احتجاجات في المغرب على تعديل شروط قبول المعلمين

أدى إعلان وزارة التربية الوطنية في المغرب، أول من أمس، عن تعديل شروط إجراء مباراة ولوج سلك المعلمين إلى ردود فعل غاضبة، وخروج احتجاجات عدد من الشبان داخل بعض المدن.
ونصت مذكرة أصدرتها الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين (مؤسسات عمومية جهوية تشرف على قطاع التعليم جهويا) مساء أول من أمس على مباريات ستجرى على مستوى الأكاديميات الاثنتي عشرة، عبر تراب المملكة، لاختيار 17 ألف أستاذ وأستاذة، وأعلنت شروطا جديدة لقبول الخريجين لاجتياز المباراة، أبرزها ألا يتجاوز سن المرشح 30 سنة، وأن يكون حاصلا على الإجازة (دراسة ثلاث سنوات بعد الباكالوريا/الثانوية العامة)، وأن يخضع المرشح لانتقاء قبل إجراء المباريات على أساس الميزات، التي حصل عليها طوال سنوات الحصول على الإجازة.
ويستثنى من الانتقاء خريجو الإجازة في تخصص التربية، والذين سيتخرجون لأول مرة هذه السنة. كما تضمنت الشروط الجديدة ألا يكون للمرشح علاقة شغل مع أي مؤسسة من مؤسسات التعليم المدرسي الخاصة، أو أي مشغل آخر في القطاع الخاص.
وتأتي هذه الشروط الجديدة في سياق استراتيجية وزير التربية الوطنية، شكيب بن موسى لإصلاح التعليم، واستقطاب أفضل الخريجين لمهن التدريس. لكن هذه الإجراءات أثارت غضبا في أوساط عدة، نظرا لكون الحكومتين السابقتين دأبتا منذ 2016 على فتح مباريات الولوج لمهن التدريس في وجه المرشحين، دون تحديد السن، ودون اشتراط الحصول على ميزات، حيث كان يتم قبول مرشحين تصل أعمارهم إلى 45 سنة وأكثر. كما لم يكن هناك شرط عدم قبول ترشيح من لهم عقد شغل في القطاع الخاص.
وخرج مجموعة من الطلبة في مدينة فاس، مساء أول أمس، في مظاهرات احتجاجا على قرار الحكومة، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة للقرار، الذي اعتبر إقصائيا في حق الخريجين الذي يتجاوز عمرهم 30 سنة.
وكتب عبد الرحيم منار السليمي، وهو أستاذ جامعي ومحلل سياسي، في تدوينة له أن قرار وزير التربية بتحديد السن «خرق للدستور وللنظام الأساسي للوظيفة العمومية والنظام الأساسي لأطر الأكاديميات»، مضيفا أن الوزير لم ينتبه إلى أن «الأمر يتعلق بقطاع التعليم، وعلى الحكومة قراءة التاريخ جيدا». في إشارة إلى الصراعات والتوترات، التي شهدها المغرب بسبب قطاع التعليم.
لكن مصدرا من وزارة التربية الوطنية قال لـ«الشرق الأوسط»، إن تعديل شروط الولوج لمهنة التدريس ليس غرضه الإقصاء، وإنما «استقطاب أفضل الخريجين لمهن التدريس من أجل النهوض بجودة التعليم»، مشيرا إلى أن توظيف أساتذة كبار في السن أظهر مشاكل في تأقلمهم مع منظومة التدريس.
وكان رئيسا الحكومتين السابقتين، عبد الإله ابن كيران وسعد الدين العثماني، قد أصدرا قرارات بالسماح لعدد من المرشحين باجتياز مباريات الولوج لمهن التدريس مع استثناء شرط السن.
ويعتبر قطاع التعليم من القطاعات الأكثر تشغيلا في الوظيفة العمومية، ويراهن عليه كثير من الخريجين من أجل الخروج من شبح البطالة، وهو ما يفسر الغضب المتزايد من قرار الوزارة فرض شروط جديدة لولوج مهن التدريس.