برشلونة يتسلح بفارق النقطة والتاريخ.. وريال مدريد يتطلع لقلب الطاولة على مضيفه

ينتظر العالم العاشق لكرة القدم انطلاق واحدة من أهم المباريات في أرجاء المعمورة، والتي تجمع عملاقي الكرة الإسبانية، برشلونة وريال مدريد، في كامب نو اليوم، في إطار منافسات الدوري الإسباني. وعندما يحين موعد «الكلاسيكو» الإسباني يصمت الحوار الكروي في العالم أجمع، وتتجه الأنظار إلى حيث يلتقي الغريمان الأزليان. وربما يقتصر الفارق بينهما على نقطة واحدة لكنها تبدو كافية ليتسلح برشلونة بالإحصائيات والتاريخ عندما يستضيف منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد، حيث يحظى برشلونة بسجل رائع في لقاءات الكلاسيكو بالدوري عندما يخوض المباراة على ملعبه وهو يتصدر المسابقة متقدما على الريال في جدول المسابقة.
وعلى مدار أكثر من ثمانية عقود، كان برشلونة متصدرا ومتقدما على الريال في جدول الدوري الإسباني قبل 16 مواجهة بينهما في ملعب برشلونة بالمسابقة. وفي هذه المواجهات الـ16 يمتلك برشلونة تفوقا واضحا على الريال، حيث حقق الفوز في 12 منها وخسر واحدة فقط، فيما انتهت ثلاث منها بالتعادل. ولهذا، سيكون هذا السجل دافعا معنويا هائلا لبرشلونة قبل مباراة اليوم التي يخوضها الفريق وهو في صدارة جدول المسابقة بفارق نقطة واحدة أمام الريال.
وينتظر كثيرون أن تكون مباراة اليوم من أبرز وأهم مباريات الكلاسيكو على مدار تاريخ الفريقين نظرا للتنافس الشديد بين الفريقين في الموسم الحالي واقتصار الفارق بينهما على نقطة واحدة. وبينما يسعى برشلونة لتحقيق الفوز وتوسيع الفارق إلى أربع نقاط ليثأر لهزيمته 3/1 أمام الريال في الدور الأول للبطولة ويقترب خطوة جيدة من اللقب، يسعى الريال لقلب الطاولة على مضيفه اليوم واستعادة الصدارة ليصبح مجددا هو الأقرب لحسم اللقب. وكانت الهزيمة الوحيدة لبرشلونة في لقاءات الكلاسيكو عندما يكون متصدرا ومتقدما على الريال في جدول الدوري الإسباني عندما التقى الفريقان في موسم 1929 - 1930 على ملعب «لوس كورتس» المعقل القديم لفريق برشلونة وانتهت المباراة بفوز الريال 1/4.
وما يدعم معنويات برشلونة أيضا أن الفريق حقق الفوز في المباريات الثلاث التي استضاف فيها الريال عندما كان متقدما عليه بفارق نقطة واحدة. وكانت أبرز هذه المواجهات عندما التقى الفريقان في موسم 1944 - 1945 حيث فاز برشلونة بخمسة أهداف نظيفة وتوج بلقب البطولة في نهاية الموسم. وفي المرتين الأخريين، فاز برشلونة 1/3 في موسم 1981 - 1982 وإن كان اللقب في نهاية الموسم من نصيب ريال سوسييداد، وفاز برشلونة 2/3 في موسم 1986 - 1987 الذي انتهى بتتويج الريال بلقب المسابقة.
ويأمل برشلونة في الحفاظ على مستواه المتميز الذي ظهر به في الآونة الأخيرة عندما يستضيف منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد اليوم في ختام مباريات المرحلة الثامنة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم. وطوت إسبانيا سريعا صفحة احتفالاتها ببلوغ ثلاثة فرق هي برشلونة وريال مدريد وأتليتكو مدريد إلى دور الثمانية ببطولة دوري أبطال أوروبا لتنتظر مباراة القمة (الكلاسيكو) المرتقبة بين برشلونة والريال على استاد «كامب نو» اليوم. ونال برشلونة دفعة معنوية هائلة قبل خوض هذه المباراة التي ينتظر أن تلعب دورا كبيرا في شكل المنافسة على اللقب هذا الموسم، حيث تأتي قبل دخول المسابقة مراحلها العشر الأخيرة بالموسم الحالي. وجاءت الدفعة المعنوية الهائلة لبرشلونة من عبوره عقبة مانشستر سيتي الإنجليزي في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا حيث تغلب عليه 1/صفر الأربعاء الماضي في مباراة الإياب بعدما فاز عليه 1/2 في عقر داره ذهابا قبل ثلاثة أسابيع.
وكانت المباراة أمام سيتي امتدادا طبيعيا للمسيرة الناجحة لبرشلونة في الفترة الماضية، حيث حقق الفريق الفوز السادس عشر له في آخر 17 مباراة خاضها في مختلف البطولات. ويتصدر برشلونة جدول الدوري الإسباني برصيد 65 نقطة بفارق نقطة واحدة أمام الريال، كما بلغ الفريق نهائي كأس ملك إسبانيا بخلاف تأهله مع الريال إلى دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا. وقال الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم هجوم برشلونة، بعدما قدم مجددا عرضا رائعا في مباراة سيتي «نحن نلعب بمستوى متميز ومرتفع للغاية حاليا. أشعر بأنني على ما يرام وأستمتع بكل مباراة.. لكن علينا أن نحترم ريال مدريد بشكل أكبر من أي وقت سابق. إنه فريق رائع ولديه لاعبون متميزون».
