دليل جديد على فاعلية «الخلايا الجذعية الوسيطة» كعلاج لـ«كورونا»

رغم التقدم الكبير في علاج فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض «كوفيد – 19»، فإنه لا يوجد علاج محدد للمرضى المصابين بالعدوى، وهذا هو الحال بشكل خاص مع المرضى في المستشفى الذين ينتهي بهم الأمر في وحدة العناية المركزة، حيث يحتاجون إلى دعم تهوية ميكانيكي.
ووجد الأعضاء الرئيسيون في الجمعية الدولية للشيخوخة والأمراض التابعة لليونيسكو (ISOAD)، بقيادة جورجينا إليسون هيوز، أستاذة فسيولوجيا العضلات المتجددة في كينغز كوليدج لندن، أن الخلايا الجذعية الوسيطة (MSC) فعالة في تعديل آليات متعددة ويمكنها استعادة توازن الجهاز المناعي في مرضى «كوفيد – 19».
والخلايا الجذعية الوسيطة، هي خلايا جذعية بالغة معزولة من مصادر مختلفة مثل نخاع العظام، الدهون (الأنسجة الدهنية)، أنسجة الحبل السري (هلام وارتون) أو السائل الأمنيوسي (السائل المحيط بالجنين)، ويمكن أن تتمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا داخل الجسم، بما في ذلك خلايا العظام والغضاريف وخلايا العضلات والخلايا العصبية وخلايا الجلد وخلايا القرنية.
وتتميز الخلايا الجذعية الوسيطة بخصائص فريدة وقوية في تنظيم المناعة، ما يجعلها نوعاً ممتازاً من الخلايا المرشحة لعلاج «كوفيد – 19».
وفي فبراير (شباط) 2020، أظهر الفريق الدولي أن حقن الخلايا الجذعية الوسيطة في سبعة من مرضى الالتهاب الرئوي الذي سببه «كوفيد – 19» يحسّن الأعراض ووقت الشفاء، مقارنة بثلاثة مرضى عولجوا بدواء وهمي.
وقدم الباحثون الآن هذه النتائج التي تظهر أن الخلايا الجذعية الوسيطة فعالة في تعديل آليات متعددة ويمكنها استعادة توازن الجهاز المناعي لدى المرضى.
وفي دراستهم الأخيرة، التي نشرتها «سيل ريسيرش» في 26 أكتوبر (تشرين الأول)، أكمل الفريق تجربة سريرية عشوائية، وأظهرت النتائج فاعلية كبيرة لعلاج الخلايا الجذعية الوسيطة، حيث أدى إلى تحسين سريع وكبير في تشخيص المرضى المصابين بأمراض خطيرة وحرجة، وتخفيف الأعراض.
وأظهر تصوير الصدر المتابع تحسناً أكبر في المرضى الذين يعانون من مرض شديد أو خطير في مجموعة علاج الخلايا الجذعية الوسيطة، مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي، وبشكل ملحوظ، ارتبط العلاج أيضاً بإقامة أقصر في المستشفى (11 يوماً مقابل 15 يوماً).
وحسّن علاج الخلايا الجذعية الوسيطة، العلامات المميزة للمرض مع المرضى المعالجين الذين أظهروا مستويات منخفضة من البروتين التفاعلي C والعوامل المؤيدة للالتهابات والسيتوكينات.
وأدى العلاج أيضاً إلى استمرار بقاء الأجسام المضادة لـ«كوفيد – 19» لفترة طويلة، كما قلل ضخ هذا العلاج من حدوث تجلط الدم الذي يظهر من خلال انخفاض مصائد العدلات خارج الخلية (شبكات من الألياف خارج الخلية) في البلازما.
وبشكل عام، كان المرضى في مجموعة علاج الخلايا الجذعية الوسيطة يتمتعون بتحمل جيد وخرجوا من المستشفى دون أي ردود فعل سلبية، وكان معدل الوفيات صفراً مقارنة بـ6.9 في المائة في مجموعة الدواء الوهمي.
وتماشياً مع الدراسات السريرية السابقة، تشير النتائج إلى أن الخلايا الجذعية الوسيطة هي نهج علاجي آمن للاستخدام في البشر وفعال في علاج «كوفيد – 19».