جنوب أفريقيا تنتقد قرارات تعليق السفر بعد ظهور المتحورة «أوميكرون»

أعرب وزير الصحّة في جنوب أفريقيا عن أسفه للقرار «غير المبرّر» الذي اتّخذته، أمس الجمعة، دول عدّة بحظر دخول مسافرين من جنوب أفريقيا إلى أراضيها بعد اكتشاف متحوّرة جديدة من فيروس كورونا أُطلِق عليها اسم «أوميكرون».
وأعلن العلماء الخميس أنّهم اكتشفوا شكلا جديدا من كوفيد-19 في جنوب أفريقيا يُحتمل أن يكون شديد العدوى ومتعدّد الطفرات. ولا تزال فعاليّة اللقاحات ضدّ هذه المتحوّرة التي أطلقت عليها منظّمة الصحّة العالميّة اسم «أوميكرون» قيد الدرس.
ووجدت جنوب أفريقيا الجمعة نفسها معزولة بشكل متزايد عن بقيّة العالم. إذ أعلنت دول عدّة مثل فرنسا والولايات المتحدة أنّها ستُعلّق الرحلات الجوّية معها. كما أوصى الاتّحاد الأوروبي بتعليق جميع الرّحلات من جنوب أفريقيا وستّ دول مجاورة لها وإليها.
وقال وزير الصحّة الجنوب أفريقي جو فاهلا إنّ «بعض ردود الفعل غير مبرّرة». وأضاف أن «بعض القادة يبحثون عن كبش فداء لحلّ مشكلة عالميّة».
وكانت بريطانيا أوّل دولة تعلن مساء الخميس إغلاق حدودها أمام المسافرين من جنوب أفريقيا.
وتحدّث رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة و«ناقشا التحدّيات التي تفرضها المتحوّرة الجديدة لكوفيد-19 عالميًا، وطرق العمل معًا للتعامل مع السفر الدولي وإعادة فتحه»، وفق ما قال متحدّث باسم داونينغ ستريت.
ولم يسبق لأيّ متحوّرة جديدة أن أثارت هذا المقدار من القلق حول العالم، منذ ظهور المتحوّرة «دلتا».
واعتبرت جنوب أفريقيا أنّ الإجراءات الصارمة التي اتّخذها عدد من الدول وتؤثّر على الاقتصاد والسياحة، يُمكن أن تدفع البلدان إلى عدم الإبلاغ عن اكتشاف أيّ متحوّرات أخرى مستقبلاً خشية التعرّض لإجراءات عقابيّة مماثلة.
وقال عالم الفيروسات توليو دي أوليفيرا «نُعاقَب أحيانًا لأننا كنّا شفّافين وفَعَلنا الأمور بسرعة». ورأى أن حظر السفر «ليس له الكثير من المعنى من الناحية العِلميّة» في مكافحة كوفيد. وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة كانت فرضت حظرًا مماثلا على الصين في بداية الجائحة، قبل أن ينتهي بها الأمر لتُصبح البلد الذي يسجّل أكبر عدد من الإصابات.
وردًا على قرارات عدد من الدول فرض قيود على السفر، قالت وزيرة خارجيّة جنوب أفريقيا ناليدي باندور في بيان: «قلقنا الفوري هو الضّرر الذي سيُلحقه هذا القرار بالقطاعات السياحيّة والشركات».
وفي جنوب أفريقيا، الدولة الأكثر تضررًا في القارة، تم تلقيح 23,8 في المائة من السكان بشكل كامل.