خسارة الاتحاد «العربية»... كاريلي «المتهم الأول» وهنريكي في عين العاصفة

في حين واجه المدرب البرازيلي كاريلي نقداً حاداً وهجوماً لاذعاً من الأوساط الاتحادية، جراء خياراته الفنية في نهائي بطولة الأندية العربية، والتي تسببت «على حد قولهم» في خسارة اللقب وجائزة الـ6 ملايين دولار، أكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة النادي ستعقد اجتماعاً مع المدرب لمناقشته حيال خسارة النهائي وقناعاته في عدد من الأمور الفنية.
كما يتوقع أن يناقش الاجتماع أمر استبعاد البرازيلي برونو هنريكي من قائمة الفريق وقيد مهاجم بديلاً له، بعد ظهوره بمستوى متواضع في النهائي العربي.
وبحسب المصادر؛ فإن إدارة الاتحاد تتجه لتجديد الثقة بالمدرب كاريلي ومنحه الفرصة في إعادة توهج الفريق مجدداً، بينما تدرس إمكانية البحث عن جهاز فني بديل بوصفه خياراً آخر في حال خروج الاجتماع المنتظر دون استراتيجية واضحة للتصحيح.
ويتجه الاتحاد لحسم التعاقد مع مهاجم أجنبي بما يشكل إضافة فنية للفريق، مع وجود عدد من الخيارات التي تجرى مناقشتها؛ يتقدمهم الفرنسي نياكاتي الذي قدم مستويات لافتة مع فريق الوحدة في الموسم الرياضي الماضي.
كما ينتظر أن يتم تسويق المتبقي من عقد هنريكي أو التوصل مع اللاعب لتسوية وإنهاء العلاقة التعاقدية بالتراضي.
ووقع الاتحاد مع هنريكي في الميركاتو الصيفي 2020 قادماً من فريق بالميراس الإسباني ليكون بديلاً للأرجنتيني ليوناردو خيل، في الوقت الذي لم يفصح عن مدة عقده وسط أنباء أشارت إلى أنه يمتد لموسمين مع إمكانية التجديد لموسم ثالث.
وألقت خسارة الاتحاد النهائي بظلالها على الشارع الاتحادي في ظل الأخطاء المتكررة للاعبين وظهور البعض بمستوى متواضع، في الوقت الذي حمل فيه المدرب السعودي عبد الله غراب الذي سبق له الإشراف على الفريق الأول للنادي، مسؤولية خسارة اللقب العربي للجهاز الفني على وجه التحديد.
وقال غراب في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الرجاء على ملعبه فريق قوي جداً، واستطاع الاتحاد مجاراته في المباراة والتسجيل، وهناك مشكلة كانت واضحة تتعلق باللاعبين؛ حيث تشعر بعدم وجود تكتيك معين، وكل لاعب يلعب وحده دون وجود خطة واضحة الملامح ومهام موكلة لهم».
وأضاف: «كذلك فترة إعداد الفريق أعدّها ضعيفة جداً، وحتى بالمعسكر الإعدادي خاض الفريق مباريات ودية لم تكن قوية بحجم ما ينتظر الفريق من مباراة مهمة جداً، ومع عودة الفريق إلى جدة وانطلاقة منافسات الموسم الرياضي لم يخض الفريق مواجهات من العيار الثقيل، ولذلك الجهاز الفني يتحمل خسارة النهائي العربي لأن الوقت كان متاحاً له للإعداد للمباراة بشكل جيد».
وأكد غراب «حاجة فريق الاتحاد للدعم في 3 مراكز؛ تتمثل في ظهير أيسر، ومدافع محلي إلى جانب المحترف المصري أحمد حجازي يكون ذا إمكانات فنية مميزة وقادر على تغطية غياب حجازي في حال الإصابة أو الإيقاف أو لأي ظرف، إلى جانب التعاقد مع مهاجم أجنبي لتعزيز القوة الهجومية للفريق».
وأشار إلى افتقاد الظهير الأيسر للاتحاد مهند الشنقيطي النزعة الهجومية كزميله سعود عبد الحميد، واصفاً إياه بـ«اللاعب الجيد والذي ينتظر العمل على تطويره في تعزيز الناحية الهجومية».
ووصف غراب المحترف الجديد للاتحاد؛ البرازيلي إيغور كورونادو، بـ«اللاعب المميز؛ قياساً بما أظهره اللاعب من إمكانات خلال مشاركته الأولى في النهائي العربي»، متوقعاً أن يقدم اللاعب «مستوى متميزاً في المباريات المقبلة مع الفريق؛ خصوصاً مع وجود الجماهير الاتحادية التي بحد ذاتها دوماً تسهم في رفع حماس اللاعب في المباريات لإخراج أفضل ما لديه».
