واشنطن تدرج «زعيم داعش» في أفغانستان وقياداته على قائمة «العقوبات»

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 3 من قادة فرع تنظيم «داعش» الإرهابي في أفغانستان ورجل آخر اتهمته بتسهيل العمليات المالية للتنظيم، في خطوة أعقبت سلسلة من الهجمات التي شهدتها كابل وأعلن التنظيم مسؤوليته عنها، متهمة إياهم أيضاً باستخدام «الاتجار بالبشر» وسيلة لكسب المال وتقديم الدعم للتنظيم الإرهابي. وقال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، في بيان، إنه جرى إدراج أمير الجماعة سناء الله غفاري، البالغ من العمر 27 عاماً، والمتحدث باسمها سلطان عزيز عزام، البالغ من العمر 36 عاماً، والقيادي في إقليم كابل مولوي رجب، البالغ من العمر 45 عاماً، على «قائمة الإرهابيين العالميين»، فيما أدرجت وزارة الخزانة الأميركية أيضاً عصمت الله خلوزي على القائمة السوداء بتهمة إدارة شبكة غير رسمية لنقل الأموال مقرها تركيا لتحويل أموال إلى «تنظيم داعش في ولاية خراسان».
وأوضح «مكتب مراقبة الأصول الأجنبية» التابع لوزارة الخزانة الأميركية أن عصمت الله خلوزي عمل ميّسراً مالياً لـ«ولاية خراسان» التابعة لـ«تنظيم داعش - خراسان»، والذي قدّم الدعم لعمليات «داعش» في أفغانستان من خلال تسهيل المعاملات المالية الدولية، التي تمول شبكات الاتجار بالبشر، وتسهيل حركة المقاتلين الأجانب، الذين يسعون إلى تصعيد التوترات في أفغانستان والمنطقة.
وقال بيان وزارة الخزانة إن عصمت الله، البالغ من العمر 26 عاماً، نفذ مهام لكبار قادة «داعش» لمدة عامين، وأدار شركة حوالة مقرها تركيا لتحويل الأموال، ولتمويل عمليات «داعش في خراسان». وأشار إلى أن خلوزي عمل في السابق مديراً لمخطط تمويل في الإمارات العربية المتحدة، والذي تضمن إرسال سلع فاخرة إلى وجهات دولية لإعادة بيعها لتوليد الأموال لدعم تنظيم «داعش»، كما نفذ عصمت الله خلوزي عمليات تهريب بشرية للتنظيم الإرهابي.
بدوره؛ قال مسؤول عسكري إنه لا يرى «حكومة طالبان الجديدة» بوصفها شريكاً للولايات المتحدة، تعمل ضد التهديد الإرهابي لـ«داعش»، بل حث الولايات المتحدة على «مواصلة العمل مع الأفغان الآخرين».
واقترح الجنرال ريتشارد كلارك، من قيادة العمليات الخاصة الأميركية، خلال تصريحات على موقع «ديفينس ون»، أن الولايات المتحدة قد تظل قادرة على جمع المعلومات الاستخبارية من مصادر على الأرض داخل أفغانستان من أجل ضرب أهداف «داعش في خراسان» أو تعطيل أنشطة المجموعة، «ولكنها لا يمكن الوثوق بحكومة (طالبان) في محاربة (داعش)».
وتأتي تصريحات المسؤول العسكري الأميركي في الوقت الذي تحاول فيه «طالبان» جاهدة إظهار صرامتها في محاربة «داعش»؛ إذ شنّت «طالبان» الأسبوع الماضي هجوماّ على مخابئ عدة مشتبه فيها للذراع المحلية لتنظيم «داعش» في ولاية قندهار، جنوب أفغانستان.
ومنذ عودتها إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس (آب) الماضي، واجهت حركة «طالبان»؛ التي جعلت الأمن أولويتها بعد عقود من الحرب، سلسلة هجمات شنها تنظيم «داعش في ولاية خراسان»، وتنشط هذه الجماعة بشكل خاص حول مدينة جلال آباد (شرق البلاد)؛ أحد معاقلها القديمة حيث استهدفت بالفعل «طالبان» مرات عدة. كما استهدفت الأقلية الشيعية في قندوز (شمال شرقي البلاد) وكابل ومدينة قندهار، حيث أدى هجوم على أحد مساجدها في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى مقتل 60 شخصاً على الأقل، كما استعاد «تنظيم داعش في ولاية خراسان»، زخمه مع عودة «طالبان» إلى السلطة بعد أن أصيب بضعف شديد في عام 2019 بفضل العمليات التي قام بها الجيش الأفغاني بمساعدة الولايات المتحدة.