استبعاد ماغواير وعلاج ضعف خط الوسط سبيل سولسكاير لإصلاح الخلل في يونايتد

واصل آرسنال صحوته بالتأهل إلى الدور ربع النهائي لمسابقة رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بفوزه على ضيفه ليدز (2 - صفر)، فيما احتاج تشيلسي إلى ركلات الجزاء الترجيحية لتخطي ضيفه ساوثهامبتون، وكذلك سندرلاند لاجتياز عقبة كوينز بارك رينجرز، في وقت يأمل أن يكون غياب مانشستر يونايتد عن المسابقة فرصة لترميم صفوفة والخروج من أزماته قبل مواجهة توتنهام المهمة بالدوري السبت المقبل.
وكان آرسنال حقق انطلاقة كارثية في الدوري المحلي حيث خسر مبارياته الثلاث الأولى في مطلع الموسم، قبل أن يستعيد توازنه في الأسابيع الأخيرة.
وكعادة معظم فرق الصف الأول، خاض مدرب آرسنال الإسباني ميكيل أرتيتا المباراة بتشكيلة أغلبها من الصف الرديف، مانحاً الفرصة لبعض اللاعبين الاحتياطيين، أمثال المهاجم البرازيلي غابريال مارتينيلي وزميله في خط المقدمة إدوارد نكيتياه. وافتتح آرسنال التسجيل بعد 10 دقائق من بداية الشوط الثاني عبر مدافعه كالوم تشامبرز بعد ثوان قليلة من دخوله احتياطياً بكرة رأسية تصدى لها حارس ليدز الفرنسي إيلان ميلييه، لكن الكرة تجاوزت الخط بسنتيمترات قليلة.
وحسم نكيتياه النتيجة في الدقيقة 69 مستغلاً تردداً في تشتيت الكرة من قبل مدافعي ليدز ليراوغ الحارس ويسدد في المرمى الخالي. في المقابل، احتاج تشيلسي إلى ركلات الجزاء الترجيحية لتخطي ضيفه الجنوبي ساوثهامبتون 4 - 3 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1 - 1 على ملعب ستامفورد بريدج.
خاض تشيلسي المباراة في غياب مهاجميه الأساسيين البلجيكي روميلو لوكاكو والألماني تيمو فيرنر لإصابتهما، لكنه كان الطرف الأفضل معظم فترات المباراة، وترجم أفضليته بافتتاحه التسجيل بواسطة لاعبه الألماني كاي هافيرتز بكرة رأسية في الدقيقة 44، لكن ساوثهامبتون الذي يعاني في الدوري المحلي رد عليه بهدف لتشي آدامز بعد دقيقتين من بداية الشوط الثاني. وتبادل الفريقان الهجمات لكن لم ينجح أي منهما في حسم النتيجة في الوقت الأصلي.
ولأن قوانين المسابقة لا تجيز خوض وقتين إضافيين، لجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح، حيث نجح حارس تشيلسي الإسباني كيبا أريسابالاغا في التصدي لمحاولة ثيو والكوت، في حين أطاح ويل سمولبون محاولته فوق العارضة، أما في صفوف تشيلسي فقد أهدر له مايسون ماونت صاحب الثلاثية (هاتريك) في الفوز بسباعية نظيفة على نوريتش في الدوري نهاية الأسبوع.
وحذا حذوه سندرلاند بفوزه على كوينز بارك رينجرز بركلات الترجيح أيضاً 3 - 1 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
على جانب آخر، يتطلع النرويجي أولي غونار سولسكاير مدرب مانشستر يونايتد لاستغلال غياب فريقه عن كأس الرابطة لتصحيح المسار وعلاج المشكلات، في أعقاب هزيمة منكرة بخماسية دون رد على ملعبه أمام الغريم ليفربول يوم الأحد.
ومنحت إدارة يونايتد المدرب النرويجي فرصة قد تبدو أخيرة لقلب الأمور، خلال مواجهة توتنهام المقبلة السبت.
ورغم ما يتردد من فتح الإدارة باب المفاوضات مع عدد من المدربين، أبرزهم الإيطالي أنطونيو كونتي، والفرنسي زين الدين زيدان، والإسباني لويس انريكي، والهولندي اريك تين هاغ، وأيضاً الآيرلندي براندن رودجرز، فإن مصادر قريبة من النادي أشارت إلى أن يونايتد لا يرغب في إجراء تغيير متسرع، وسيمنح سولسكاير فرصة أخير لإصلاح المشكلات.
من المؤكد أن سولسكاير رجل يبحث باستمرار وبجدية عن الأشياء التي يحتاج لتطويرها أو تغييرها من أجل إعادة مانشستر يونايتد إلى المسار الصحيح، لكن السؤال الآن هو: هل لديه الذكاء - والوقت - للقيام بذلك بعد الصدمة القوية التي تلقاها بعد الهزيمة القاسية أمام ليفربول بخماسية نظيفة، وفي ظل المواجهات القوية التي تنتظر الفريق أمام توتنهام وأتالانتا الإيطالي بدوري الأبطال ثم مانشستر سيتي في غضون ثمانية أيام فقط بداية من يوم السبت المقبل؟ الإجابة يجب أن تكون «نعم»، لأنه إذا لم يتمكن المدير الفني النرويجي من القيام بذلك، فإن ذلك سيكلفه منصبه قريباً.