وأشار غراب إلى أن ظهور عدد من اللاعبين بصورة غير مرضية للجماهير، قد تعود لعدة عوامل؛ منها الفنية، مشيراً إلى حاجة فهد المولد لإعداد فني وبدني جيد للعودة لتقديم المستويات اللافتة، مشيراً إلى أن «الجهاز الفني يعول عليه؛ ذلك إضافة إلى اللاعب وحرصه على تطوير مستواه الفني».
وكانت خسارة اللقب العربي تزامنت مع موجة غضب جماهيري لأنصار الاتحاد الذي طالبوا بـ«رحيل المدرب كاريلي إلى جانب محترف الفريق هنريكي إضافة إلى رحيل عدد من اللاعبين أو استبعادهم من قائمة الفريق الأساسية في ظل تخاذلهم»؛ على حد وصف البعض في مواجهة النهائي.
ونجح الرجاء المغربي في انتزاع لقب البطولة الثانية في تاريخه وبصفته رابع ناد يحقق لقب البطولة العربية للأندية الأبطال عبر ضربات الجزاء، وذلك بعد تغلبه على الاتحاد بضربات الجزاء (4 - 3)، بعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل (4 - 4)، وذلك خلال المباراة الذي احتضنها «ملعب مولاي عبد الله» بالعاصمة المغربية الرباط، مساء السبت.
وانضم الرجاء لناديي الاتفاق والهلال السعوديين والصفاقسي التونسي، الذين توجوا باللقب بواسطة ضربات الجزاء الترجيحية في النهائيات العربية، في الوقت الذي عدّ فيه الاتحاد الخاسر الأكبر بعد أن فقد لقب البطولة مرتين أمام الهلال والرجاء بضربات الترجيح، في الوقت الذي يعدّ فيه الفريق الاتحادي أكثر الأندية تحقيقاً للوصافة مقابل لقب وحيد حققه موسم 2005 على حساب الصفاقسي التونسي.
وقدم الاتحاد مباراة كبيرة أمام الرجاء، وأنهى الوقت الأصلي بالتعادل، وكاد يسجل هدف الفوز الخامس، ولكن الحارس أبعد تسديدة المولد لضربة ركنية، فاحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت لصاحب الأرض بنتيجة (4 - 3)، ليتوج بلقب البطولة في نهاية المطاف، وسط حزن اتحادي.
وقدم نواف المقيرن، رئيس نادي الاتحاد السابق، شكره لـ«إدارة النادي على ما ظهره به الفريق من روح قتالية»، مشيراً إلى أن «ما قام به رئيس النادي الحالي إنمار الحائلي ونائبه أحمد كعكي والمدير التنفيذي للفريق حامد البلوي يستحق الثناء والإشادة». ووضع الاتحاد كامل ثقلة بالنهائي لاستعادة الفريق التوهج والعودة لحصد الألقاب التي غاب عنها في السنوات الأخيرة، وللإسهام في رفع الروح المعنوية للاعبين ليكون حافزاً لهم على بطولتي دوري المحترفين وكأس الملك بجانب البطولة الآسيوية.
ولم تكن خسارة اللقب العربي أولى خسائر الفريق، حيث خسر كذلك المبلغ المرصود لبطل النسخة والذي يقدر بـ22 مليون ريال، والذي كان سيسهم في تخفيف العديد من الأعباء عن النادي، في الوقت الذي سينال فيه الاتحاديون مكافأة الوصافة والمقدرة بنحو 9 ملايين ريال.
ويتخوف الاتحاديون من انعكاس خسارة النهائي على الفريق في منافسات الدوري السعودي للمحترفين، حيث سيلتقي الفيصلي الخميس المقبل على «ملعب المجمعة» ضمن منافسات الجولة الثالثة من الدوري، وهو الملعب ذاته الذي خسر عليه الجولة الافتتاحية للدوري أمام الفيحاء بهدف نظيف، في الوقت الذي ستعمل فيه إدارة الاتحاد على امتصاص الغضب الجماهيري عقب خسارة اللقب العربي وإبعاد اللاعبين عن كل الضغوطات والعمل على إعدادهم فنياً ومعنوياً للمباراة.
وحقق رومارينهو، محترف الاتحاد، لقب هداف البطولة، ليعدّ ثاني لاعب برازيلي يحقق اللقب ذاته بعد مهاجم الكويت الكويتي دينيس الذي فاز باللقب في نسخة 2004، في الوقت الذي عادل فيه رومارينهو رقم مهاجم النصر الدولي المعتزل سعد الحارثي لأكثر لاعب تسجيلاً للأهداف في نسخة واحدة من البطولة برصيد 10 أهداف، حيث سبق أن حققه الحارثي في نسخة عام 2007.
وتجاوز رومارينهو لقب الهداف ليسجل اسمه كذلك بصفته أول لاعب يسجل هاتريك في النهائي ليحصد لقب الهداف بـ10 أهداف، وكذلك رابع لاعب ينتمي لناد سعودي يحقق اللقب، حيث سبقه الدولي سامي الجابر في نسخة 2005، وسعد الحارثي في نسخة 2007، وعيسى المحياني في نسخة 2008.