التشهير العلني بمخالفي قواعد «كورونا» المفترضين يثير انتقادات بالصين

عرض عناصر من شرطة مكافحة الشغب المسلحين في جنوب الصين أربعة منتهكين مفترضين لقواعد الحد من انتشار «كوفيد» في الشوارع، حسبما أعلنت وسائل إعلام حكومية، ما أثار انتقادات لنهج الحكومة المتشدد في محاربة الوباء.
حظرت الصين إجراءات التشهير العلني بالمتهمين الجنائيين عام 2010 بعد جهود استمرت عشرات السنوات لمدافعين عن حقوق الإنسان. لكن هذه الممارسة عاودت الظهور في وقت تجهد الحكومات المحلية لتطبيق سياسة «صفر - كوفيد» الوطنية.
وعُرض أربعة مشتبه بهم وهم يرتدون ملابس واقية ويضعون كمامات، حاملين لافتات تظهر صورهم وأسماءهم، أمس الثلاثاء أمام حشد كبير من الناس في مدينة جينغشي بإقليم غوانغشي، حسبما ذكر موقع غوانغشي نيوز الحكومي للأنباء.
 https://twitter.com/disclosetv/status/1476151903159558148
وأظهرت صور من الواقعة المتهمين وقد أمسك بكل منهم عنصران من الشرطة، واضعين أقنعة الوجه ومرتدين ملابس واقية، ويحيط بهم عناصر من الشرطة بحوزتهم أدوات مكافحة الشغب، والبعض منهم مسلحون.
والأربعة متهمون بنقل مهاجرين غير شرعيين في وقت لا تزال حدود الصين مغلقة إلى حد كبير بسبب الوباء، وفق الصحيفة.
تقع جينغشي قرب الحدود الصينية مع فيتنام.
وكانت الحكومة المحلية قد أعلنت في أغسطس (آب) عن تدابير تأديبية من بينها التشهير العلني، لمعاقبة مخالفي قواعد الصحة.
وقالت غوانغشي نيوز إن عرض المتهمين هو بمثابة «تحذير حقيقي» للناس «ورادع للجرائم المتعلقة بالحدود».
لكن ذلك الإجراء أثار انتقادات من مواقع رسمية ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إزاء النهج المتشدد للحكومة.
ورغم أن جينغشي تواجه «ضغوطا كبيرة» لمنع إصابات «كورونا» قادمة من الخارج إلا أن «ذلك الإجراء ينتهك بشكل خطير روح سيادة القانون ولا يمكن السماح بأن يتكرر»، حسبما قالت بيجينغ نيوز القريبة من الحزب الشيوعي الصيني اليوم الأربعاء.
وعُرض متهمون آخرون بالاتجار بالبشر وتهريبهم في الأشهر الماضية، وفق تقارير نشرت على موقع حكومة جينغشي.
وأظهرت تسجيلات مصورة مشابهة في نوفمبر (تشرين الثاني) حشدا من الناس يراقبون سجينين مقيدين فيما كان مسؤول محلي يعدد جرائمهما على مذياع.
ثم شوهدا يجوبان الشوارع مرتديين ملابس واقية، ويحيط بهما عناصر من الشرطة بحوزتهم أدوات مكافحة الشغب.
في أغسطس (آب) شوهد عشرات من رجال الشرطة المسلحة وهم يطوفون بمشتبه به في الشوارع وصولا إلى ملعب أطفال.