستخدام في الأماكن التي تفتقر إلى الموارد، كما أنه آمن وفعال ويمكن إنتاجه محلياً بكميات كبيرة، كما أنه سهل التخزين وغير مكلف؛ إذ إنه لا يتطلب تخزينه سوى التبريد القياسي، على عكس لقاح «فايزر»، الذي يتطلب تخزيناً شديد البرودة أثناء النقل.
ووفقاً لبوتازي، فإن المنظمات الحكومية تجاهلت تمويل أبحاث تطوير لقاح «كوربيفاكس»، ولجأ الفريق البحثي إلى المنظمات الخيرية للانتهاء من الأبحاث الأساسية حول اللقاح.
وعبرت الباحثة عن أن سبب عدم حصولها هي وفريقها على براءة اختراع للقاح هو «الفلسفة الإنسانية المشتركة» لفريقها للمشاركة في تعاون المجتمع العلمي لإنتاج اللقاح، وأردفت: «نريد أن نفعل الخير في العالم. كان هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، وهذا ما كان علينا القيام به من الناحية الأخلاقية. لم نفكر حتى في: (كيف يمكننا الاستفادة من هذا؟)، فأولويتنا هي إمكانية المساعدة منذ البداية في العديد من الأماكن حول العالم دون التفكير (في توفير اللقاح)».
ويأمل الفريق البحثي للقاح «كوربيفاكس» عقد شراكة خلال العام المقبل مع منظمة الصحة العالمية وغيرها من هيئات الأمم المتحدة، لتطعيم العالم كله، وتحقيق العدالة في توزيع اللقاحات، ووضع حد للتردد في تلقي اللقاحات ورفضها على مستوى العالم.