ويبدو أن الصراع والخلاف بين ميسي ومديره الفني لويس إنريكي انتهى بالفعل، بعدما ذكرت العديد من التقارير الإعلامية أن مشادة وقعت بينهما وكادت تتطور لاشتباك بالأيدي في غرف تغيير الملاعب عقب مباراة الفريق التي خسرها صفر/1 أمام ريال سوسييداد في يناير (كانون الثاني) الماضي. وأهال إنريكي عبارات الثناء والإشادة على لاعبه الأرجنتيني بعد الفوز في مباراة سيتي قائلا «ميسي هو الأفضل في العالم بلا شك. بالنسبة لي، هو الأفضل على مدار التاريخ.. يسعدنا جميعا وصوله لهذا المستوى. لكننا نحتاج، من أجل الفوز بالألقاب، فريقا صلدا خلف ميسي. وهذا ما نعمل على بنائه». ولا يفتقد إنريكي في هذه المباراة سوى جهود لاعب خط وسطه سيرجيو بوسكيتس للإصابة في كاحل القدم. ومثلما كان الحال في المباراة أمام مانشستر سيتي، سيحل الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مكان بوسكيتس فيما يلعب جيريمي ماتيو بدلا من ماسكيرانو في الدفاع إلى جوار جيرارد بيكيه.
وفي المقابل، يفتقد الريال جهود الكولومبي جيمس رودريغيز للإصابة، فيما استعاد الثنائي سيرخيو راموس والكرواتي لوكا مودريتش لياقتهما ويتطلعان للمشاركة ضمن التشكيلة الأساسية للفريق في هذه المباراة. ومع عودة راموس ومودريتش لتشكيلة الفريق الأساسية، سيتمتع الريال بمزيد من الثبات إلى جانب قوة الشخصية في أرضية الملعب بعد البداية الصعبة للفريق في 2015 حيث خسر 11 نقطة في المباريات التي خاضها بالدوري الإسباني منذ بداية عام 2015. ورغم هذا، سارع مودريتش إلى التأكيد على أن عودته لصفوف الفريق لن تغير في أسلوب الفريق. وقال مودريتش «لست المنقذ لريال مدريد. سأبذل قصارى جهدي لمساعدة الفريق لكنني لا أريد أن يراني الناس كمنقذ للفريق». ويحتاج الريال لتحقيق الفوز في هذه المباراة لأنه يدرك أن أي نتيجة سوى الفوز ستعزز من فرص برشلونة في الفوز باللقب هذا الموسم.
«حتى أهز شباك برشلونة مجددا مثلما فعلت في مباراتنا السابقة بالموسم الحالي، أحتاج لبعض الحظ ولا أحتاج لشيء آخر».. هكذا كانت تصريحات المهاجم الفرنسي الدولي كريم بنزيمة قبل مباراة القمة (الكلاسيكو). ورغم أهمية وجود بنزيمة في مركز رأس الحربة، فإن كثيرين من أنصار الريال والمتابعين للدوري الإسباني يدركون أن مفتاح الفوز الذي يحتاجه الريال ليس بحوزة بنزيمة بقدر ما يوجد في جعبة زميليه البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بيل اللذين يتمتعان بفعالية أكبر على المرمى.
وعندما يلتقي الفريقان اليوم في الكلاسيكو الثاني بينهما بالموسم الحالي، سيكون الرهان الأكبر لجماهير النادي الملكي على الثنائي بيل ورونالدو بعدما أثبتا أنهما الورقة الرابحة الأبرز للريال مثلما تشير معظم الإحصائيات قبل مباراة اليوم. وقال بنزيمة، في تصريحات، لموقع النادي على الإنترنت «نعلم أن هناك الكثير من الضغوط على الفريق. لكن هذا يبدو أمرا عاديا لأنها مباراة كبيرة. كل لاعب يحب كرة القدم يرغب في المشاركة بهذه المباراة». وأضاف «يمكننا تكرار النتيجة التي حققناها في الدور الأول بالموسم الحالي. نتمتع بحالة جيدة تمكننا من الفوز. حتى أهز شباك برشلونة مجددا مثلما فعلت في مباراتنا السابقة بالموسم الحالي أحتاج لبعض الحظ ولا أحتاج لشيء آخر». ورغم هذا، يظل أمل الريال معلقا على الثنائي بيل ورونالدو اللذين يمثلان السلاح الأقوى لفريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للريال خاصة في المباريات التي يخوضها الفريق خارج ملعبه. وحاول الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني للريال، إعادة الترابط لفريقه المفعم بالنجوم قبل مباراة الكلاسيكو، ووجه إليهم الدعوة على مأدبة غداء لتناول المأكولات البحرية يوم الأربعاء.
وفي باقي مباريات المرحلة التي تقام اليوم أيضا، يلتقي ديبورتيفو لاكورونا مع إسبانيول وفياريال مع أشبيلية وريال سوسييداد مع قرطبة.