باكستان تدرس طرد السفير الفرنسي لوقف مسيرة حزب متشدد نحو العاصمة

وافق حزب متشدد في باكستان، أمس الأحد، على تعليق مسيرة مقررة نحو العاصمة، عقب أن قالت الحكومة إنها ستدرس طرد السفير الفرنسي والإفراج عن قادة الحزب. وقال وزير الداخلية شيخ رشيد أحمد، «مسألة طرد السفير الفرنسي سوف يتم طرحها في البرلمان للمناقشة»، وذلك في محاولة لنزع فتيل احتجاج يهدد تنظيمه الآلاف من متظاهري حركة «لبيك باكستان» اليمينية المحظورة مسيرة من مدينة لاهور بشرق البلاد إلى العاصمة لعرض هذه المطالب، بالخروج عن السيطرة. وقد لقي ما لا يقل عن ثلاثة من رجال الشرطة حتفهم وسبعة من مؤيدي الحركة في اشتباكات اندلعت خلال المسيرة منذ أول من أمس. وأعلن أحمد أن الحكومة ستسقط التهم وتفرج عن مؤيدي حركة «لبيك باكستان»، من بينهم زعيمها سعد رضوي. في المقابل، وافقت حركة «لبيك باكستان» على تعليق مسيرتها، ولكن أنصارها سوف يستمرون في اعتصامهم في بلدة موريدكي الصغيرة بالقرب من لاهور، لحين الإيفاء بالتعهدات.
وكان قد تم إلقاء القبض على زعيم الحركة في أبريل (نيسان) الماضي، لقيادته الاحتجاجات المطالبة بطرد السفير بسبب نشر رسوم كارتونية تجسد النبي محمد في فرنسا. ورفضت الحكومة طرد السفير، وقامت بدلاً من ذلك بحظر حركة «لبيك باكستان» وفقاً لقوانين مكافحة الإرهاب في البلاد، في خطوة أدت لتقارب الحركة مع تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان باكستان». وشارك المتظاهرون من حزب «حركة لبيك باكستان» المتطرف، الذي يدعم قوانين التجديف وازدراء الأديان المثيرة للجدل في البلاد، في مسيرة من مدينة لاهور شرق البلاد. وقال متحدث باسم الحزب يدعى صدام بخاري، «لقي ما لا يقل عن سبعة أعضاء في حزب (حركة لبيك باكستان) حتفهم حتى الآن». وأضاف أن المئات من أعضاء الحزب أصيبوا بجروح نتيجة استخدام الشرطة للقوة المفرطة.
وذكر أن «إذا كانت الحكومة جادة، فنحن مستعدون لإجراء محادثات». وشكلت الحكومة و«حركة لبيك باكستان» لجاناً لإجراء محادثات من أجل إنهاء الاحتجاجات. واندلعت اشتباكات عنيفة، أمس، واستمرت طوال اليوم. ورشق المتظاهرون الشرطة بالحجارة، وهاجموا أفرادها بالعصي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة على الأقل. وتم إغلاق نقاط الدخول إلى إسلام آباد بحاويات الشحن، وتحرس القوات شبه العسكرية المكاتب الرئيسية والجيب الدبلوماسي الذي تقع به السفارة الفرنسية. وألقت السلطات القبض على رضوي في أبريل لقيادته الاحتجاجات المطالبة بطرد السفير، بسبب نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد في فرنسا. ورفضت الحكومة طرد السفير، وبدلاً من ذلك حظرت حزب «لبيك باكستان» بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في البلاد في أبريل، في خطوة وضعت الحزب في قائمة واحدة مع تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» الباكستانية المحظورتين.