«رينج روفر سبور 2015» سيارة المهام الشاقة تدخل قطاع الرباعي الرياضي من قمته

لا توجد بين سيارات القطاع الرباعي الرياضي الكبير سيارة تجمع مواصفات «رينج روفر سبور» الجديدة ومواهبها المتعددة؛ فهي سيارة فاخرة من الطراز الأول، ولها قدرات رباعية متفوقة. وفي فئة «سبور» تسجل السيارة إنجازا مرموقا على صعيد التسارع على الطرق السريعة، فهي تنطلق بمحرك أسطوري من ثماني أسطوانات سعته 5 لترات بشاحن «توربو سوبر» يوفر لها قدرة 510 أحصنة.
قد لا يكون مثل هذا المحرك عمليا في أوروبا، التي يشكو إعلامها المتخصص من أن الشركة لم توفر سيارة في هذا القطاع بمحرك «ديزل»، إلا أنها تبدو متوافقة تماما مع احتياجات المنطقة من حيث المساحة الداخلية التي تتسع لسبعة مقاعد وقوة الدفع المتميزة بفضل ما يوفره المحرك وأيضا بفضل استخدام الألمنيوم بكثرة في مكونات السيارة، الأمر الذي خفض من وزنها نحو 400 كيلو في الجيل الجديد.
ويرتبط المحرك بناقل حركة أوتوماتيكي بسبع سرعات يمكن استخدامه يدويا بتحريك ذراع الحركة إلى اليسار واختيار السرعات الملائمة، أو من على مفاتيح خلف المقود.
وهي ببساطة تدخل القطاع من قمته، وقد تتفوق عليها سيارات أخرى في الإنجاز، مثل «بورشه كايين»، ولكن ليس في الفخامة والتقنية. وهي تتميز أيضا بمقاعد أعلى من مستوى مقاعد السيارات الرباعية الأخرى، وبحضور قوي على الطرقات من شأنه إثارة شعور الاحترام للسيارة وسائقها من قبل مستخدمي الطرق الآخرين سائقين أو مشاة كانوا.

