أمير قطر وولي العهد السعودي يترأسان الاجتماع السادس لمجلس التنسيق المشترك في الدوحة

تقدم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر مستقبلي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في المطار، لدى وصوله مساء أمس إلى الدوحة في ثالث محطة له ضمن جولته الخليجية، التي تسبق انعقاد القمة الـ42 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، التي تستضيفها السعودية منتصف الشهر الحالي. كما أُعدت مراسم استقبال رسمية حافلة للأمير محمد بن سلمان بالديوان الأميري في العاصمة القطرية، وعقب ذلك ترأس أمير قطر وولي العهد السعودي الاجتماع السادس لمجلس التنسيق السعودي - القطري، وبحثا العلاقات بين البلدين والأوضاع الإقليمية والدولية.
وكان أمير قطر وضيفه ولي العهد السعودي، ترأسا الاجتماع السادس لمجلس التنسيق السعودي - القطري، حيث نقل الأمير محمد بن سلمان، خلال الاجتماع، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وتناول الاجتماع استعراض أوجه العلاقات الأخوية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، كما جرى تناول مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها. وفي ختام الاجتماع، وقّع ولي العهد، وأمير دولة قطر، على محضر اجتماع الدورة السادسة لمجلس التنسيق السعودي القطري.
وكتب الشيخ تميم في «تويتر» بعد المحادثات: «علاقات الأخوة والتعاون بين قطر والسعودية تقوم على أسس راسخة من التاريخ والمصير المشتركين». وأضاف: «ناقشت اليوم مع أخي الأمير محمد بن سلمان سبل تعزيز هذا التعاون بين بلدينا، كما أكدت وإياه حرصنا المشترك على دعم الأمن والاستقرار في منطقتنا والإقليم. مرحباً بكم أخي محمد في قطر».
وكان مجلس الوزراء القطري أعرب في وقت سابق عن تطلعه لاستقبال الشيخ تميم بن حمد «لأخيه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة»، ومباحثاتهما في الدوحة.
وبالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي إلى الدوحة، عقد أمس ملتقى الأعمال القطري - السعودي أعماله، بمشاركة عدد من رجال الأعمال السعوديين والقطريين؛ حيث أسفر عن توقيع 6 اتفاقيات اقتصادية بين القطاع الخاص في البلدين، في مجالات الطاقة وقطاع السياحة والضيافة.
وكان الأمير محمد بن سلمان التقى أمس، قبل مغادرته الإمارات إلى قطر، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في مقر «إكسبو 2020 دبي»، وتناول اللقاء تعزيز التعاون الخليجي المشترك، والتطلعات المستقبلية، والتنسيق بين الإمارات والسعودية على مختلف الصعد وفي شتى المجالات، وبما يتناسب مع مكانة البلدين إقليمياً، وما يتمتعان به من ثقل على المستوى الدولي.
وأكد حاكم دبي عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين، ومدى الترابط بين الشعبين، وخصوصية تلك العلاقة الأخوية الممتدة بين البلدين، في إطار من تكامل الرؤى ووحدة المصير والتاريخ المشترك. واستعرض الجانبان جملة من الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومستوى التنسيق المتقدم بين الدولتين، في إطار قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين.
وفي تغريدة على موقعه في «تويتر»، قال الشيخ محمد بن راشد: «التقيت اليوم أخي الأمير محمد بن سلمان في (إكسبو 2020 دبي). وسيكون العالم على موعد مع (إكسبو الرياض 2030) بإذن الله، ثم بجهود الأمير محمد. أكدت للأمير أننا نتطلع أيضاً لقمة الرياض المقبلة، وشعوب الخليج تنتظر منا أفكاراً ومشروعات جديدة وعظيمة».
من جهته، أعرب الأمير محمد بن سلمان عن سعادته بزيارة الإمارات، تزامناً مع الاحتفال بعيد الاتحاد الخمسين للدولة، مؤكداً حرص القيادة في البلدين على التنسيق المستمر في مختلف المجالات، في ضوء تطابق الرؤى والمواقف من مجمل القضايا الإقليمية والدولية، متمنياً للإمارات قيادة وحكومة وشعباً المزيد من الازدهار والتقدم.
