أسعار النفط تتحرك بحذر في انتظار اجتماع «أوبك بلس»

تحركت أسعار النفط بشكل متقلب وحذر خلال جلسة أمس الاثنين، فبعد ارتفاع الأسعار في بداية أول تداولات العام الجديد، تراجعت الأسعار خلال منتصف اليوم، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى اجتماع «أوبك بلس» المقرر عقده اليوم الثلاثاء.
وانخفض النفط إلى ما دون 78 دولارا للبرميل، حتى الساعة 15:04 بتوقيت غرينيتش، فيما يستمر القلق من تأثير تصاعد الإصابات بفيروس «كورونا» على الطلب، رغم الآمال في حدوث تعاف إضافي خلال 2022.
وتسببت السلالة أوميكرون المتحورة من فيروس «كورونا» في تسجيل أعداد قياسية من الإصابات وتقليص الاحتفالات بالعام الجديد في أنحاء العالم، وأُلغي ما يزيد على أربعة آلاف رحلة يوم الأحد.
واكتسب النفط بعض الدعم في بداية جلسة أمس بسبب تقليص الإنتاج في ليبيا، إذ قالت شركة النفط الحكومية في ليبيا يوم السبت إن إنتاج البلاد من النفط سينخفض 200 ألف برميل يوميا لمدة أسبوع بسبب صيانة خط أنابيب رئيسي بين حقلي سماح والظهرة.
وعن توقعات اجتماع اليوم، نقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة مصادر في منظمة «أوبك»، قولهم إن من المتوقع أن يفضي اجتماع مجموعة «أوبك بلس» اليوم الثلاثاء عن تأكيدها الالتزام بخططها لزيادة الإنتاج في فبراير (شباط) في ظل توقعها بأن يكون للمتحور أوميكرون من فيروس «كورونا» تأثير طفيف وقصير الأجل على الطلب.
وتعكف مجموعة «أوبك بلس»، المؤلفة من أعضاء منظمة «أوبك» وحلفائها بقيادة روسيا، بشكل تدريجي على تقليص تخفيضات الإنتاج القياسية التي جرى التوافق عليها في عام 2020 لمواجهة تهاوي الطلب بفعل الجائحة.
وتماشيا مع الخطط الحالية، تعمل المجموعة على زيادة الإنتاج المستهدف لشهر فبراير بمقدار 400 ألف برميل يوميا كما فعلت على نحو شهري منذ منتصف عام 2021.
وفيما يخص آراء اللجنة الفنية المشتركة لمجموعة «أوبك بلس»، التي اجتمعت أمس الاثنين لمناقشة مؤشرات السوق الأساسية. فوفقا للمخطط الافتراضي الأساسي لتقرير اللجنة، ستظل مخزونات النفط التجارية لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عام 2022 أقل من متوسط المخزونات بين عامي 2015 و2019 في الأرباع الثلاثة الأولى قبل أن ترتفع فوق هذا المتوسط بمقدار 24 مليون برميل في الربع الرابع.
وفي تقرير فني اطلعت عليه «رويترز» يوم الأحد، قللت المجموعة من تأثير المتحور أوميكرون على سوق النفط.
وقال تقرير اللجنة الفنية المشتركة لمجموعة «أوبك بلس» «من المتوقع أن يكون تأثير المتحور أوميكرون الجديد خفيفا وقصير المدى مع تحسن القدرة عالميا على التصدي لـ(كوفيد - 19) والتحديات المرتبطة به». وتابع «هذا بالإضافة إلى التوقعات الاقتصادية القوية في كل من الاقتصادات المتقدمة والناشئة».
وبينما سعت المجموعة إلى رفع سقف أهدافها، لم يزد الإنتاج بنفس الوتيرة، حيث واجهت بعض الأعضاء مصاعب في رفع مستوى قدراتها الإنتاجية.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الشهر الماضي إن الدول المنتجة في «أوبك بلس» لم تحقق أهدافها الإنتاجية بمقدار 650 ألف برميل يوميا في نوفمبر (تشرين الثاني) و730 ألف برميل يوميا في أكتوبر (تشرين الأول).
في الأثناء، صوتت منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» أمس على تعيين المرشح الكويتي هيثم الغيص أمينا عاما جديدا للمنظمة.
ورحب الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، بتعيين أمين عام جديد لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، اعتبارا من الأول من أغسطس (آب) المقبل. وقال: «أود أن أتقدم بخالص التهاني إلى معالي هيثم الغيص على تعيينه بالتزكية كأمين عام جديد لمنظمة أوبك».
ويحل الأمين العام الجديد محل المنتهية ولايته النيجيري محمد باركيندو، في نهاية يوليو (تموز) المقبل، بعد انتهاء مدته الثانية التي استمرت 3 سنوات. وكان هيثم الغيص، محافظ الكويت السابق لدى المنظمة، هو المرشح الوحيد لهذا المنصب.
وكانت مصادر ذكرت في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن العراق تراجع عن خططه للتقدم بمرشح لمنصب أمين عام المنظمة. ولا يتولى أمناء المنظمة وضع سياسة إنتاج المنظمة، إلا أنهم يعملون كوسطاء للتقريب بين الدول الأعضاء التي عادة ما تكون مختلفة في اتجاهاتها.
وكان الغيص محافظ دولة الكويت لدى المنظمة منذ عام 2017 وترأس اللجنة الفنية المشتركة بين «أوبك» والدول من خارجها وهي اللجنة المسؤولة عن مراقبة الإنتاج ودراسة أوضاع أسواق النفط حسب اتفاق خفض الإنتاج الموقع بين الدول المساهمة في اتفاق «أوبك بلس».وترأس الغيص لجنة التدقيق الداخلي بالمنظمة، ولديه إسهامات متنوعة داخل المنظمة كذلك على مستوى مجلس محافظي المنظمة ومختلف اللجان والأعمال الخاصة والتعاون مع الدول من خارج «أوبك».
ويتمتع الغيص بخبرة واسعة تمتد عبر نحو 30 عاما في مجال الأسواق النفطية العالمية والصناعة النفطية وله حضور واسع ومشاركات في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية النفطية.
وقد تدرج في قطاع التسويق العالمي بمؤسسة البترول الكويتية بمختلف إدارات المبيعات، وترأس مكاتب المؤسسة الإقليمية في بكين ولندن، وكان يشغل منصب مدير إدارة البحوث في مؤسسة البترول الكويتية ومنصب نائب العضو المنتدب للتسويق العالمي.
وشارك الغيص في العديد من الدراسات المتخصصة للأسواق العالمية بمختلف أنواعها كما يحظى بتأييد واسع وعلاقات متأصلة مع ممثلي جميع الدول الأعضاء داخل منظمة «أوبك» وكذلك مع الدول المنتجة للنفط من خارجها.