وكشف الناقد الرياضي جيمي جاكسون في مقال له بصحيفة «الغارديان» دليل النجاة لمانشستر يونايتد، والمشكلات التي يجب على سولسكاير حلها، وأبرزها العمل على تغيير قلب الدفاع هاري ماغواير. وأوضح جاكسون: «عندما يكون ماغواير في أفضل مستوياته فإنه يقدم أداء ممتازاً، لكن عندما يكون سيئاً فإنه يجعلك تشعر بأنه من اللاعبين الهواة وأنه لا يمكن أن يكون أبداً من بين أفضل المدافعين. ولكي ندرك ذلك جيداً يتعين علينا أن نلقي نظرة على ما يقدمه المدافع الهولندي فيرغيل فان دايك مع ليفربول، أو المدافع البرتغالي روبن دياش مع مانشستر سيتي، حيث نادراً ما يرتكب أي منهما أخطاء واضحة، ونادراً ما ترى أياً منهما يرتكب كوارث دفاعية في المباريات الصعبة والمهمة، بالشكل الذي فعله ماغواير أمام ليفربول يوم الأحد الماضي».
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أنه خلال 7. 164 دقيقة من اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انضمامه لمانشستر يونايتد في صيف عام 2019. ارتكب ماغواير، الذي يُفترض أنه جاء لتدعيم دفاعات الفريق، أكبر عدد من الأخطاء التي أدت إلى استقبال أهداف، من بين جميع لاعبي مانشستر يونايتد، بسبعة أخطاء. وخلال الموسم الماضي، كان ماغواير يقدم مستويات ثابتة، لكن خلال الموسم الحالي عاد لتقديم المستويات السيئة والمتذبذبة التي كان يقدمها في أول موسم له بقميص مانشستر يونايتد. ويرى جاكسون أنه ربما يتعين على المدير الفني لمانشستر يونايتد، أولي غونار سولسكاير، أن يفكر في استبعاد ماغواير من التشكيلة الأساسية للفريق في مباراة أو مبارتين حتى يستعيد مستواه ويقدم الإضافة المطلوبة لخط الدفاع.
وأوضح جاكسون أن استعانة مانشستر يونايتد بالمدرب الآيرلندي كيران ماكينا في الجهاز المساعد لسولسكاير لم ينعكس إيجاباً على الفريق، والرجل الذي سبق أن تولى منصب المدير الفني لتوتنهام ومانشستر يونايتد تحت 18 عاماً، ثم عمل لمدة ستة أشهر كمساعد للمدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو أثبت أنه لا يملك الخبرات الكافية التي تؤهله للبقاء في الجهاز الفني ليونايتد على مدار أربعة أعوام. أما المساعد الآخر لسولسكاير، وهو مايكل كاريك، فكان مبتدئاً في عالم التدريب، عندما انضم إلى الطاقم الفني لمورينيو في نفس الوقت مع ماكينا. وبالتالي، فإن السؤال الآن هو: إلى أي مدى يثق كريستيانو رونالدو وبرونو فرنانديز وإدينسون كافاني ولوك شو وماسون غرينوود وبول بوغبا وغيرهم، في ماكينا وكاريك؟
وأكد جاكسون على أن يونايتد مطالَب بشدة بإعطاء أولوية للتعاقد مع لاعب خط وسط مدافع في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، بعدما ظهرت معاناته في وجود كل من سكوت مكتوميناي وفريد الأقل مستوى من كل نظرائهم بالفرق الكبرى المتنافسة على القمة. وكان مورغان شنايدرلين، وباستيان شفاينشتايغر، وأندري هيريرا، ونيمانيا ماتيتش، وبول بوغبا من بين العديد من اللاعبين الذين لم يتمكنوا من سد الثغرة الواضحة في هذا المركز.
ويبدو أن صفقة ديكلان رايس، الذي فشل في ضمه من وستهام الصيف الماضي هي الحل الأمثل للفريق حالياً.
كما أشار جاكسون إلى أن سولسكاير عليه أن يجد الحلول في كل من كريستيانو رونالدو وبوغبا بدلاً من تحميلهما مشكلات الفريق. ربما لا يستطيع رونالدو، البالغ من العمر 36 عاماً، أن يضغط على لاعبي الفريق المنافس بالقوة ذاتها التي يضغط بها زميله في الفريق إدينسون كافاني البالغ من العمر 34 عاماً، إلا أنه يظل هدافاً من الطراز الرفيع، حيث سجل ستة أهداف في تسع مباريات، وبالتالي فهو يستحق مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق.
وفي الوقت ذاته، لا يعرف منتقدو بوغبا أفضل مركز له، وهل يلعب في خط الوسط، أو الجناح الأيسر لكن اللاعب الفائز بكأس العالم مع منتخب فرنسا هو بالضبط الذي يحتاج مانشستر يونايتد إلى وجوده دائماً داخل المستطيل الأخضر، وهنا على سولسكاير أن يصحح رؤيته المشوشة تجاه اللاعب والاستفادة من قدراته بدلاً من وضعه على مقاعد البدلاء كما حدث في الآونة الأخيرة.
ولا يحتاج يونايتد إلى تدعيمات في خطه الأمامي، حيث لديه تخمة في عدد اللاعبين المميزين هجومياً، مثل جادون سانشو – الذي ظل سولسكاير يقاتل على مدار موسمين لضمه، لكنه الآن يضعه على مقاعد البدلاء - ورونالدو وماركوس راشفورد وميسون غرينوود وكافاني وأنطوني مارسيال، لكنه يعاني من ضعف واضح في خطي الدفاع والوسط. ومن أبجديات كرة القدم الحديثة أن يتميز أي فريق جيد بالتوازن بين جميع خطوطه، لكن هذا الأمر بعيد كل البعد عن مانشستر يونايتد، بقيادة سولسكاير، على الأقل حتى الآن!