وأعرب ولي العهد السعودي عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلتها دبي في تنظيم هذه الدورة الاستثنائية من «إكسبو 2020 دبي»، وتكامل الجهود الوطنية لإخراج الحدث العالمي على أعلى مستوى من التنظيم والحداثة والإبهار.
وفي وقت لاحق من أمس، غادر ولي العهد السعودي الإمارات مختتماً زيارة رسمية استغرقت يومين؛ حيث ودّعه بمطار الرئاسة في العاصمة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقد أبرق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، للقيادة الإماراتية، ثمّن خلالها ما لقيه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، منوهاً بالمباحثات المشتركة والمشاورات التي أجراها مع ولي عهد أبوظبي.
وقال ولي العهد السعودي في برقيته للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة: «لقد أكدت هذه الزيارة عمق العلاقات التاريخية والمتميزة التي تربط بلدينا الشقيقين»، كما ضمّن برقيته للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تهانيه على نجاح دولة الإمارات في الاستضافة المميزة لمعرض «إكسبو 2020 دبي».
وأشاد ولي العهد السعودي في برقيته للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بنجاح المباحثات المشتركة والمشاورات التي عقدها الجانبان في أبوظبي، مشدداً على المضي قدماً «في تعزيز العلاقات بين بلدينا الشقيقين، واستمرار التنسيق والتشاور في المجالات كافة».
وتهيمن على جولة الأمير محمد بن سلمان ملفات الأمن الإقليمي الخليجي، والملف النووي الإيراني، والتطورات في العراق، والأزمة اليمنية، والأوضاع في لبنان وسوريا وأفغانستان. ويسعى ولي العهد إلى تنسيق المواقف الخليجية إزاء الموضوعات التي تشكل تحدياً جماعياً لدول المجلس الست، وتعزيز التعاون المشترك بين الدول الخليجية التي شهدت علاقاتها نمواً مضطرداً منذ اتفاق المصالحة الخليجية في قمة العلا بالسعودية في 5 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وترتبط السعودية مع دولة قطر بعلاقات تاريخية في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والأمنية، وتحرص قيادتا البلدين على تعزيز العلاقات بين السعودية وقطر، وتكامل جهودهما في دعم مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحقيق التقدم والازدهار ومواجهة مختلف التحديات ورفع مستوى التعاون بين هذه الدول الأعضاء إلى أعلى مستويات الشراكة.
وأسهمت الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، وبين المسؤولين في السعودية وقطر في تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، انطلاقاً من الإيمان بأهمية الاتصال المباشر ودوره في زيادة التلاحم والتفاهم المشترك. وفي 10 مايو (أيار) 2021 قام أمير قطر بزيارة السعودية، وهي الزيارة الثانية بعد حضوره قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت في العلا، في يناير الماضي، والتي وصفت بالتاريخية لتكريسها المصالحة الخليجية.
وينتظر أن تسهم زيارة ولي العهد لدولة قطر، ضمن جولته الخليجية، في تعزيز الجهود لتنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتعزيز العمل الخليجي المشترك، التي أقرها المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته «36» في ديسمبر (كانون الأول) 2015، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية، والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركتين، وبلورة سياسة خارجية موحدة.
كما سيسهم مجلس التنسيق السعودي القطري في مأسسة وتعزيز العلاقات السعودية القطرية وتطويرها، نظراً لما يشتمل عليه من مبادرات تعاون نوعية في مختلف المجالات وآليات حوكمة فعّالة لمتابعة تنفيذها. وتستند مبادرات مجلس التنسيق السعودي - القطري إلى «رؤية السعودية 2030» و«رؤية دولة قطر 2030»، وتهدف إلى تلبية تطلعات القيادة في البلدين، وتحقيق مصالح شعبيهما الشقيقين، والدفع بالشراكة بين البلدين إلى آفاق أرحب.