بطء شديد في عمليات التلقيح بسوريا

أعلن مسؤول طبي في إدلب شمال غربي سوريا تسجيل 4 حالات وفاة بفيروس «الفطر الأسود» شديد الخطورة، في وقت شهدت مناطق النفوذ الثلاث بسوريا على حد سواء انخفاضاً ملحوظاً في عدد الإصابات بفيروس كورونا، ورغم عجز المستشفيات عن استقبال المزيد من المرضى لغياب الأدوية اللازمة لإجراء التحاليل في المختبرات، تسير عملية التطعيم في دمشق وإدلب والقامشلي ببطء شديد، وسط تحذيرات من انهيار القطاع الصحي وفقدان السيطرة على المسار البياني للجائحة. وقال الدكتور حسام قرة، مسؤول ملف كورونا في مديرية صحة إدلب، إن «4 أشخاص ماتوا بوباء الفطر الأسود لأول مرة يوم الجمعة الماضي في ريفي إدلب وحلب»، مضيفاً أن المرضى الأربعة قبل وفاتهم كانوا يخضعون للعلاج في مشافي كورونا بالمنطقة. وأوضح أن «الحالات في البداية كانت محط اشتباه وجرى تأكيدها بعد كشف تشخيص سريري».
في السياق ذاته، أعلن فريق «منسقو استجابة سوريا»، في بيان نشر على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»، أن المشافي والمراكز الصحية في مناطق المعارضة توقفت عن إجراء مسحات فيروس كورونا لغياب المواد المخبرية اللازمة لإجراء التحاليل. وسجلت «شبكة الإنذار المبكر» التابعة لـ«وحدة تنسيق الدعم» ومديرية صحة إدلب إصابة 105 حالات بينهم ثلاثة أطفال و14 امرأة، وحذرت من النقص الكبير بالمستلزمات الطبية الخاصة بالكشف عن الإصابة، لترتفع أعداد الإصابات إلى 76 ألفاً و819 إصابة، بينها 1390 حالة وفاة، ونقلت الفرق المختصة، أول من أمس، 13 حالة وفاة بينها 3 نساء من المشافي الخاصة بفيروس كورونا، ودفنتها وفق الإجراءات الاحترازية.
وفي القامشلي، قال الدكتور جوان مصطفى، رئيس هيئة الصحة بـ«الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا، إن الوضع كارثي في مراكز العزل والوضع مرعب ومخيف، «أغلب المراكز اقتربت من الامتلاء، بعضها ممتلئة وهناك بعض المرضى قدموا إلى المراكز لكنهم عادوا ولم يجدوا مكاناً للعلاج».
وسجلت الطواقم الطبية التابعة لهيئة الصحة بالقامشلي إصابة 133 بكورونا لترتفع الحصيلة إلى 30 ألفاً بينها 1013 وفاة، فيما تماثل 2200 شخص للشفاء، لكن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك بكثير، نظراً لأن أغلب المرضى يخضعون للحجر الصحي في المنزل. وتشير الجهات الطبية إلى وجود 50 جهازاً للتنفس الاصطناعي ومخبر مركزي واحد للكشف وتحليل الإصابات عن وباء كورونا، واكتظاظ المراكز الصحية بالمصابين الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية، وسط ضعف الإمكانات الطبية المتاحة، وكانت هيئة الصحة وقّعت مذكرة تفاهم مع منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر الكردية لإدخال لقاحات كورونا إلى المنطقة والعمل على مكافحة الفيروس. ونقل مصطفى أن 55 ألف جرعة لقاح وصلت إلى مناطق الإدارة الذاتية، «هذه الجرعات ليست كافية كون حالات الإصابة في تزايد، فالجرعة الأولى استهدفت كوادر القطاع الصحي بشكل كامل كونهم أكثر تماساً مع المراجعين، أما الجرعة الثانية خُصصت لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة»، مشيراً إلى أن الناس لا يمتلكون رفاهية الالتزام بالحظر الكلي بسبب الأزمة المعيشية وغلاء الأسعار.
وحذر المسؤول الطبي من كارثة صحية في مناطق الإدارة، ويعزو الأسباب إلى التحديات التي تواجهها المستشفيات وغياب البنية التحتية الطبية، يضاف إليها النقص الكبير في تأمين الأكسجين للمصابين.
أما في دمشق، فسجلت وزارة الصحة، أول من أمس، 293 إصابة جديدة بفيروس كورونا في مناطق نفوذ سيطرة القوات النظامية، وشفاء 66 حالة ووفاة 8 حالات، وبلغ عدد الإصابات الإيجابية 36453 شُفيت منها 24365 حالة ووفاة 2322 حالة.