تقنيات بالجملة

الملاحظ في الجيل الجديد لسيارة «رينج روفر سبور» أن الشركة لم تبخل عليها بالتقنيات الجديدة التي توفر مستويات من الفخامة والأمان أعلى مما يتوقعه السائق، فالمقاعد تأتي بكسوة جلدية وبنظام تحريك كهربائي لمقعدي الصف الأمامي بالإضافة إلى خاصية التبريد والتدفئة، كما يمكن تدفئة المقود نفسه. وتأتي السيارة بسقف بانورامي كبير الحجم يمكن التحكم به كهربائيا. والتكييف المزدوج متاح في السيارة، وكذلك التحكم الكهربائي في غطاء الصندوق الخلفي. وهذه السيارة التي خضعت للتجربة العملية في لندن جاءت مزودة أيضا بكثير من الخيارات التقنية مدفوعة الثمن علاوة على ثمن السيارة الذي يفوق الـ90 ألف دولار. من هذه الخيارات لائحة طويلة تشمل شاشة فعالة تعمل باللمس، وتوفر مشاهد مزدوجة للسائق والراكب الأمامي، وشاشتين لاستخدام المقاعد الخلفية، ونظام البث التلفزيوني، ونظام «ميريدان» السمعي فائق النوعية الذي يشمل 19 سماعة في جميع أرجاء السيارة.
وتتعرف السيارة على لوحات السرعة القصوى في الشوارع، كما تتيح ذلك الكاميرات. ولكن على المشتري أن يختار ما يريده من هذه الخيارات إذ إنها في مجملها تزيد 20 ألف دولار إضافية على قيمتها، وهي تحمل أيضا أنظمة التحذير من المناطق العمياء على جانبي السيارة، ونظام «كروز» الفعال. ويمكن تفعيل نظام يحث السائق سمعيا على تخفيض السيارة عند وجود سيارات بطيئة أمامه أو في حالات الكبح المفاجئ للسيارات الأخرى أمام «رينج روفر سبور».
ويوفر نظام الاتصال في السيارة الارتباط بالهواتف الجوالة، والتقاط الراديو الرقمي وأحدث خرائط نظام الملاحة. وتنطلق السيارة على عجلات بقطر 21 بوصة. ورغم حجم السيارة ووزنها فإن محركها يتيح لها قطع 22.1 ميل في الغالون في دورة متنوعة، وهو إنجاز استثنائي لمحرك سعته 5 لترات. ومن اللمسات المثيرة أيضا إضاءة ليلية أرضية عليها رسم السيارة من مصابيح دايودية صغيرة الحجم تقع أسفل المرايا الجانبية، وتعمل فور استخدام جهاز«الريموت» لفتح السيارة.
التصميم الداخلي في فئة «سبور» يأتي بأجود مواد التجهيز المتاحة في الصناعة وبتوزيع منطقي لأدوات القيادة، سواء على المقود الفعال أو على لوحة القيادة والكونسول الوسطي. واستوحت السيارة بعض معالمها الداخلية من فئات «إف تايب» الرياضية وسيارة ايفوك» الشبابية. فذراع الحركة فيها مستعار من الفئة الرياضية بالإضافة إلى «ماوس» نظام اختيار التعليق المناسب لظروف القيادة والذي يعرف باسم «تيرين ريسبونس». وفي حالة عدم استخدام النظام تختار أنظمة السيارة نظام التعليق الملائم تلقائيا.
وتوفر مقاعد السيارة جلسة وثيرة مع وضوح زوايا الرؤية للسائق من موقعه المرتفع على الطريق. وعند صف السيارة تسهم كاميرات الرؤية الخلفية وأدوات التحذير السمعية في تسهيل مهمة السائق. وعلى الرغم من وجود مساحات رحبة لكل مقاعد السيارة، ربما باستثناء المقعدين في الصف الثالث اللذين يمكن طيهما ويصلحان فقط للأطفال، وفي رحلات قصيرة، إلا أن استخدام المقاعد السبعة يحد كثيرا من المساحة المتاحة لحمل الأمتعة.
من الخيارات الأخرى المتاحة للمستهلك في هذا القطاع سيارات مثل «بورشه كايين توربو» و«بي إم دبليو إكس 5 إم». وقد تلتقي السيارات المنافسة في توفير الانطلاق الرياضي أو التسارع أو الفخامة، ولكنها لا تجمع مواصفات متكاملة: ما هو الحال مع «رينج روفر سبور»، خصوصا فيما يتعلق بالإنجاز الرباعي في المناطق الوعرة.
التجربة العملية كشفت عن سيارة رباعية من الحجم الكبير، بإنجاز رياضي متألق وانطلاقة تسارع تحسد عليها عندما تستدعي الظروف ذلك. وعلى رغم تعطش المحرك والشاحن السوبر للانطلاق السريع إلا أنها توفر أيضا قيادة هادئة ومستقرة وشبه صامتة على سرعات بطيئة. ويشعر السائق بارتباط مباشر بالطريق في تجربة قيادة فعالة مختلفة عن قيادة سيارات رباعية أخرى.
وعلى الرغم من حجم السيارة الكبير، فإنها سهلة المناورة، ويشعر السائق بأنها فعلا خفيفة ومتأهبة الحركة. والسبب الأساسي في هذه التأهب أن الشركة استغنت عن الهيكل السفلي الفولاذي الذي كان يُستخدم في الأجيال السابقة واستعانت بهيكل «مونوكوك» من الألمنيوم يشبه في تركيبته جسم سيارات الركاب العادية. ومع وجود نظام تعليق فعال، تبدو السيارة في قيادتها، وكأنها فعل سيارة رياضية. وفي أحوال القيادة على الطرق الوعرة يستطيع السائق رفع مستوى التعليق بضغط الهواء من أجل خوض عوائق طبيعية مثل المسطحات المائية حتى نصف متر والصخور الوعرة وتلال الرمال. وهي السيارة المثالية للعائلة الكبيرة ولرحلات السفاري والمسافات الطويلة.