الرئيس التونسي رداً على «النهضة»: لا عودة ولا حوار مع «خلايا سرطانية»

قال الرئيس التونسي قيس سعيد، مساء أمس، إنه «لا عودة إلى الوراء» ولا حوار مع من وصفهم بـ«خلايا سرطانية»، بعد ساعات من دعوة مجلس الشورى التابع لـ«حركة النهضة» إلى حوار وإقراره بحاجة الحركة إلى «نقد ذاتي».
ونشرت الرئاسة التونسية مقطعاً مصوراً لسعيد قال فيه ردا على الدعوات لإجراء محادثات بشأن الأزمة: «لا حوار إلا مع الصادقين... ولا يمكن الحوار مع الخلايا السرطانية». وأضاف: «خبز وماء ولا عودة للوراء»، في إشارة إلى شعار شهير ردده المحتجون في 2011 ضد الرئيس السابق زين العابدين بن علي حين صدعت حناجرهم بشعار «خبز وماء وبن علي لا».
وكانت «حركة النهضة» أقرّت، أمس، بضرورة القيام بـ«نقد ذاتي» لسياساتها التي اعتمدتها بعد أن قرّر الرئيس تجميد أعمال البرلمان الذي يترأسه زعيمها راشد الغنوشي. وأكدت الحركة في بيان إثر انعقاد مجلس الشورى التابع لها على «ضرورة القيام بنقد ذاتي معمق لسياساتها خلال المرحلة الماضية والقيام بالمراجعات الضرورية والتجديد في برامجها وإطاراتها في أفق مؤتمرها الـ11 المقرر لنهاية هذه السنة، لإعادة النظر في خياراتها وتموقعها بما يتناسب مع الرسائل التي عبر عنها الشارع التونسي وتتطلبها التطورات في البلاد». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الحركة أنها «تتفهّم الغضب الشعبي المتنامي، خاصة في أوساط الشباب، بسبب الإخفاق الاقتصادي والاجتماعي بعد عشر سنوات من الثورة. وتحميل الطبقة السياسية برمتها، كلاً من موقعه وبحسب حجم مشاركته في المشهد السياسي، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، ودعوتهم إلى الاعتراف والعمل على تصحيح الأداء والاعتذار عن الأخطاء».
وتعيش تونس على وقع انتظار تعيين سعيّد لرئيس حكومة جديد وتشكيل فريقه. وقام سعيّد خلال الأيّام العشرة الماضية ومنذ إعلانه القرارات الاستثنائية التي قوبلت بدعم شعبي لافت، بإقالات طالت وزراء وسفراء وكبار مسؤولين في الحكومة كما لحقت مدير التلفزيون الحكومي وعيّن وزراء للداخلية والاقتصاد وتكنولوجيا الاتصال.
من جهة أخرى، نشرت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في تونس، أمس، صوراً لرئيس الوزراء المقال هشام المشيشي وهو يعلن عن ممتلكاته، في أول ظهور له بعد 11 يوماً من عزله. وتبدد الصور، التي نشرتها الهيئة على موقعها الإلكتروني، على ما يبدو دعاوى معارضي سعيد بأن المشيشي رهن الإقامة الجبرية في منزله.