لبنان: تحقيق في وفاة طفلة بسبب عدم توافر العلاج بحسب عائلتها

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم (الأحد)، فتح تحقيق في وفاة رضيعة قالت عائلتها إنها لم تتلقّ العلاج اللازم في المستشفى، وسط نضوب الأدوية في البلاد وإضراب للصيدليات.
وتوفيت الطفلة جوري السيد (عشرة أشهر)، أول من أمس (السبت)، في قرية مزبود جنوب شرقي بيروت، بعد ثلاثة أيام عانت خلالها من ارتفاع حاد في درجات الحرارة تسبب لها بالتهابات رئوية نُقلت إثرها إلى المستشفى.
وقال عمها أيمن السيد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الطفلة توفيت «بسبب نقص العناية في المستشفى ونقص الدواء». وأضاف: «لم يكن الدواء متوافراً في المستشفى، ذهب والدها إلى الصيدلية لشرائه، فوجدها مقفلة». وتابع: «التقصير من المسؤولين... نحن في بلد المستشفيات ليس فيها أدوية، والصيدليات مقفلة».
لكن مستشفى مزبود المركزي الذي توفيت فيه الفتاة نفى أي تقصير من جهته. وقال في بيان إن الطفلة «أُعطيت العلاج الكامل المناسب مع كل ما يلزم من أدوية»، مشيراً إلى أن الطفلة تُوفيت بعد دقائق من إخراجها لنقلها إلى مستشفى آخر.
وقال الطبيب كمال مراد رداً على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنه تم اتخاذ قرار بنقل الطفلة إلى مستشفى آخر «من دون استشارة فريقنا الطبي».
وأثار إعلان وفاة الطفلة ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام اللبنانية، فأصدرت وزارة الصحة بياناً جاء فيه أن وزير الصحة العامة حمد حسن أوعز «بفتح تحقيق بملابسات وفاة الطفلة جوري السيد، وتم الاتصال بالجهات المعنية كافة، الطبية والإدارية وعائلة الطفلة، بهدف إعداد تقرير تفصيلي ستتم دراسته في اللجنة المختصة بطب الأطفال في وزارة الصحة العامة لإجراء المقتضى».
وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي شريط فيديو لوالد الطفلة يحمل فيه طفلته ملفوفة بكفن، قائلاً: «ماذا سيعوضني عن طفلتي... إلى مَن أوصل صوتي؟ للحيتان والتماسيح الذي تركوا البلد يقفل؟».
وبمشاركة والد الطفلة، نفذ أهالي بلدة عانوت التي تتحدر منها وقفة احتجاجية أطلقوا عليها: «من أجل أطفالنا وأطفال كل لبنان»، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام».
وأقفل عدد كبير من الصيدليات في لبنان منذ الجمعة الماضي، بناء على دعوة إلى إضراب مفتوح احتجاجاً على نضوب الأدوية منها، بسبب الأزمة المالية والاقتصادية الحادة التي تمر بها البلاد.
وأعلن تجمع أصحاب الصيدليات الذي دعا إلى الإضراب، اليوم الأحد، تعليقه ليومين لمنح السلطات مهلة لتأمين الأدوية.
وتحذر نقابة مستوردي الأدوية منذ أسابيع من «نفاد» مخزونها من «مئات الأدوية الأساسية التي تعالج أمراضاً مزمنة ومستعصية».
وجاء ذلك، بعدما شرعت السلطات منذ أشهر في ترشيد أو رفع الدعم تدريجاً عن استيراد سلع رئيسية، بينها الأدوية. وتسبب تأخر فتح اعتمادات للاستيراد بانقطاع عدد كبير في الأدوية، بينها حتى مسكنات الألم العادية وحليب الأطفال الرضّع. وهناك قيود مالية مشددة على فتح الاعتمادات وسحب الأموال من المصارف نتيجة الأزمة المالية.
ورجّح «البنك الدولي» أن تكون أزمة لبنان المستمرة منذ أكثر من سنة ونصف سنة، بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم، منذ عام 1850.