باريس: الاستئناف في اعتداءات «شارلي إيبدو» في خريف 2022

من المقرّر أن تجري محاكمة الاستئناف في باريس في اعتداءات يناير (كانون الثاني) 2015 على مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة ومتجر يهودي، بين 12 سبتمبر (أيلول) و21 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، حسبما قال مصدر قضائي أول من أمس. واستأنف شخصان فقط من أصل 11 أدينوا من قِبل محكمة الجنايات الخاصة في ديسمبر (كانون الأول) 2020، وستُعاد محاكمتهم في باريس. وطلب الادعاء إنزال أشد العقوبات في متهمين يعتقد أنهما «شريكان» في الاعتداءات وهما محمد بلحسين الذي حوكم غيابياً بعد رحيله إلى سوريا، وعلي رضا بولات الذي وصف بأنه «محور» الأعمال التحضيرية.
وحكم على رضا بولات بالسجن 30 عاماً بعد إدانته بتهمة «التواطؤ» في الجرائم الإرهابية التي ارتكبها الشقيقان سعيد وشريف كواشي وأميدي كوليبالي، والتي خلّفت 17 قتيلاً. كذلك، استأنف الحكم عمار رمضاني المحكوم عليه بالسجن 20 عاماً بعد إدانته بتهمة الانتماء إلى عصابة للجرائم الإرهابية. وقبل صدور الحكم كتب رئيس تحرير «شارلي إيبدو» في مقال «عند صدور الحكم ستغلق أخيراً دوامة العنف التي فتحت قبل ست سنوات تقريباً في مقار (شارلي إيبدو)». وأضاف «أقله على المستوى الجنائي؛ لأن آثار هذه الاعتداءات لن تمحى أبداً من الناحية الإنسانية، تماماً كما شهادات الضحايا الذين أتوا لتقديم إفاداتهم». وحُكم على حياة بومدين رفيقة كوليبالي بالعقوبة نفسها من دون إمكانية الإفراج عنها قبل أن تمضي ثلثي العقوبة؛ لدورها في التحضير للاعتداءين. ويُعتقد بأن حياة على قيد الحياة وهاربة بعد إصدار مذكرة اعتقال دولية بحقها في سوريا، حيث انضمت إلى تنظيم «داعش».
والعقوبة الأشد، وهي السجن مدى الحياة، صدرت في حق محمد بلحسين الذي حوكم غيابياً ويعتقد أنه توفي في سوريا. وكان الادّعاء قد شكّل «استئنافاً عرضياً» أمام المُدانيْن لإعطاء محكمة الجنايات إمكانية تشديد الأحكام الصادرة في الدرجة الأولى. وكان الادّعاء قد طلب الحكم بالسجن مدى الحياة على علي رضا بولات وهو المتّهم الوحيد بين المتهمين الـ11 الآخرين الذي مثُل أمام محكمة الجنايات الخاصة بتهمة «التواطؤ». وطُلب الحكم بالسجن 17 عاماً على عمار رمضاني. ولم يستأنف الأشخاص التسعة الآخرون الذين أُدينوا لدورهم في الاعتداءات الحكم الصادر في حقهم. لذلك؛ فإن أحكامهم التي تتراوح بين أربع سنوات و18 عاماً، تُعدّ نهائية».