أسعار النفط ترتفع مع تراجع مخاوف «أوميكرون» وتعثر المحادثات مع إيران

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس (الثلاثاء)، بأكثر من 3% بعد أن زادت 5% في الجلسة السابقة مع تراجع المخاوف من أثر سلالة «أوميكرون» المتحورة من فيروس «كورونا» على طلب الوقود العالمي، في حين تعثرت المحادثات النووية مع إيران، مما يعطل عودة إمدادات الخام الإيراني إلى الأسواق. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.2% إلى 75.49 دولار للبرميل عند الساعة 15:10 بتوقيت غرينتش. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.8% إلى 72.07 دولار للبرميل بعد ارتفاعها 4.9% في الجلسة السابقة. وكانت أسعار النفط قد هبطت الأسبوع الماضي وسط مخاوف من أن تكون اللقاحات المتاحة أقل فاعلية في مقاومة المتحور الجديد «أوميكرون» مما أثار مخاوف من أن تلجأ الحكومات إلى إعادة فرض القيود للحد من انتشاره وهو ما قد يضر بالنمو العالمي والطلب على النفط.
لكن مسؤولة صحة بجنوب أفريقيا ذكرت مطلع الأسبوع أن حالات الإصابة بـ«أوميكرون» هناك معتدلة، كما قال أنتوني فاوتشي أكبر مسؤول عن الأمراض المُعدية في الولايات المتحدة: «لا يبدو أن هناك درجة كبيرة من الشدة» في الأعراض حتى الآن.
وفي إشارة أخرى إلى الثقة في قوة الطلب على النفط، رفعت السعودية سعر البيع الرسمي يوم الأحد. وجاء ذلك بعد أن اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، وهي المجموعة المعروفة باسم «أوبك+»، على الاستمرار في زيادة الإمدادات 400 ألف برميل يومياً في يناير (كانون الثاني) على الرغم من السحب من احتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي.
في الأثناء، قال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار، إنه يتوقع أن يتجاوز سعر الخام 75 دولاراً للبرميل. وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الرسمي في العراق، أن «أوبك» تحاول أن «تسيطر على سوق الطاقة بشكل إيجابي» يحافظ على مصالح جميع الأطراف من منتجين ومستهلكين.
وقال الوزير إن أسعار النفط الحالية غير مناسبة للمنتجين وإنه يتوقع أن تعود الأسعار إلى حالة استقرار في الأشهر المقبلة.
وقال عبد الجبار إنه على الرغم من وجود مؤشرات على انخفاض استهلاك الخام، فإن «أوبك» قررت التمسك بسياستها الحالية ومواصلة زيادة الإمدادات 400 ألف برميل يومياً على أساس شهري لإيمانها بأن الهدف هو تحقيق استقرار في كميات المعروض واعتقادها بأن الانخفاض «غير حقيقي» وأنه لا بد من تعافي السوق.
في غضون ذلك، حث كبار المسؤولين التنفيذيين بقطاع الطاقة هذا الأسبوع، خلال مؤتمر للطاقة في مدينة هيوستن الأميركية، على اتباع سياسة أكثر حرصاً للتحول بعيداً عن النفط والغاز، لكنّ مسؤولاً من وزارة الطاقة الأميركية قال إن القطاع عليه واجب أخلاقي يتمثل في معالجة التغير المناخي والفرص الاقتصادية التي يوفرها ذلك.
وأكد كبار المسؤولين التنفيذيين في كبرى الشركات الأميركية الحاجة إلى المزيد من النفط لعقود قادمة. وبدأت مناقشات مؤتمر مجلس البترول العالمي، المقرر استمراره على مدى أربعة أيام، بترويج رؤساء تنفيذيين من «إكسون موبيل» و«شيفرون» و«هاليبرتون»، وهي ثلاث من كبرى الشركات الأميركية من حيث القيمة السوقية، لفكرة الحاجة إلى استمرار توريدات النفط والغاز عالمياً حتى مع انتقال العالم إلى أنواع أنظف من الوقود.
وألقى مسؤولون من شركة «أرامكو السعودية» و«إكسون موبيل» و«شيفرون»، تحدثوا في مؤتمر النفط العالمي في هيوستن، اللوم على الطلب على مصادر الطاقة المتجددة وانخفاض الاستثمارات الموجهة للوقود الأحفوري في أزمة نقص الوقود في الفترة الأخيرة وتذبذب أسعاره.
قال إندرياس أوبيدال، الرئيس التنفيذي لشركة «إكينور»: «اضطراب أسعار السلع وأثره على الشركات والناس يُظهر المخاطر التي نواجهها بسبب التحول غير المتوازن». وردّ ديفيد تورك، نائب وزير الطاقة الأميركي قائلاً إنه لا يمكن تأجيل معالجة تغير المناخ. وأضاف: «ليس هناك بديل عن التقدم لمواجهة تهديد تغير المناخ». ويواجه المستهلكون في آسيا وأوروبا نقصاً في الغاز الطبيعي والفحم والكهرباء بسبب تراجع الإنتاج الذي دفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات. وفي الولايات المتحدة انتقدت إدارة الرئيس جو بايدن شركات النفط والغاز قائلة إنها تتربح على حساب المستهلكين. وقال أمين الناصر، رئيس «أرامكو»، إن هناك الكثير من الافتراضات الخاطئة بشأن الوتيرة التي سيتحول بها المستهلكون إلى الطاقة المتجددة وبعيداً عن النفط والغاز.
وأضاف أن الناس «تفترض أن استراتيجية التحول الصحيحة هي المطبَّقة، هذا غير صحيح، فمن الواضح أن أمن الطاقة والتنمية الاقتصادية والقدرة على الشراء لا تحظى بالاهتمام الكافي».