تقرير: قاعدة استخباراتية بريطانية ربما لعبت دوراً في اغتيال سليماني

دعا نشطاء بريطانيون المسؤولين البريطانيين بقاعدة «مينويث هيل» الاستخباراتية السرية في منطقة يوركشاير إلى شرح ادعاء بتورطهم في بعض الاغتيالات، بعد نشر تقرير يثير تساؤلات حول تورط المملكة المتحدة في الهجمات الأميركية على أشخاص بطائرات من دون طيار (درون)، حسبما أفادت به صحيفة «الغارديان».
ويخلص التقرير إلى أنه «من المحتمل» أن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي تم باستخدام معلومات تم الحصول عليها من القاعدة البريطانية، وهي بالأساس موقع تابع لـ«وكالة الأمن القومي الأميركية (NSA)».
كما يثير تساؤلات حول ما إذا كان الموظفون البريطانيون الموجودون في القاعدة متورطين في مساعدة القوات الأميركية في الضربات الجوية للطائرات الأميركية من دون طيار، لا سيما في اليمن وباكستان والصومال، وجميع مناطق النزاع التي لا تشارك المملكة المتحدة فيها رسمياً.
تقع قاعدة «مينويث هيل» على بعد 8 أميال إلى الغرب من «هاروغات» على أطراف «يوركشاير ديلز»، والمعروفة بقباب كرة الجولف البيضاء الكبيرة المميزة التي تحتوي على معدات الرادار. رغم أنها قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي، فإنها في الواقع أكبر موقع خارجي معروف لـ«وكالة الأمن القومي»، ويوجد بها 600 فرد أميركي و500 مدني بريطاني.
اشتكى بارنابي بيس، الصحافي الاستقصائي، في التقرير من أن القوات الأميركية والبريطانية في «مينويث هيل» تعملان خارج نطاق «التدقيق والمساءلة العامة»، وأنه ما لم يكن هناك تغيير، فمن المرجح أن تستمر أنظمة المراقبة والاغتيالات خارج نطاق القضاء.
وأظهرت الوثائق المسربة من ملفات سنودن أن قاعدة «مينويث هيل» جزء من شبكة تنصت، قادرة على جمع بيانات مئات الملايين من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية يومياً وتحديد موقع الهواتف على الأرض.
وبحسب تقرير نُشر سابقاً لملفات سنودن لخصها بيس، يمكن استخدام المعلومات التي تم الحصول عليها في عمليات مثل «القبض على الأشخاص أو قتلهم»، وأيضاً تتبع أهداف «طالبان» في أفغانستان في عام 2011، مما أدى إلى «مقتل نحو 30 شخصاً»، ومرة ​​أخرى في عام 2012.
في ضوء التسريبات، يخلص بيس إلى أنه من المحتمل أن يكون لـ«مينويث هيل» دور في مقتل سليماني، ورفض وزراء بريطانيون التعليق على ما إذا كان لقاعدة «يوركشاير» دور في غارة الطائرات من دون طيار، في ضوء سياسة طويلة الأمد مفادها: «أننا لا نعلق على تفاصيل العمليات التي نفذت عن طريق سلاح الجو الملكي البريطاني في قاعدة (مينويث هيل)».
قال متحدث باسم وزارة الدفاع: «إن سلاح الجو الملكي البريطاني - (مينويث هيل)، هو جزء من شبكة اتصالات دفاعية أميركية عالمية. تدعم القاعدة الاستخباراتية مجموعة متنوعة من أنشطة الاتصالات. لأسباب أمنية تشغيلية وكمسألة تتعلق بالسياسة، لا تناقش وزارة الدفاع ولا وزارة دفاع (الولايات المتحدة) علناً التفاصيل المتعلقة بالعمليات العسكرية أو الاتصالات السرية بغض النظر عن الوحدة أو المنصة أو الأصول».